في سياق المعاجم الطبية، يُشير مصطلح “الإرجوت” إلى نوع من الفطريات التي تنتمي إلى جنس الكريسبريا، والتي تتسم بتكوينها لمواد كيميائية حيوية تُعرف بالقلويدات الإرجوتية. يتسم هذا الفطر بتواجده في الحبوب الزراعية، خاصة القمح والشعير، ويمكن أن يكون له تأثيرات سامة على الإنسان والحيوانات إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
تتضمن المركبات الرئيسية في الإرجوت مجموعة من القلويدات، مثل الإرجوتامين والإرجوتوكسين، وهي قد تكون ذات تأثير مهيج على الجهاز العصبي المركزي. قد ينتج تلوث الحبوب بفطر الإرجوت عن ظروف جوية رطبة ودافئة، مما يخلق الظروف المثلى لتكاثر هذا الفطر.
تعتبر التسمم بالإرجوت من الظواهر التي تاريخيًا كانت تُعرف باسم “المرض الأسود” أو “داء السوط”، حيث كان يُلاحظ تأثيره على الصحة العامة. من الأعراض المميزة لتسمم الإرجوت يمكن أن يكون هناك تقلصات عضلية، وتغييرات في الوعي، وآلام في الأطراف، وفي حالات أشد خطورة، يمكن أن يؤدي إلى تشوهات خطيرة أو حتى الوفاة.
تاريخياً، استُخدم الإرجوت أيضًا في الطب التقليدي، حيث كان يُستعمل لتحفيز العضلات الرحمية خلال عمليات الولادة. ومع ذلك، كانت هذه الاستخدامات محفوفة بالمخاطر نظرًا للتأثيرات الجانبية الخطيرة.
في العصور الحديثة، تم تطوير وسائل للتحكم في نمو الإرجوت في المحاصيل الزراعية للحد من تلوث الحبوب. يُشير الفهم المتزايد للكيمياء الإرجوتية وتأثيراتها على الصحة البشرية إلى أهمية مراقبة جودة الحبوب واتخاذ التدابير الوقائية لمنع التسمم بالإرجوت.