الانفصال، الذي يُعرَف في المعجم الطبي بمصطلح “التفكك” أو “Dissociation”، يمثل حالة نفسية تتمثل في فصل الأفكار أو الذكريات أو الانطباعات عن بعضها البعض، مما يؤدي إلى انعدام التكامل العادي لعناصر الوعي. يُعَد الانفصال آلية دفاع نفسية تستخدم لحماية الفرد من تأثيرات تجاربه النفسية المؤلمة أو المروعة.
تعتبر الانفصال آلية دفاعية يُمكن أن تظهر في مواجهة حدث مؤلم أو صدمة نفسية، حيث يمكن للشخص المتأثر أن يفصل نفسه عن الواقع أو عن جزء من ذاته النفسية لتجنب التعامل المباشر مع المشاعر القاسية أو الذكريات الصادمة. يمكن أن يظهر هذا الانفصال على شكل فقدان الذاكرة أو شعور بالتباعد العاطفي تجاه الذات أو الأحداث.
تتضمن أعراض الانفصال العديد من التجليات، منها فقدان الوعي الجزئي أو الكلي للذات، والشعور بالتجاعيد أو الغموض في الهوية الشخصية. قد يعيش الفرد تجارب انفصالية متكررة تؤثر على حياته اليومية والعلاقات الاجتماعية.
تشير الدراسات الطبية إلى أن الانفصال يمكن أن يكون مرتبطًا بالتوتر النفسي الشديد، والإجهاد الناتج عن الظروف الحياتية الصعبة. قد يكون الانفصال جزءًا من اضطراب انفصال الشخصية (Dissociative Identity Disorder)، الذي يتسم بوجود هويات متعددة داخل نفس الفرد.
من المهم التأكيد على أن العلاج النفسي يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في التعامل مع حالات الانفصال، حيث يتضمن العمل مع المريض على تحديد وفهم مصادر التفكك والعمل على تعزيز التكامل النفسي والعاطفي. يمكن أن يشمل العلاج النفسي الأساليب المختلفة مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الدينامي والعلاج بالمحادثة، بهدف تعزيز صحة العقل والتكامل الشخصي.