في إطار النظر إلى ظاهرة “رهاب الزواج” من منظور المعاجم الطبية، يمكننا النظر إلى هذه الحالة بوصفها اضطرابًا نفسيًا يتسم بالقلق والخوف الشديد تجاه فكرة الارتباط الزوجي. يُعتبر رهاب الزواج جزءًا من اضطرابات القلق ويُصنَّف ضمن فئة اضطرابات الوسواس القهري. تظهر هذه الحالة عادة عند الأفراد الذين يشعرون بقلق متناهٍ ورهاب يصاحب فكرة الزواج أو الارتباط العاطفي.
تتسم حالات رهاب الزواج بمجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تؤثر على حياة الفرد. يمكن أن يعاني الشخص من توتر شديد، وفقدان للنوم، وتغيرات في الشهية. قد تظهر أفكار متكررة ووساوس تتعلق بالالتزام العاطفي والمسؤوليات المترتبة على الزواج. يمكن أن يكون الخوف من الالتزام وفقدان الحرية الشخصية أحد الجوانب الرئيسية لرهاب الزواج.
من الجوانب النفسية التي قد تتسم بها حالات رهاب الزواج، يمكن أن نرى انخراطًا مكثفًا في تفكير سلبي حيال العلاقات العاطفية، حيث يتخوف الفرد من تكوين رابطة عاطفية تقوم على الالتزام والاستقرار. يعتبر الشخص المصاب برهاب الزواج غالبًا أن الزواج يمثل خطوة حاسمة ومرعبة تتطلب تضحيات كبيرة وتغييرات هائلة في حياته.
يجسد التفاعل الجسدي في رهاب الزواج بشكل عام عبر ظهور أعراض كالتعرق الزائد، والارتعاش، وزيادة ضربات القلب. يمكن أن يتسبب الخوف الشديد في تشنجات عضلية وآلام في البطن والصدر.
يستدل من الدراسات النفسية أن أسباب رهاب الزواج قد تكون متنوعة وتتأثر بعوامل متعددة، منها الخبرات السابقة، والتربية، والثقافة الاجتماعية. يمكن أن يكون الخوف من الفشل العاطفي وعدم القدرة على التكيف مع التغييرات الحياتية جزءًا من السبب وراء هذا الاضطراب.
في الختام، يظهر رهاب الزواج كظاهرة نفسية تحمل في طياتها تحديات كبيرة للفرد المتأثر بها. يتطلب فهم هذا الاضطراب تقديرًا للعوامل النفسية والاجتماعية التي قد تسهم في تكوينه، ويبرز أهمية الدعم النفسي والعلاج السلوكي كوسيلة فعّالة للتعامل مع هذا التحدي النفسي.