“ضبابية اللؤلؤة: فيينا تحت حكم هتلر” هو عمل يلقي الضوء على فترة استيلاء أدولف هتلر على فيينا في الأنشلوس عام 1938، حيث وصف المدينة بأنها “لؤلؤة يجب تزيينها بشكل صحيح”. ومع ذلك، الواقع الذي تركه وراءه بعد سبع سنوات كان من الخراب والدمار – بيئة معدمة بدنياً وروحياً وفكرياً. يقدم توماس واير في هذا العمل القصصي المؤثر والمحزن سردًا شديد الإثارة عن تدهور إحدى عواصم أوروبا العظيمة.
يوضح واير كيف قام هتلر بتحويل فيينا من مدينة نابضة بالحياة كانت مهد الحداثة إلى بلدة إقليمية مملة. يُقدم الكاتب صورًا للخونة النمساويين مثل آرثر زيس إنكوارت ومجرمي الحرب مثل أوديلو غلوبوتشنيك؛ والحكام المحليين مثل يوزيف بوركل الذي قسم النمسا إلى سبع قطع، وبالدور فون شيراخ الذي حلم بتحويل فيينا إلى عاصمة نازية على نهر الدانوب – وفشل بشكل مأساوي. ويصف واير بألم الدمار السريع لثقافة يهودية غنية وإزالة 200،000 يهودي من المدينة من خلال القتل والنفي والترحيل. لم تستعيد فيينا دورها العالمي الذي كانت تلعبه مرة واحدة. وفي الوقت الحاضر، يخلص واير إلى أنه لا تبقى سوى الآثار – جميلة ولكن بلا حياة.
هذه ليست فقط قصة الزعماء النازيين ولكن أيضًا قصة كيف عاش ومات الفيينيين أنفسهم: الذين تقبلوا هتلر، والذين تصدوا له، والكثيرون الذين ببساطة، كما يقال محليًا، “ركضوا وراء الأرنب”. يعتمد الكاتب على تجاربه الشخصية كطفل في فيينا تحت حكم النازيين في عام 1938، وتجارب والديه وأصدقائه، بالإضافة إلى البحث الوثائقي الواسع، لصياغة سرد تاريخي حيوي يلتقط ببرودة كيف فقدت مدينة كبيرة مرة واحدة روحها تحت حكم هتلر.