اضطراب المناعة الذاتية، والمعروف أيضًا بمصطلح “autoimmune disorder”، هو حالة طبية تتسم بتفاعل غير طبيعي للجهاز المناعي حيث يهاجم الجسم خلاياه الخاصة بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض تتفاوت في شدتها وتأثيرها على الأعضاء المختلفة. يتسبب هذا التفاعل الذاتي في إنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم الأنسجة السليمة، مما يؤدي إلى التهابات وتلف في الأعضاء المستهدفة.
يمكن أن تشمل اضطرابات المناعة الذاتية مجموعة متنوعة من الأمراض مثل الذئبة الحمامية، التهاب المفاصل الروماتويدي، التصلب اللويحي، وداء السكري من النوع الأول، والتي تشكل تحديات كبيرة في مجال الطب والعلاج. يعتبر فهم طبيعة هذه الاضطرابات وآلياتها الدقيقة أمرًا أساسيًا لتحسين التشخيص وتطوير استراتيجيات علاج فعالة.
تتضمن أعراض اضطراب المناعة الذاتية تغيرات في الجلد، وآلام المفاصل، وتعب شديد، واضطرابات في وظائف الأعضاء الداخلية. يعد التشخيص الدقيق لهذه الحالات تحديًا، حيث يتطلب فحصًا دقيقًا للتاريخ الطبي واستنادًا إلى نتائج اختبارات مختلفة، بالإضافة إلى التحقق من الأعراض السريرية.
تعتمد خطط العلاج على نوع وشدة الاضطراب، وتشمل العلاجات المتاحة الأدوية المثبطة للمناعة والعلاج الطبيعي، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون العلاج الجراحي ضروريًا. من المهم أن يشارك الفريق الطبي المتخصص في إدارة هذه الحالات، مما يتطلب تفاعلًا فعّالًا بين الأطباء والمرضى لتحقيق أفضل نتائج علاجية وتحسين جودة حياة المرضى المتأثرين بالاضطرابات المناعية الذاتية.