فيلم “Malevolent” (2018): عندما يصبح الخداع واقعاً مخيفاً
في عالم السينما، تجد أن بعض الأفلام تتميز بقدرتها على الجمع بين الإثارة والتشويق بطريقة تجعل الجمهور على أطراف أصابعهم طوال مدة العرض. فيلم Malevolent (2018) هو واحد من هذه الأعمال التي استطاعت أن تقدم مزيجاً مثيراً من الرعب والتشويق، حيث تدور أحداثه حول فريق من الأخوة الذين يقومون بتزييف لقاءات خارقة للطبيعة من أجل الربح المالي، لكن ما يواجهونه في أحد المنازل المهجورة يتجاوز كل توقعاتهم ويحول حياتهم إلى كابوس لا يمكنهم الهروب منه.
القصة: خديعة تتحول إلى حقيقة مرعبة
تبدأ القصة حول شقيقين، جاك و إيما، اللذان يعملان معاً كفريق مختص في تزييف الحوادث الخارقة للطبيعة. يعتمد عملهما على استغلال الناس الذين يعتقدون أنهم يعانون من ظواهر غير مفسرة، ليقوموا بابتكار أحداث وهمية تعزز من تصديق هؤلاء الأشخاص بكل ما يعتقدونه. هذه التجارة المربحة أصبحت مصدر دخل ثابت لهم، إلى أن يجدوا أنفسهم في مهمة جديدة في أحد المنازل المهجورة، وهو مكان يعتقد سكان المنطقة أنه مليء بالأشباح.
في البداية، يتعامل الشقيقان مع المهمة كأي مهمة أخرى، ولكن سرعان ما تبدأ الأحداث في التحول بشكل غير متوقع. حيث تتكشف لهم ظواهر مرعبة يفوق فهمهم، مما يدفعهم إلى التساؤل عن الحقيقة وراء هذه الكائنات التي تظهر لهم. في مكان لا يبدو فيه أي مجال للهروب، يجد الأخوان نفسيهما محاصرين في لعبة غير عادلة بين الحياة والموت.
الأداء التمثيلي
تتميز Malevolent بالأداء القوي من طاقم التمثيل الذي يتضمن مجموعة من الأسماء المميزة. فلورنسا بيوغ التي قامت بدور إيما، أظهرت براعتها في تقديم شخصية شقيقة تحاول أن تجمع بين المشاعر الإنسانية والتصدي للأهوال التي تواجهها. أما بن لويد-هيوز الذي قام بدور جاك، فقد أضاف لمسة من الواقعية والشجاعة المفعمة بالتردد في التعامل مع الأحداث المزعجة.
بالإضافة إلى ذلك، يشارك في الفيلم كل من سيليا إمري، جيمس كوزمو، سكوت تشامبرز، و جورجينا بيفان الذين أضافوا أبعاداً إضافية لشخصياتهم، ما جعل أحداث الفيلم تتسم بالتوتر الدائم. كان لكل شخصية تأثير كبير على سير القصة، مما خلق تنوعاً في أسلوب تقديم الرعب.
التحليل الفني
من الناحية الفنية، يقدم الفيلم مزيجاً من المؤثرات البصرية والصوتية التي تجعل من مشاهدة Malevolent تجربة شديدة التوتر. يتنقل الفيلم بين مشاهد هادئة ومشاهد مرعبة بسرعة، ما يساهم في رفع مستوى التوتر لدى المشاهد. كان استخدام الإضاءة وظلال الظلام أحد أبرز الأدوات التي استخدمها المخرج أولاف دي فلير في خلق جو مشبع بالرهبة. كما أن الموسيقى التصويرية كانت بمثابة عنصر مكمل للفيلم، حيث عززت من مشاهد الرعب بتقنيات صوتية مبتكرة.
الموضوعات الأساسية في الفيلم
على الرغم من أن Malevolent ينتمي إلى فئة أفلام الرعب والإثارة، إلا أنه يلمس عدداً من الموضوعات الإنسانية. أبرز هذه الموضوعات هو فكرة الحقيقة مقابل الخداع. عندما يتورط الأبطال في تجربة تفوق قدراتهم، يجدون أنفسهم مضطرين لمواجهة حقيقة كانت غائبة عنهم طوال حياتهم: العواقب الحقيقية للأفعال التي لا تأخذ في اعتبارها الجانب المظلم للطبيعة البشرية.
كما يناقش الفيلم العلاقة بين الأخوة في مواقف الضغط، وكيف يمكن أن تتأثر الروابط العائلية عندما يتعرض الأفراد لمواقف تتجاوز ما كان يمكن تصور حدوثه. إلى جانب ذلك، يتم استكشاف الخوف البشري من المجهول وكيف أن البعض قد يحاول تجنب هذا الخوف عن طريق تزييف الحقيقة، ولكن لا يمكن الهروب من العواقب النهائية.
التقييم والختام
من حيث التقييم، Malevolent هو فيلم مثير يقدم تجربة رعب تجمع بين الإثارة والتشويق بأسلوب مميز. بفضل السيناريو القوي والأداء الرائع من قبل الممثلين، استطاع الفيلم أن يقدم قصة تتجاوز تقاليد أفلام الرعب المعتادة، ليعرض قصة مؤلمة عن الحقيقة والخداع.
الفيلم لا يخلو من بعض اللحظات المتوقعة، ولكنه في النهاية يستحق المشاهدة لعشاق أفلام الرعب النفسية والإثارة. Malevolent قد لا يكون الفيلم الذي يحقق نجاحاً ضخماً في شباك التذاكر، لكنه قادر على إبقاء المشاهدين مشدودين إلى شاشاتهم بفضل الحبكة القوية والأداء المتميز.
إذا كنت من محبي أفلام الرعب النفسية التي تجمع بين الغموض والواقعية، فإن Malevolent سيكون بلا شك خياراً جيداً لتجربة مختلفة ومثيرة.