في إطار السياق الطبي، يُعَرَّف علم الكيروبراكتيك (Chiropractic) باعتباره نهجًا طبيًا يركز على تشخيص وعلاج اضطرابات الجهاز الحركي، وتحديداً العمود الفقري. يتأسس هذا النهج على فهم عميق لتأثير التشوهات الهيكلية والوظيفية على الصحة العامة. يعتبر الكيروبراكتيكيون أن هناك علاقة مباشرة بين الجهاز الحركي والنظام العصبي، حيث يؤمنون بأن التداخلات في الجهاز الحركي يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة العامة.
على الرغم من أن الكيروبراكتيك يعتمد بشكل رئيسي على تعديلات العمود الفقري، إلا أنه يُعتبر نهجًا شاملاً يشمل أيضًا التوجيه الغذائي والتوجيه الحيوي لتحقيق التوازن الشامل للصحة. يُعَدُّ الكيروبراكتيك من العلوم الطبية البديلة التي تستند إلى المفاهيم التي تعتبر الجسم والعقل والروح وحدة لا يمكن فصلها.
تاريخياً، يعتبر علم الكيروبراكتيك نشأ في أوائل القرن العشرين على يد د. دانيال ديفيد بالمر، وهو طبيب أمريكي. يُعَزى إليه تطوير تقنيات التعديل الفقري وتأسيس المدرسة الكيروبراكتية الأمريكية. منذ ذلك الحين، شهدت الكيروبراكتيك تطورًا مستمرًا واستمرار تطوير التقنيات والفهم العلمي لها.
تثير الكيروبراكتيك بعض الجدل في المجتمع الطبي التقليدي، حيث يؤيد البعض تأثيراتها الإيجابية على الصحة، بينما يعارضها آخرون بسبب نقص الأدلة العلمية القوية التي تدعم فعاليتها في بعض الحالات. يجدر بالذكر أن البحوث حول فعالية الكيروبراكتيك وسلامتها مستمرة، وتعكس الآراء حولها تنوع الأفكار في المجتمع الطبي.