أليس ستيوارت، الطبيبة والباحثة البريطانية البارزة، تشغل مكانة رفيعة في ميدان الطب والصحة العامة. وُلدت في الرابع من ديسمبر عام 1906 ورحلت عن عالمنا في العاشر من يونيو عام 2002. تاريخها المهني والبحثي يتسم بالتميز والإسهام الكبير في فهم العوامل المؤثرة على الصحة البشرية.
كانت ستيوارت أحد الرواد في مجال البحث حول تأثير الإشعاع على الصحة، حيث أسهمت بشكل كبير في كشف الارتباط بين التعرض للإشعاع وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. عملت بجدارة كطبيبة وأستاذة جامعية، مع تركيزها الرئيسي على مجالات الصحة العمومية والوقاية من الأمراض.
تألقت ستيوارت خلال توليها منصب أستاذة الطب الاجتماعي في جامعة أكسفورد، حيث أسهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على أثر العوامل البيئية على الصحة. ومن أبرز إسهاماتها، دراستها المشهورة التي نشرت في عام 1956 حول تأثير الأشعة السينية على النساء اللاتي يعانين من مشاكل في الحمل. أظهرت نتائج هذه الدراسة زيادة في معدلات الإجهاض والأمراض الخبيثة بين هذه النساء، وهو اكتشاف أحدث تغييرات هامة في المفهوم الطبي لتأثير الإشعاع على الصحة.
تعتبر ستيوارت أحد المدافعين عن النهج الاستباقي في مجال الطب، حيث أكدت على أهمية التوجيه نحو الوقاية والتحقق من الأضرار البيئية المحتملة. اشتهرت بقدرتها على تحليل البيانات بشكل دقيق واتخاذ القرارات المستنيرة استنادًا إلى الأدلة العلمية.
لا يقتصر إرث ستيوارت على المجال الأكاديمي فقط، بل تمتد تأثيراتها إلى ميدان السياسات الصحية، حيث شاركت بفاعلية في إثراء النقاش حول تأثير البيئة على الصحة في المجتمع. اعتُبرت نضالاتها منارة للعديد من الباحثين والممارسين في مجال الطب والصحة العامة، مما جعلها شخصية لامعة في تاريخ الطب الحديث.