الدواء فينلافاكسين (Venlafaxine) واستخدامه في علاج الاكتئاب: دراسة لحالة مريض
يُعتبر فينلافاكسين (المعروف تجاريًا باسم إيفكسور Effexor) من الأدوية التي تُستخدم بشكل رئيسي في معالجة اضطرابات الاكتئاب والقلق. ينتمي هذا الدواء إلى فئة الأدوية المعروفة بمثبطات امتصاص السيروتونين والنورإيبينفرين الانتقائية (SNRI). يتم من خلاله العمل على زيادة مستويات السيروتونين والنورإيبينفرين في الدماغ، مما يساعد في تحسين الحالة المزاجية والحد من الأعراض النفسية المرتبطة بالاكتئاب.
ومع ذلك، ورغم فعاليته في علاج الاكتئاب، إلا أن التجارب السريرية لعدد من المرضى أظهرت بعض الآثار الجانبية التي قد تكون شديدة في بعض الحالات، مما يؤدي إلى صعوبة في التكيف مع العلاج. من بين هذه التجارب، نجد حالة مريض استخدم فينلافاكسين للتعامل مع اضطراب التفكك واللاواقعية (dissociation/derealization) الذي حدث بسبب زيادة الجرعات العالية من أدوية أخرى مثل زولوفت (زولوت) وسيليكسا (سيتالوبرام).
الحالة المرضية:
وفقًا لمراجعة مريض، بدأ استخدام فينلافاكسين لعلاج الاضطراب الناتج عن الجرعات المرتفعة من أدوية زولوفت وسيليكسا. كانت البداية بجرعة 12.5 ملغ مرتين يوميًا، ثم تمت زيادتها تدريجيًا إلى 37.5 ملغ مرتين يوميًا على مدى ثلاثة أسابيع. وقد أشار المريض إلى أن تجربته كانت مليئة بالتحديات، حيث كان يعاني من صداع مستمر ورؤية ضبابية طيلة فترة العلاج.
على الرغم من أن الاضطراب الذهني (التفكك) تحسن بشكل ملحوظ بحلول الأسبوع الثالث، إلا أن الأعراض الجانبية الأخرى ظهرت بشكل مكثف، بما في ذلك نوبات هلع مفاجئة وإحساس بالإفلاس العقلي والشعور بعدم الرغبة في الحياة. ووفقًا لآراء الطبيب النفسي، تم اقتراح الانتقال إلى الصيغة الممتدة من الدواء على أمل التخفيف من تلك الأعراض، لكن ذلك أدى إلى تفاقم الأعراض بدلاً من تحسنها.
الأعراض الجانبية الشديدة:
أوضح المريض في تجربته أن آثاره الجانبية كانت مرهقة للغاية، حيث عانى من نوبات شديدة من القلق والأفكار الانتحارية. في إحدى المرات، استفاق المريض في الساعة الخامسة صباحًا ليشعر بقلق هائل وأفكار انتحارية، وكان يعاني من اضطراب في التفاعل الاجتماعي مع زوجته، حيث كان يشعر كأنه لا يعرفها. وبناءً على هذه الأعراض، نصحه كل من الطبيب النفسي ورئيس قسم الطب النفسي في مستشفى Mayo Clinic بضرورة التوقف الفوري عن تناول الدواء. تمت التوصية بتقليل الجرعة تدريجيًا، وذلك عن طريق تناول نصف جرعة 25 ملغ في حالة الشعور بأي أعراض شديدة، مثل “الصداع الكهربائي” أو غيره من الأعراض الجانبية.
الفعالية والتأثير:
أشار المريض إلى أن فعالية فينلافاكسين كانت محدودة في حل المشكلة الأساسية التي كان يعاني منها. وعلى الرغم من أن الاضطراب الذهني تحسن بشكل طفيف، إلا أن الآثار الجانبية تفاقمت بشكل كبير، مما جعله يشعر بأن العلاج ربما لم يكن الخيار الأنسب له. وقد حصل فينلافاكسين على تقييم منخفض من حيث الفعالية، حيث منح المريض تقييمًا قدره 2 من أصل 10.
الموافقة والتنظيم:
تمت الموافقة على فينلافاكسين من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 16 نوفمبر 2016، واعتُمد الدواء في العديد من البلدان كخيار فعال لعلاج الاكتئاب والقلق. ومع ذلك، يشير المريض في حالته إلى أن الأدوية المماثلة مثل SSRI وSNRIs لم تكن ذات تأثير إيجابي على حالته، بل بالعكس تسببت في ظهور آثار جانبية أسوأ.
عدد الوصفات الطبية:
فيما يتعلق باستخدام الدواء في الحالات السريرية، تم وصف فينلافاكسين لمجموعة من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، وقد تم وصفه في حوالي 18 مرة، مما يدل على انتشاره في علاج الحالات التي يعاني فيها المرضى من الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق. ومع ذلك، تشير تجربة المريض إلى أن هذه الأدوية قد لا تكون فعالة لجميع الأشخاص، وأن كل مريض قد يتفاعل بشكل مختلف مع العلاج.
التوصيات والآراء المستقبلية:
من خلال تجربة هذا المريض، يتضح أنه على الرغم من فعالية فينلافاكسين في علاج الاكتئاب والقلق لبعض المرضى، فإنه قد لا يكون مناسبًا لجميع الحالات. فعلى الرغم من تحسن الأعراض العقلية بشكل طفيف، إلا أن الآثار الجانبية التي ظهرت على هذا المريض كانت شديدة جدًا، مما أثر على نوعية حياته بشكل كبير. وهذا يشير إلى ضرورة وجود تقييم دقيق لحالة المريض قبل البدء في العلاج بهذا الدواء.
ومن الجدير بالذكر أن تجربة هذا المريض قد تكون مفيدة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من أعراض مشابهة، إذ تبرز أهمية الاستماع إلى آراء الأطباء النفسيين المتخصصين في تحديد العلاج الأنسب. يمكن للمريض أن يحصل على دعم نفسي إضافي وتوجيهات من المتخصصين لتخفيف الآثار الجانبية الخطيرة إذا تم اتخاذ قرارات العلاج بعناية وحذر.
الخاتمة:
تجربة مريض فينلافاكسين تشير إلى أن هذا الدواء قد يكون مفيدًا في بعض الحالات لكنه قد يكون غير ملائم للبعض الآخر بسبب الآثار الجانبية المزعجة والمضاعفات المحتملة. من المهم أن يتم مراقبة المرضى بشكل مستمر أثناء استخدام هذا الدواء، خاصة عند تعديل الجرعة أو عند البدء في علاج الحالات التي قد تكون معقدة.