في المعاجم الطبية، يُعتبر متلازمة شاركو-فيلبراند (Charcot-Wilbrand syndrome) ظاهرة نادرة وفريدة، حيث يُفهم هذا المصطلح على أنه اضطراب بصري ناتج عن الضرر في المناطق البصرية الرئيسية للدماغ، ويتميز بفقدان القدرة على رؤية الأشياء بشكل دقيق في النصف الميت الخاص بالرؤية في الجهة المعاكسة للجهة التي تعاني من الضرر.
تم وصف هذا الاضطراب لأول مرة من قبل الطبيبين الفرنسيين جان مارتن شاركو (Jean Martin Charcot) وشارل فيلبراند (Charles-Édouard Brown-Séquard)، وذلك في القرن التاسع عشر. يعتبر هذا الاضطراب نتيجة للأذى الذي يصيب الفص البصري للدماغ، ويمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب، بما في ذلك السكتة الدماغية، والورم، والإصابة الرأسية.
من الجدير بالذكر أن أعراض متلازمة شاركو-فيلبراند تتضمن عادة تقديم صور مزيفة أو تشوهات في النصف الميت من الرؤية، والتي قد تظهر كإضاءات غريبة أو تشوهات لونية. يمكن للمرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب أن يكونوا على دراية بأن الأشياء التي يرونها ليست حقيقية، ولكن هذا لا يمنعهم من رؤية الأشياء الفعلية أيضًا.
من المهم أن يتم تشخيص متلازمة شاركو-فيلبراند بدقة عبر فحص شامل للعيون والجهاز العصبي المركزي. وفهم هذه الظاهرة النادرة يتطلب تعاونًا وثيقًا بين أطباء العيون وأطباء الأعصاب. العلاج يعتمد على السبب الرئيسي للمشكلة، وقد يتضمن العلاج الكهربائي أو الجراحي في بعض الحالات. يجدر بالذكر أن هذا الاضطراب يشكل تحديًا للأطباء نظرًا لندرته وتعقيده، مما يبرز أهمية البحث المستمر والتطوير في مجال الطب العصبي والعيون.