مقال عن فيلم “After” (2019)
فيلم “After” هو فيلم درامي رومانسي تم إنتاجه في الولايات المتحدة عام 2019، وهو مستوحى من الرواية التي تحمل نفس الاسم للمؤلفة أنجي تود. من إخراج جيني غايج، ويتميز بأداء مجموعة من الممثلين الشباب مثل جوزفين لانغفورد (تيسا يونغ) وهيرو فينيس تيفين (هاردين سكوت) وسيلما بلير وإنانا ساركيس وغيرهم. يستعرض الفيلم رحلة تطور شخصية بطلة القصة تيسا، وكيف تؤثر علاقتها المعقدة مع هاردين سكوت في حياتها.
قصة الفيلم:
تدور أحداث فيلم “After” حول تيسا يونغ، وهي طالبة جامعية حديثة العهد بالحياة الجامعية، تبدو حياتها هادئة ومريحة، لكن كل شيء يتغير عندما تلتقي بهاردين سكوت، الشاب المتمرد الذي يعاني من مشاكل كثيرة في حياته. من اللحظة التي تعبر فيها تيسا إلى عالم هاردين المعقد، تبدأ رحلة من التحولات والتحديات التي تختبر علاقتها به، وحياة تيسا بشكل عام.
تيسا التي نشأت في بيئة منظمة ومحافظة تواجه اختبارًا صعبًا في محاولاتها لفهم هذا العالم الجديد المليء بالمفاجآت والعواطف الجياشة. بينما هاردين، الذي يحمل ماضيًا معقدًا، لا يسمح لأحد بالتقرب منه بسهولة، لكنه يجد نفسه غير قادر على الابتعاد عن تيسا.
التيمة الرئيسية:
القصص الرومانسية مثل فيلم “After” تتمحور حول الحب والصراع الداخلي. في هذا الفيلم، نجد أن الصراع ليس فقط بين الشخصيات، بل هو صراع بين شخصياتهم الداخلية. حيث أن تيسا، الشابة البريئة التي تشبه كثيرًا الكائنات الجامعية الملتزمة، تجد نفسها فجأة في مواجهة عالم جديد مع هاردين الذي يراها شخصًا يجب أن يحافظ على مسافة منها. إلا أن هذه المسافة تتلاشى تدريجيًا، مع كل لحظة من الوقت الذي تقضيه معه، مما يؤدي إلى تغيرات كبيرة في شخصيتها وحياتها.
الشخصيات الرئيسية:
-
تيسا يونغ (جوزفين لانغفورد): تيسا هي الشخصية الرئيسية في الفيلم، التي تجسد الطالبة الجامعية التي تعيش حياة هادئة منظمة قبل أن تلتقي بهاردين. هي الفتاة الطموحة التي تجد نفسها في عالم جديد مليء بالتحديات. ويتميز أداء جوزفين بلغة جسد عميقة تُظهر الصراع الداخلي لشخصيتها بين ما هو متوقع منها وبين رغباتها الشخصية.
-
هاردين سكوت (هيرو فينيس تيفين): هاردين هو الشخصية المتمردة والمعقدة في الفيلم، فهو يعاني من ماضٍ مؤلم يقوده إلى التصرف بطرق قد تبدو قاسية أو غير مريحة لمن حوله. شخصيته تبدو مشوشة، لكنه في الحقيقة يمر بحالة صراع عميقة على مستوى مشاعره ورغباته.
التمثيل والإخراج:
أداء الممثلين في فيلم “After” كان مؤثرًا للغاية. جوزفين لانغفورد وهيرو فينيس تيفين قدما أداءً قويًا في تجسيد الصراع الداخلي لشخصياتهما. كما أن تفاعل الشخصيات مع بعضها البعض، سواء كان ذلك من خلال مشاهد التوتر أو اللحظات الحميمة، يعكس جودة الأداء الذي يضيف طبقة من العمق العاطفي للفيلم.
أما الإخراج فقد تميز بالقدرة على إبراز الأبعاد المختلفة لعلاقة تيسا وهاردين، وكيفية تأثير هذه العلاقة في التغيير الذي يحدث في حياتيهما. كانت المشاهد بين الشخصيات تحمل نوعًا من الإثارة والتشويق، التي حافظت على انتباه الجمهور طوال مدة الفيلم.
تأثير الفيلم على الجمهور:
رغم أن فيلم “After” قد يتم تصنيفه ضمن أفلام المراهقين، إلا أنه يحمل العديد من العوامل التي تجذب جمهورًا أوسع. يلامس الفيلم موضوعات مثل النمو الشخصي، العاطفة، والحب، وهو ما يجعل الكثير من الشباب يمكنهم الارتباط بالشخصيات والأحداث. العلاقة بين تيسا وهاردين تعتبر بمثابة انعكاس للعديد من العلاقات التي يمر بها المراهقون والشباب في مراحل مختلفة من حياتهم.
كما أن فيلم “After” يناقش أيضًا العلاقات التي تقع تحت تأثير قرارات الحياة الصعبة، مثل الاختيارات التي قد تكون مؤلمة في البداية، لكنها تؤدي في النهاية إلى نمو الشخصيات واكتشاف الذات.
التقييم والنقد:
حصل الفيلم على تقييمات مختلطة من النقاد والجمهور على حد سواء. من ناحية، أعجب الكثيرون بالتمثيل القوي للأبطال، وبالخصوص الكيمياء بين تيسا وهاردين. ومن جهة أخرى، تم انتقاد بعض الجوانب السطحية في السرد، مع وجود بعض اللحظات التي قد تكون متوقعة أو نمطية بالنسبة للأفلام الرومانسية الشائعة.
ورغم هذه الانتقادات، فإن الفيلم استحق نجاحه التجاري، حيث جذب جمهورًا كبيرًا في دور العرض، وكان له أثر واضح على محبي الأدب الرومانسي والمراهقين.
خاتمة:
فيلم “After” هو تجربة سينمائية تجمع بين الإثارة العاطفية والتطور الشخصي، ويركز على العلاقة بين الشابين تيسا وهاردين، التي تتحدى التوقعات والمفاهيم المجتمعية عن الحب. إنه فيلم يعرض موضوعات مثل الاختيار الشخصي والنمو الداخلي بطريقة جذابة، ويبقي المشاهدين على حافة مقاعدهم حتى النهاية.