في إطار المعاجم الطبية، يُعَدُّ الآرتيميسينين (Artemisinin) مُرَكَّبًا فعَّالًا ذو أهمية خاصة في مجال علاج الملاريا. يتم استخراج الآرتيميسينين من نبات الحنظل (Artemisia annua)، والذي يُعرَف أيضًا باسم الجُلَيْنكُول (Sweet Wormwood). يُعتبر الحنظل مصدرًا طبيعيًا لهذا المركب، وقد اكتشفت فعاليته العلاجية في علاج الإصابة بالملاريا، خاصة الأنواع التي تُسببها الطفيليات من جنس Plasmodium.
تتمثل آلية عمل الآرتيميسينين في تدمير الطفيليات المسببة للملاريا عن طريق استهداف الحمض الأميني للهيم، الذي يعد جزءًا أساسيًا في هيموغلوبين الدم. يتسبب هذا التأثير في تكوين مركبات مؤذية للطفيليات، مما يؤدي في النهاية إلى تدميرها. يجدر بالذكر أن استخدام الآرتيميسينين في تركيبات دوائية مع مركبات أخرى، مثل الأرتيميثر، يُعَزِّز فعاليته في مكافحة الملاريا ويُقلِّل من احتمال حدوث تطوير مقاومة الطفيليات له.
من الجدير بالذكر أن الآرتيميسينين لا يقتصر فقط على علاج الملاريا، بل أظهرت بعض الأبحاث العلمية أيضًا إمكانية استخدامه في مجالات أخرى مثل السرطان، حيث تشير بعض الدراسات إلى فعاليته المحتملة في مكافحة بعض أنواع الأورام السرطانية. ومع ذلك، تتطلب هذه الاستخدامات المحتملة مزيدًا من البحث والتجارب السريرية لتحديد فعاليتها وسلامتها.
يتجلى إسهام الآرتيميسينين في مجال الطب على نحو كبير، حيث يُعَدُّ هذا المركب جزءًا من الجهود العالمية لمكافحة والتحكم في انتشار الملاريا، خاصة في المناطق التي تعاني من انتشار المرض بشكل واسع.