اعتماد الفرد على الحاسوب بشكل زائد وغير متوازن، والذي يؤدي إلى تأثير سلبي على جوانب عدة من حياته، يُعرَّف بشكل عام في المعاجم الطبية بأنه “إدمان الحاسوب” أو “إدمان التكنولوجيا”، وهو حالة تتسم بالتفرغ الشديد لاستخدام الحواسيب ووسائل التكنولوجيا ذات الصلة.
تظهر أعراض إدمان الحاسوب على شكل سلوكيات متكررة ومفرطة تجاه الأنشطة المتعلقة بالحاسوب، مما يؤثر على الأداء الوظيفي والاجتماعي للفرد. يشمل ذلك الانغماس المفرط في الألعاب الإلكترونية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، والانخراط في الأنشطة الرقمية على حساب الأنشطة الأخرى الضرورية للحياة اليومية.
من الجوانب الصحية، يمكن أن يؤدي إدمان الحاسوب إلى مشاكل مثل قلة النشاط البدني، واضطرابات النوم، وتقليل الانخراط في الأنشطة الاجتماعية الحقيقية. يمكن أن يؤثر الاعتماد الشديد على الشاشات الرقمية أيضًا على صحة العيون ويسهم في تطوير مشاكل مرتبطة بالرؤية.
من الناحية النفسية، يعتبر إدمان الحاسوب اضطرابًا سلوكيًا يمكن أن يتسبب في مشاكل في التركيز والانتباه، وزيادة في مستويات القلق والاكتئاب. يمكن أن يكون للتفاعل المتكرر مع الشاشات الرقمية تأثير سلبي على الصحة العقلية والعاطفية للفرد.
إدارة إدمان الحاسوب تتطلب نهجًا متكاملًا يشمل العلاج النفسي والتدابير السلوكية، بالإضافة إلى التركيز على تعزيز الأنشطة البدنية والاجتماعية الإيجابية. يُشجع على تحديد حدود زمنية لاستخدام الحاسوب وتوجيه الانتباه نحو أنشطة متنوعة تعزز التوازن في حياة الفرد.