في سياق الطب والطب الحيوي، يُعتبر فيروس إبشتاين-بار (Epstein-Barr virus) واحدًا من الفيروسات الهربسية، وهي عائلة فيروسات تتميز بقدرتها على البقاء في الجسم لفترات طويلة وإمكانية إعادة التنشيط. ينتمي هذا الفيروس إلى جنسية فيروسات هربس (Herpesviridae)، ويُعرف أيضًا باسم فيروس التهاب الكبد الوبائي B (HHV-4).
يُعد فيروس إبشتاين-بار جزءًا من الفيروسات الشائعة جدًا في البشر، حيث يُقدر أن نسبة كبيرة من السكان حول العالم قد تكون قد تعرضت للعدوى بهذا الفيروس. يُنقل الفيروس عادة عبر اللعاب، ويتم نقله بشكل رئيسي عندما يتم مشاركة الأشياء الشخصية، مثل أكواب الشرب أو فرشاة الأسنان، بين الأفراد.
يظهر الإصابة بفيروس إبشتاين-بار عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويمكن أن تكون الأعراض خفيفة أو تكون غير موجودة في بعض الحالات. ومع ذلك، يُشير العديد من الأطباء إلى أن الإصابة بالفيروس قد تكون ذات أهمية خاصة في حالات الأفراد الذين يعانون من نظام المناعة المضعف أو الأمراض المزمنة.
تتميز الأعراض الشائعة للعدوى بفيروس إبشتاين-بار بالحمى، وآلام الحلق، وتضخم الغدد الليمفاوية. يمكن أن تستمر هذه الأعراض لفترة طويلة، وفي بعض الحالات قد تتطور إلى مرض الغدد الوردية (Mononucleosis)، الذي يُعرف أحيانًا بالحمى الغدية.
لا يوجد علاج مباشر للعدوى بفيروس إبشتاين-بار، ولكن يُمكن إدارة الأعراض بشكل عام بواسطة الراحة والترطيب واستخدام مسكنات الألم. وتظهر أحيانًا آثار العدوى على مدى فترة طويلة، حيث يظل الفيروس نائمًا في الجسم ويمكن أن يتنشط مرة أخرى في حالات التضخم الليمفاوي المُتقدم أو في حالات النظم المناعية المُضعفة.
من المهم التنويه أيضًا إلى أن هناك بعض الدراسات التي تربط بين فيروس إبشتاين-بار وبين بعض الأمراض الخطيرة، مثل سرطان الأنفواذ الحلقي (Nasopharyngeal carcinoma) وأنواع أخرى من السرطانات. ولكن تحتاج هذه الروابط إلى مزيد من البحث لفهمها بشكل أكبر وتحديد العلاقة الدقيقة بين العدوى بالفيروس وتطور هذه الأمراض.
في النهاية، يُعد فيروس إبشتاين-بار موضوعًا هامًا في مجال الطب، والبحث المستمر حول هذا الفيروس يسهم في تعزيز فهمنا لتأثيراته على الصحة البشرية وسبل التعامل معه.