عندما نتحدث عن عملية الذاتية المناعية في سياق المعجم الطبي، نشير إلى آلية معقدة يتداخل فيها الجهاز المناعي مع الأنسجة الخاصة بالجسم. تُعتبر هذه العملية ذات طبيعة غير طبيعية، حيث يقوم الجهاز المناعي بالهجوم على خلاياه وأنسجته بدلاً من القيام بوظيفته الأساسية التي هي محاربة العوامل الخارجية الضارة.
تبدأ عملية الذاتية المناعية عندما يتعرف الجهاز المناعي على بعض الأجزاء الطبيعية للجسم، مثل البروتينات والأنسجة، على أنها عوامل غريبة وتهديدات للجسم. يُعتبر هذا التمييز غير صحيح، ويؤدي إلى استهداف خلايا وأنسجة الجسم بدلاً من محاربة العوامل الخارجية مثل البكتيريا أو الفيروسات.
تتنوع الأمراض التي تنشأ نتيجة لهذه العملية الضارة، حيث يمكن أن تؤثر على مجموعة واسعة من الأنظمة والأعضاء في الجسم. على سبيل المثال، قد تظهر أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذي يتسبب في التهاب المفاصل والأنسجة المحيطة بها، أو التصلب اللويحي العصبي، الذي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
يعزى تطور عملية الذاتية المناعية إلى عدة عوامل، منها الوراثة والعوامل البيئية. تلك العملية تُعتبر تحولًا خلويًا وجزيئيًا، حيث يشارك العديد من الأنواع الخلوية والمستقبلات الكيميائية في إحداث التغييرات الضارة.
من الجدير بالذكر أن إدارة وفهم عملية الذاتية المناعية يمثل تحديًا في المجال الطبي، حيث يسعى الباحثون والأطباء إلى فهم التفاعلات المعقدة والتداخلات الجزيئية التي تحدث خلال هذه الظاهرة، بهدف تطوير استراتيجيات علاجية تستهدف تنظيم هذه العملية وتقليل الأثر السلبي الناتج عنها.