في سياق الطب وفي إطار المعاجم الطبية، يُعرف اضطراب الحركة الذي يُعرَف بالدستونيا البؤرية الناتجة عن التوارج الرقبي، والمشددة عادة باسم “التورتيكوليس”. يُعد التورتيكوليس نوعًا من الدستونيا الذي يتميز بتشنجات عضلية غير طبيعية تؤدي إلى موقف مائل أو ملتوٍ للرأس، حيث يكون الرقبة في وضع غير مستقيم. تظهر هذه الحالة بشكل عام في منتصف العمر، وغالباً ما تزداد تدريجياً.
تُعَدّ الدستونيا بشكل عام اضطرابًا حركيًا ينجم عن تشنجات غير إرادية في العضلات، والتي يُمكن أن تؤثر على أي جزء من الجسم. أما التورتيكوليس، فيتسم بالتأثير البؤري على الرقبة، مما ينتج عنه وضعاً ملتوًيًا أو مائلاً للرأس. تعد هذه الحالة تحدًا للمرضى، حيث يمكن أن يترتب عليها آثار نفسية واجتماعية بالغة الأهمية.
يعزى معظم حالات التورتيكوليس إلى عوامل وراثية، ولكن يمكن أن تسهم العديد من العوامل البيئية في تفاقم الأعراض. يشمل علاج التورتيكوليس تقنيات العلاج الطبيعي، والعلاج الدوائي، والعلاج بالليزر، وفي بعض الحالات الشديدة، يُعتبر الجراحة خيارًا. يستند العلاج الدوائي في العديد من الحالات إلى استخدام البوتوكس، الذي يحقق تحسينًا في الأعراض عن طريق تخفيف التشنجات العضلية.
يتطلب إدارة التورتيكوليس التفافًا شاملاً حول الجوانب الطبية والنفسية، حيث يتعين على الفريق الطبي تقديم الدعم الشامل والتعاطف للمرضى. يُشدد على أهمية الوعي المجتمعي حول هذا الاضطراب، حيث يُساهم ذلك في تقديم الدعم للمرضى وتحسين نوعية حياتهم.