في سياق المعجم الطبي، يُشير مصطلح “ارتفاع الضغط الدماغي الحميد”، المعروف أيضاً باللاتينية باسم “Benign Intracranial Hypertension”، إلى حالة طبية تتميز بارتفاع غير عادي في ضغط السائل داخل الجمجمة، دون وجود أورام أو ضغوط ظاهرة. يتميز هذا الارتفاع بشكل أساسي بأعراض تأتي نتيجة لضغط السائل الدموي على الأنسجة المحيطة، وغالباً ما يكون ذلك مصحوبًا بألم الرأس الحاد والغثيان، مما يسبب تأثيراً ملحوظاً على نوعية حياة المريض.
تعد هذه الحالة من الأمراض التي تشكل تحديًا للأطباء، حيث يتعين عليهم استخدام مجموعة واسعة من الوسائل التشخيصية لتحديد وتأكيد التشخيص. من بين هذه الوسائل، يشمل ذلك إجراء فحوصات الرؤية وفحوصات الأعصاب السمعية لتقييم التأثير الذي قد يكون لارتفاع الضغط الدماغي على النظم الحسية.
تتنوع الأسباب المحتملة لهذا الارتفاع الحميد، وقد يكون للسمنة الزائدة عاملاً مساهماً في تطور هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لبعض الأدوية، مثل مضادات الحموضة والفيتامينات الزائدة، تأثير على زيادة ضغط السائل داخل الجمجمة.
تعتمد خطة العلاج على شدة الأعراض وتأثيرها على حياة المريض. تشمل الخيارات العلاجية استخدام الأدوية التي تقلل من إنتاج السائل الدماغي أو تعزز امتصاصه، وقد يكون الخيار الجراحي ضرورياً في حالة عدم استجابة الحالة للعلاجات الطبية. يتطلب الرصد المستمر والإدارة الفعّالة لهذه الحالة تنسيقًا فعّالًا بين الأطباء المختصين في مجالات متعددة، بما في ذلك العيون والأمراض العصبية والجراحة.