في إطار المعاجم الطبية، يُعَد جهاز الفرز الخلوي بتقنية تفعيل التألق بالتفاعل الضوئي (Fluorescence-Activated Cell Sorter) أحد الوسائل الحديثة والمتقدمة التي تُستخدم في مختلف المجالات البحثية والطبية. يعتبر هذا الجهاز جزءاً هاماً من تكنولوجيا التحليل الخلوي والفرز، حيث يمكنه تحديد وفصل الخلايا بناءً على خصائصها الفيزيائية والكيميائية باستخدام تقنية التفاعل الضوئي مع الطلاء الذي يُطبق على الخلايا.
تعتمد فعالية هذا الجهاز على استخدام الأضواء المتألقة (Fluorescent) التي تُضاف إلى الخلايا بشكل محدد، مما يُمكن من تمييزها بوضوح أثناء عملية الفرز. يستفيد الباحثون والعلماء من هذه التقنية لتحديد وفصل أنواع معينة من الخلايا، سواء كانت طبيعية أو معدلة وراثياً، مما يسهم في فهم العديد من الظواهر الخلوية والجزيئية.
تكمن أهمية جهاز الفرز الخلوي بتقنية تفعيل التألق بالتفاعل الضوئي في قدرته على التعامل مع عدد كبير من الخلايا في وحدة زمنية قصيرة، مما يجعله أداة حيوية في البحوث السريرية والتجارب الطبية. يُشكِّل استخدام هذا الجهاز تطوراً مهماً في فحص ودراسة الخلايا بدقة عالية، مما يسهم في تقدم مجالات الطب والعلوم الحيوية ويفتح أفقاً جديداً للتفاهم العميق حول العمليات الخلوية والأمراض المختلفة.
لا يُخفى أن هذه التقنية تعتبر جزءاً حيوياً من تقدم الأبحاث العلمية، وقد أظهرت فعاليتها في العديد من المجالات الطبية، بدءًا من دراسة الأمراض السرطانية ووصولاً إلى البحوث المتعلقة بالجهاز المناعي والأمراض العصبية. وبهذا السياق، يتجسد جهاز الفرز الخلوي بتقنية تفعيل التألق بالتفاعل الضوئي كمحطة أساسية في رحلة الباحثين نحو فهم أعماق الحياة الخلوية والتداول السليم للخلايا في الأنظمة الحية.