في المعاجم الطبية، يُعرَّف مسار إصلاح الحمض النووي (DNA repair pathway) على أنه نظام معقد وحيوي يقوم بإصلاح الضرر الناتج عن التلف أو التحطم في هيكل الحمض النووي، والذي يُعَدُّ أمرًا حيويًا للحفاظ على استقرار الجينوم وضمان استمرارية وظائف الخلايا الحية. يتكون مسار إصلاح الحمض النووي من سلسلة من العمليات البيوكيميائية المتكاملة التي تستهدف إصلاح أخطاء التتابع النووي والتلف الكيميائي في الجينات.
يشمل هذا المسار عدة آليات رئيسية للإصلاح، مثل إصلاح الأخطاء بواسطة إصلاح القص النووي (Nucleotide Excision Repair)، حيث يتم استبدال النواقص في السلسلة النووية باستخدام آلية دقيقة لاستخراج النواقص وتكوين سلسلة جديدة. كما يشمل أيضًا إصلاح الأضرار بواسطة إصلاح القص القصير (Base Excision Repair)، الذي يستهدف تصحيح التلف الناتج عن تأثيرات كيميائية على قواعد النيوكليوتيد في الحمض النووي.
تكمن أهمية هذا المسار في الحفاظ على استقرار الجينوم ومنع تراكم الأخطاء الوراثية والتحولات الخطأ التي قد تؤدي إلى ظهور الأمراض الجينية أو السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يلعب مسار إصلاح الحمض النووي دورًا حاسمًا في تجنب تأثيرات الضغط البيئي والإشعاع الضار، حيث يساهم في الحماية الفعَّالة للخلايا الحية ضد التلف الناتج عن هذه العوامل الضارة.
يتضمن المسار أيضًا عدة إنزيمات وبروتينات متخصصة، مثل بوليميراز الحمض النووي، والذي يلعب دورًا حيويًا في إعادة بناء السلاسل النووية المتضررة. توفير هذا النظام المعقد من الإصلاح الجيني يُعَدُّ عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على الاستقرار الجيني وضمان استمرارية الحياة الخلوية.