الـ “فينلافاكسين” هو دواء يُستخدم بشكل رئيسي لعلاج الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق، وهو ينتمي إلى فئة الأدوية المعروفة باسم مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs). يعمل هذا الدواء من خلال زيادة مستويات المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والنورإبينفرين، التي تساهم في تحسين المزاج والتركيز وتخفيف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب. تُعتبر الـ “فينلافاكسين” فعالة في علاج اضطرابات مثل الاكتئاب الشديد، ولكن لها تأثيرات جانبية قد تتفاوت بين المرضى.
الاستخدامات العلاجية للـ “فينلافاكسين”
يُستخدم “فينلافاكسين” لعلاج مجموعة من الاضطرابات النفسية، وأهمها:
- الاكتئاب الشديد: حيث يساعد على تحسين المزاج وتقليل مشاعر الحزن العميق أو العجز الذي يشعر به الشخص.
- اضطرابات القلق: مثل القلق العام واضطرابات الهلع.
- الاضطراب العاطفي الموسمي: والذي يتسبب فيه التغير الموسمي للأجواء.
تقييم فعالية “فينلافاكسين”
تعتبر فعالية هذا الدواء معتدلة إلى جيدة بحسب تقييمات المرضى، فقد أعطى أحد المرضى الدواء تقييمًا بـ 4 من 5، وهو ما يعني أن له تأثيرًا إيجابيًا على حالته لكنه ليس خاليًا من الآثار الجانبية التي يمكن أن تكون مؤلمة أو غير مريحة للبعض.
مراجعة المريض
أحد المراجعات التي تم تقديمها من قبل مريض تناول “فينلافاكسين” (300 مجم يوميًا، مقسمة إلى 2 حبة 150 مجم في الصباح) يشير إلى عدد من التأثيرات الجانبية التي أزعجته بشكل كبير. ذكر المريض أنه يجب عليه الاستيقاظ مبكرًا عن موعده المعتاد لتناول الدواء في الصباح، وإلا فإنه يواجه خطرًا كبيرًا يتمثل في فقدان الذاكرة المفاجئ والشعور بأن حالته العقلية في ضبابية تامة، حتى أنه قد يجد نفسه فجأة على الطريق السريع دون أن يتذكر كيف وصل إلى هناك أو أين هو. وهذا يُعد من الآثار الجانبية النادرة ولكنه خطير، مما قد يسبب للمريض انعدام القدرة على التركيز أو الشعور بعدم الاتزان العقلي.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث المريض عن فقدان شبه كامل للرغبة الجنسية، حيث أشار إلى أنه يفقد الاهتمام الجنسي بشكل مفاجئ حتى في منتصف العلاقة الجنسية، مما يُسبب له إحباطًا كبيرًا. كما أضاف أنه لاحظ زيادة في الوزن، بالرغم من أنه لا يشعر بالجوع أو الرغبة في تناول الطعام. هذه الآثار تشير إلى أن الدواء يؤثر بشكل سلبي على الحياة الجنسية والعاطفية للمريض، مما يسبب له مشاعر من الانفصال العاطفي، بالإضافة إلى الاكتئاب الذي يعاني منه.
الآثار الجانبية للـ “فينلافاكسين”
على الرغم من أن “فينلافاكسين” يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق، إلا أنه يمكن أن يتسبب في مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية، مثل:
- ضبابية في الذهن وصعوبة في التركيز.
- تغيرات في الرغبة الجنسية، مثل انخفاض كبير في الرغبة أو حتى فقدانها تمامًا.
- زيادة في الوزن من دون وجود شهية مفرطة للطعام، وهو ما قد يكون محبطًا للبعض.
- اضطرابات النوم، مثل الأرق أو الشعور بالتعب المزمن.
- الإحساس بالعزلة العاطفية وفقدان الاتصال بالمشاعر الشخصية.
معدل الفعالية والموافقة على الدواء
تمت الموافقة على “فينلافاكسين” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 28 يونيو 2016. يُوصى باستخدامه كجزء من خطة العلاج للاضطرابات النفسية، ولكن يجب على المرضى مراقبة الآثار الجانبية بعناية واتباع إرشادات الطبيب المعالج.
التوصيات والاحتياطات
ينبغي للمريض الذي يتناول “فينلافاكسين” أن يكون على دراية بكيفية تأثير هذا الدواء على حياته اليومية. من المهم أن يتم إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض لتجنب التفاعلات الدوائية غير المرغوب فيها. كما يجب على المرضى الانتباه إلى الآثار النفسية والعاطفية المحتملة لهذا الدواء ومراجعة الطبيب إذا لاحظوا أي تغييرات غير مرغوب فيها في حالتهم النفسية أو الجسدية.
عدد المرات التي يتم فيها وصف الدواء
يُعتبر “فينلافاكسين” دواء يُوصى به بشكل متكرر لعلاج الاكتئاب واضطرابات القلق. تشير بعض التقارير إلى أنه يتم وصفه مرة واحدة في اليوم في العادة، لكن المريض قد يتطلب تعديل الجرعة أو المواعيد بناءً على استجابة الجسم.
الختام
بينما يُعد “فينلافاكسين” علاجًا فعالًا للكثير من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب واضطرابات القلق، فإنه قد يتسبب في آثار جانبية غير مرغوب فيها لدى البعض، كما هو موضح في مراجعة هذا المريض. لذلك، يُنصح بمراقبة التغيرات الجسدية والنفسية أثناء تناول الدواء والتواصل مع الطبيب بشأن أي أعراض جانبية أو تأثيرات غير مريحة قد تظهر. إن العلاج النفسي لا ينحصر في الأدوية فقط، بل يتطلب أيضًا دعمًا نفسيًا مستمرًا لضمان الشفاء والتحسن على المدى الطويل.