في معجم الطب، يُعرَف التهاب الأنف التحسسي، المعروف أيضًا بالتهاب الأنف الحساس أو الرَّبو الأنفي، باسم “Allergic Rhinitis”. يُعَدُّ هذا الاضطراب الصحي واحدًا من الحالات الأكثر شيوعًا التي تؤثر على الجهاز التنفسي، حيث يكون له تأثيرٌ ملحوظ على الأنف والمناطق المجاورة. يندرج هذا المصطلح تحت فئة الأمراض الالتهابية، حيث ينشأ بسبب استجابة مفرطة للجهاز المناعي لمواد غير ضارة، كالغبار وحبوب اللقاح وشعر الحيوانات.
تظهر أعراض التهاب الأنف التحسسي بشكل رئيسي على مستوى الأنف والعيون، حيث يُعبِّر المريض عن تهيج واحمرار في العيون، وعادةً ما تترافق الأعراض مع سيلان الأنف واحتقانه. يشترك التهاب الأنف التحسسي في التشخيص مع الأنواع الأخرى من التهاب الأنف، ولكن يتميز بالارتباط الوثيق بالعوامل المحفزة للتحسس.
تتسم هذه الحالة بطابعها المزمن في كثير من الحالات، مما يعني أن المرضى يمكن أن يعانوا من الأعراض على مدار السنة أو في فترات محددة من العام. يعتبر التشخيص السريري الدقيق والتاريخ الطبي للمريض جزءًا هامًا من تحديد الحالة، مع الأخذ في اعتبارنا عوامل البيئة والوراثة التي قد تلعب دورًا في تطوير هذا المرض.
يُعتبر العلاج الشامل للتهاب الأنف التحسسي هو مزيج من التدابير التجنبية، مثل تجنب المواد المحفزة، واستخدام الأدوية المضادة للهيستامين لتخفيف الأعراض. في بعض الحالات الخطيرة، قد يُنصَح بالعلاج بالحقن المضادة للتحسس. كما يمكن أن يكون للعلاج بالتحسس (Immunotherapy) دورٌ فعّال في تقليل حدة التفاعل مع المواد المسببة للحساسية على المدى الطويل.
فهم مفهوم التهاب الأنف التحسسي في سياق المعاجم الطبية يكشف عن طبيعته الشاملة وتأثيره الواضح على نوعية حياة المصابين به، مما يبرز أهمية التشخيص الفعّال والإدارة الشاملة لهذا المرض.