في المعاجم الطبية، يُعرَّف اضطراب الذاكرة التقدُّميّة المستقبليَّة، المعروف أيضاً باسم “Anterograde Memory”، على أنَّه انعدام القدرة على تكوين ذكريات جديدة بعد وقوع حادث أو تأثير آخر يؤثِّر على النظام العصبي المركزي. يتسبَّب هذا الاضطراب في تقليل القدرة على تسجيل المعلومات الجديدة في الذاكرة، وبالتالي، يعيق الفرد من استرجاع الأحداث اليومية أو تعلُّم معلومات جديدة.
في حالة اضطراب الذاكرة التقدُّميَّة المستقبليَّة، يتأثَّر عادة النصف الأمامي من الفص الدماغي الداخلي، وهو المنطقة المسؤولة عن معالجة وتكوين الذكريات الجديدة. يتسبَّب التلف في هذه المنطقة في تشوِّش التواصل العصبي وتقليل قدرة الدماغ على نقل المعلومات من المرحلة القصوى للذاكرة العاملة إلى المرحلة الطويلة الأمد.
تُظهِر أعراض اضطراب الذاكرة التقدُّميَّة المستقبليَّة بشكل واضح من خلال صعوبة المريض في تذكُّر الأحداث اليومية والمعلومات الجديدة، حتى إذا تكرَّر تعرُّضه لها بشكل متكرَّر. قد يكون لديهم صعوبة في التعلُّم من التجارب وتطوير الذاكرة السياقية. بصورة عامة، ينتج هذا الاضطراب عن حالات مرضية مثل مرض ألزهايمر، والتليف الضموري الجبيني، وبعض الإصابات الرأسية الخطيرة.
تعتبر التشخيص الدقيق لاضطراب الذاكرة التقدُّميَّة المستقبليَّة أمرًا ضروريًا للتفرُّق بينه وبين حالات ذاكرية أخرى. يتضمن الفحص الطبي الشامل التحقُّق من التاريخ الطبي للمريض وإجراء اختبارات تقييم الذاكرة. من الممكن أن يتضمَّن العلاج لهذا النوع من الاضطرابات العقليَّة استخدام الأدوية الموجَّهة لتحسين وظيفة الذاكرة وإدارة الأعراض.
في النهاية، يتطلَّب التفهُّم الشامل لاضطراب الذاكرة التقدُّميَّة المستقبليَّة التفاهم العميق للعمليات العصبية في الدماغ، وتقدير تأثير هذا الاضطراب على حياة المريض والأشخاص المحيطين به.