في سياق الطب، يُشير مصطلح “التهاب الدماغ العوائي”، المعروف أيضًا باسم “Arboviral Encephalitis”، إلى مجموعة من الأمراض التي تسبب التهابًا في أنسجة الدماغ والحبل الشوكي، وذلك نتيجة للإصابة بفيروسات نقلها العديد من الحشرات، وتحديدا البعوض، وهي تشمل عدة أنواع من الفيروسات.
تتسم العدوى بطابعها الحاد وتأثيرها الملحوظ على الجهاز العصبي المركزي، مما ينتج عنه تشوهات في وظائف الدماغ. الأعراض الشائعة تشمل الحمى، والصداع الشديد، والتشنجات، وفقدان الوعي، وقد يتسبب الإصابة الشديدة في آثار دائمة على الصحة العقلية.
تعد هذه الفيروسات جزءًا من عائلة الفيروسات التي تنتقل بشكل طبيعي بين الحيوانات والبشر، وعادة ما يكون لديها دور في الحفاظ على دورة الحياة الوبائية. يتم نقل هذه الفيروسات بواسطة الحشرات المثيرة للمرض، وعلى وجه التحديد البعوض، حيث يتم تكاثر الفيروس في داخل البعوض وينتقل إلى الإنسان عند لدغة الحشرة.
تتنوع الأنواع المسببة لهذا النوع من الالتهابات وتشمل فيروسات مثل فيروس الحمى الغربية وفيروس الحمى الشرقية وفيروس النيل الغربي، بينما يعتبر فيروس زيكا أيضًا جزءًا من هذه الفئة. يختلف الوقت الذي يظهر فيه العرض السريري للمرض بحسب الفيروس السبب والشدة.
تشكل الوقاية من هذه العدوى تحديًا، حيث يعتمد السيطرة على الحشرات المنقلة واستخدام الوسائل الوقائية مثل ارتداء الملابس المناسبة واستخدام مواد الوقاية من البعوض. تطوير لقاحات فعالة يعد أيضًا من أهم الجهود في مجال البحث الطبي للحد من انتشار هذه الأمراض وتأثيرها على الصحة العامة.
في الختام، يظهر أن التهاب الدماغ العوائي يشكل تحديًا كبيرًا في مجال الصحة العامة، ويستدعي بذل جهود مستمرة لفهم طبيعته وتطوير الوسائل الفعالة للوقاية والمعالجة.