في سياق السرديات الطبية، يُعَد التهاب السحايا الحبيبي أمرًا لافتًا للنظر، إذ يتسم بتوريد الخلايا الحبيبية، وعلى وجه التحديد، يتبلور مرض Eosinophilic Meningitis كمنحى مميز للالتهابات السحائية. يتسبب هذا المرض في تفاعل التلوث الباراسيتي، حيث يتسرب الديدان الطفيلية من نوع Angiostrongylus cantonensis إلى الجهاز العصبي المركزي.
تُعتبر هذه الطفيليات، التي تعرف شعبياً بديدان الرئة، أساسًا للإصابة بالتهاب السحايا الحبيبي، حيث ينتقل الداء عند تناول الطعام الملوث أو من خلال الاتصال المباشر مع الحيوانات الناقلة لهذه الطفيليات. تنمو الديدان في رئتي الإنسان، ومن ثم تسلك مسارها إلى الجهاز العصبي، وتحديداً إلى السحايا، مما يشكل مصدراً للتهيج والالتهاب.
تتجلى الأعراض المميزة للإصابة بالتهاب السحايا الحبيبي في ظهور أعراض عصبية ملحوظة، مثل الصداع الحاد، والغثيان، والقيء المتكرر. كما يمكن أن يصاحب ذلك زيادة في درجة الحرارة، وخصوصاً في المراحل المتقدمة من المرض. يظهر التوريد البارز للخلايا الحبيبية، وهي الخلايا التي تشير إلى وجود استجابة التهابية، كتأكيد للتشخيص.
تعتمد عمليات التشخيص على التاريخ السريري للمريض، ويتضمن الفحص السريري وفحوصات الدم، بالإضافة إلى العمليات الصورية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالأشعة السينية للمخ والعمود الفقري. يتم العلاج في معظم الحالات باستخدام الأدوية المضادة للطفيليات، والتي تستهدف القضاء على الديدان وتقليل التوريد الحبيبي.
إن فهم هذا النوع من التهابات السحايا يُظهر أهمية التوعية بأسباب الإصابة ووسائل الوقاية، سواءً على مستوى الفرد أو المجتمع، بهدف التقليل من حدوث حالات Eosinophilic Meningitis وتحسين جودة الرعاية الصحية.