في إطار السياق الطبي، يُعتبر التهاب السحايا التقلصي، الذي يُعرف باللاتينية باسم “Constrictive Pericarditis”، حالة طبية تتسم بالتهاب الغشاء الساحي المحيط بالقلب، المعروف باسم السحايا الخارجية، والذي يتحول إلى نسيج ندبي يعيق حركة القلب ويحد من قدرته على التمدد والانقباض بشكل طبيعي.
تنشأ حالة التهاب السحايا التقلصي عادةً نتيجة لتراكم السوائل والتنسج الندبي في هذا الغشاء الرقيق الذي يحيط بالقلب. يُعد التهاب السحايا التقلصي نادرًا ولكنه يمكن أن يكون له تأثيرات خطيرة على وظيفة القلب والتدفق الدموي في الجسم.
تتسم أعراض التهاب السحايا التقلصي بالشدة وتتضمن قلة في التحمل البدني، وضيق التنفس، وتورم الأطراف، وألم في الصدر. يمكن أن تتفاقم هذه الأعراض مع مرور الوقت مع تفاقم حدة التليف وتقلص السحايا حول القلب.
تشمل الأسباب الشائعة للتهاب السحايا التقلصي التهاب السحايا الفيروسي أو البكتيري السابق، والتهاب السحايا المستمر لفترة طويلة، والتشمع، والإشعاع العلاجي السابق لأمراض القلب.
تشخيص التهاب السحايا التقلصي يتضمن تقييم تاريخ المريض الطبي، والفحص السريري، واستخدام الفحوصات التشخيصية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي وفحص القلب بالأشعة السينية. يعتبر العلاج الرئيسي لهذه الحالة هو جراحة إزالة السحايا المتضررة، حيث يتم إزالة النسيج الندبي المتشكل حول القلب لاستعادة حركته الطبيعية.
بشكل عام، يجب على المريض تلقي رعاية طبية مستمرة لمتابعة وظيفة القلب والتأكد من عدم تفاقم الأعراض بعد الجراحة. يمكن أن يتضمن العلاج اللاحق تناول الأدوية المضادة للالتهابات والرعاية الداعمة لتحسين جودة الحياة والتحكم في الأعراض المزمنة.
في النهاية، يُعتبر فهم التهاب السحايا التقلصي في سياق المعاجم الطبية ضروريًا لتمكين الفرد من فهم الطبيعة المعقدة لهذه الحالة وأساليب علاجها، مع الإشارة إلى أن التفاعل الفعّال مع فريق الرعاية الصحية يلعب دورًا حيويًا في إدارة هذه الحالة الطبية التحديثية.