مقال عن دواء فيفانس (Vyvanse) لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)
يعتبر دواء فيفانس (Vyvanse) من الأدوية الشهيرة التي تستخدم لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) لدى الأطفال والمراهقين، وكذلك في بعض الأحيان لدى البالغين. يُعرف فيفانس بمكونه النشط “لي فودوكسيتين” (Lisdexamfetamine)، وهو نوع من أدوية المنبهات التي تعمل على تحسين التركيز وتقليل النشاط الزائد لدى المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب. سنستعرض في هذا المقال كيفية عمل هذا الدواء، تجارب بعض المرضى معه، فعاليته، وآثاره الجانبية، بالإضافة إلى معلومات أخرى مهمة.
مفهوم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) هو حالة طبية تؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص في التركيز والتحكم في سلوكياته. يعاني الأشخاص المصابون بـ ADHD من تشتت الانتباه، صعوبة في التركيز لفترات طويلة، إضافة إلى السلوكيات المفرطة في النشاط أو الاندفاعية. يعد هذا الاضطراب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بين الأطفال، وغالبًا ما يستمر حتى سن البلوغ. لذلك، يصبح العلاج الدوائي أمراً مهماً للعديد من المرضى.
كيف يعمل دواء فيفانس (Vyvanse)؟
يحتوي دواء فيفانس على المكون النشط “لي فودوكسيتين” (Lisdexamfetamine)، وهو دواء ينتمي إلى فئة الأدوية المنبهة. يعمل هذا الدواء عن طريق زيادة تركيز المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين والنورأدرينالين، وهذه المواد تلعب دوراً رئيسياً في تحسين القدرة على التركيز والتحكم في السلوكيات. لكن يتميز فيفانس عن الأدوية الأخرى بكونه دواءً غير مباشر، حيث يحتاج الجسم إلى تحويله إلى الشكل النشط داخل الدم. لذلك، يُعد هذا الدواء بديلاً أكثر أمانًا وفعالية مقارنة ببعض الأدوية الأخرى التي تعمل مباشرة على الدوبامين.
تجربة المريض مع دواء فيفانس
أحد المرضى الذين جربوا دواء فيفانس هو والدي طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات تم تشخيصها باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة هذا العام. قبل بدء العلاج، جربوا دواءً غير منبه مثل “جوانفاسين” (Guanfacine)، ولكن لم يكن له تأثير فعّال، بل وأدى إلى شعور الطفلة بالنعاس الشديد. مع ذلك، وبعد التحول إلى فيفانس بتركيز 30 ملغ، لاحظ الوالدان تحسناً فورياً في أداء الطفلة في المدرسة، حيث تحسنت درجاتها ومدى تركيزها في الفصل. كما تحسنت مهاراتها الرياضية بشكل ملحوظ، حيث أصبحت أكثر قدرة على التركيز أثناء اللعب.
الوالدان أشارا إلى أن الطفلة كانت في السابق بحاجة إلى تذكير دائم من خلال الهتاف في الملعب لتحفيزها على أن تكون جاهزة أثناء المباريات، بينما الآن أصبحت دائمًا مستعدة ومركزة. وهذا يعد دليلاً قوياً على فعالية دواء فيفانس في تحسين مستوى التركيز والنشاط لدى الأطفال المصابين بـ ADHD.
لكن بداية العلاج مع دواء فيفانس لم تكن خالية من الآثار الجانبية. فقد شعروا بالقلق في البداية بسبب إصابة الطفلة بالأرق لمدة ثلاثة أيام متتالية. ولكن مع نصيحة الطبيب بتناول 2 ملغ من الميلاتونين، تم حل هذه المشكلة، وعادت الطفلة للنوم بشكل طبيعي بعد يومين من العلاج.
من الآثار الجانبية الأخرى التي لاحظها الوالدان هو فقدان الوزن، حيث فقدت الطفلة حوالي 6 أرطال. بالرغم من ذلك، فقد كان وزنها السابق 94 رطلاً وطولها 4 أقدام و7 بوصات، مما جعل فقدان الوزن أقل قلقًا. لم يقرر الوالدان إعطاء الدواء خلال عطلات نهاية الأسبوع، مما ساعد الطفلة على الحفاظ على توازن أفضل في طعامها ووزنها.
تقييم فعالية دواء فيفانس
بالنسبة للفعالية، قيمت الأم الدواء بـ 8 من 10. وقد أظهرت التجربة التحسّن الواضح في الأداء الأكاديمي للطفلة وكذلك في مشاركتها الرياضية. لكن يجب ملاحظة أن تأثيرات الدواء قد تختلف من شخص لآخر، فقد يعاني بعض المرضى من آثار جانبية أكثر وضوحًا أو أقل فاعلية في العلاج.
موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)
تمت الموافقة على دواء فيفانس من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الثالث من أبريل عام 2017. ومنذ ذلك الحين، أصبح أحد الأدوية المعتمدة بشكل واسع لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) لدى الأطفال والمراهقين، وكذلك البالغين.
عدد مرات وصف دواء فيفانس
وفقًا للسجلات الطبية، تم وصف دواء فيفانس 13 مرة، ما يدل على استخدامه المتكرر في علاج حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. وقد يختلف عدد مرات الوصف من شخص لآخر وفقًا لحالة المرض واحتياجات المريض.
الآثار الجانبية لدواء فيفانس
على الرغم من فعاليته الكبيرة في علاج ADHD، إلا أن دواء فيفانس قد يتسبب في بعض الآثار الجانبية التي يجب أن يكون المرضى على دراية بها. من بين هذه الآثار الجانبية:
- الأرق: يعاني بعض المرضى من صعوبة في النوم، خصوصًا في الأيام الأولى من العلاج.
- فقدان الوزن: قد يؤدي فيفانس إلى انخفاض في الوزن، خاصةً عند الأطفال الذين لا يتناولون الطعام بشكل كافٍ بسبب قلة الشهية.
- زيادة معدل ضربات القلب: قد يشعر بعض المرضى بزيادة في معدل ضربات القلب، وهو ما يحتاج إلى مراقبة في الحالات التي تعاني من أمراض قلبية.
- تهيج المعدة: بعض المرضى قد يعانون من ألم أو اضطرابات في المعدة.
نصائح للمرضى وأسرهم
من المهم أن يكون لدى المرضى وأسرهم وعي كامل حول كيفية استخدام دواء فيفانس بشكل آمن وفعّال. من النصائح المهمة التي قد تكون مفيدة:
- مراقبة التأثيرات الجانبية: يجب مراقبة أي تغييرات في السلوك أو الأعراض الجانبية مثل الأرق أو فقدان الوزن.
- التواصل مع الطبيب: إذا لاحظت الأسرة أي تأثيرات غير معتادة أو صعوبة في التكيف مع الدواء، يجب التواصل مع الطبيب لتعديل الجرعة أو النظر في بدائل أخرى.
- استخدام الميلاتونين عند الحاجة: إذا كانت هناك مشكلة مع الأرق، يمكن أن يساعد الميلاتونين في تعزيز النوم الطبيعي في الأيام الأولى للعلاج.
خلاصة
يعتبر دواء فيفانس (Vyvanse) خيارًا فعالًا لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، حيث أظهر تحسنًا ملحوظًا في الأداء الدراسي والرياضي للعديد من المرضى. ورغم فعاليته، يجب أن يكون الأطباء والأسر على دراية بالآثار الجانبية المحتملة مثل الأرق وفقدان الوزن، وأن يتم استخدامه بحذر مع متابعة دقيقة لحالة الطفل أو المريض. في النهاية، يبقى فيفانس خيارًا ذا جدوى عالية لمساعدة المرضى على التعايش مع هذا الاضطراب وتحقيق أفضل أداء في حياتهم اليومية.