في سياق المعجم الطبي، يُعرَف ارتجاع القلب الاحتقاني (Congestive Heart Failure) بأنه حالة طبية مرتبطة بفشل القلب في تحقيق وظيفته الفعالة كمضخة للدم، مما يؤدي إلى تجمع السوائل في أنسجة الجسم. ينجم هذا الاضطراب عن عدم قدرة القلب على ضخ كمية كافية من الدم لتلبية احتياجات الأنسجة والأعضاء في الجسم.
تتسم حالة الاحتقان القلبي بتراكم السوائل في الأنسجة المحيطة بالقلب، مما يؤدي إلى زيادة الحمل على القلب وتقليل فعاليته كعضلة ضارورية. يُعَدّ ارتجاع القلب الاحتقاني نتيجة لتدهور تدريجي في الوظيفة القلبية، ويُصاحَب ذلك غالبًا بأعراض مثل ضيق التنفس، والتعب الشديد، والورم في الأطراف.
يتسبب فشل القلب في تأديته لدوره الرئيسي في ضخ الدم بشكل فعال في تدني وظيفة الأعضاء الحيوية، مما يعزز حدوث تغيرات في الأوعية الدموية ويزيد من ضغط الدم. يعزى هذا الارتفاع في ضغط الدم إلى زيادة حجم الدم المتداول والتحفيز المستمر للجهاز العصبي الشوكي.
بشكل تكميلي، تنتج حالة الاحتقان القلبي تغيرات في البنية الخلوية للقلب نفسه، مما يؤدي إلى تضخم البطينات القلبية وتخفيض قوة انقباض العضلة القلبية. تترتب عن هذه التغيرات مجموعة معقدة من الظواهر الفسيولوجية والكيميائية التي تؤثر سلبًا على استمرارية وظيفة القلب.
للتشخيص الدقيق لارتجاع القلب الاحتقاني، يتطلب الأمر تقييماً شاملاً يشمل الفحص الطبي الدقيق والاستناد إلى التاريخ الطبي للمريض. يعتمد العلاج على التقدير السببي للحالة ويتضمن غالبًا تعديلات في نمط الحياة واستخدام الأدوية الموجهة نحو تحسين وظيفة القلب وتخفيف الأعراض.
في الختام، يظل ارتجاع القلب الاحتقاني حالة طبية تتطلب إدارة متخصصة وشاملة، حيث يتعاون الفريق الطبي لضمان توفير العناية الأمثل وتحقيق أقصى فائدة للمريض المتأثر بهذا الاضطراب القلبي.