دواء “فيفانس” (Vyvanse) هو أحد الأدوية التي تُستخدم في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) في البالغين والأطفال على حد سواء. يُعد “فيفانس” من الأدوية التي تنتمي إلى فئة المنشطات، ويحتوي على المادة الفعالة “ليسو دكسامفيتامين” (Lisdexamfetamine)، وهي مادة يتم تحويلها في الجسم إلى “دكسامفيتامين”، والتي لها تأثير منشط على الجهاز العصبي المركزي.
يعتبر “فيفانس” خيارًا فعالًا لإدارة أعراض اضطراب نقص الانتباه، حيث يساعد في تحسين التركيز والانتباه، ويقلل من أعراض فرط النشاط والاندفاعية التي يعاني منها العديد من المرضى المصابين بهذا الاضطراب. يُنصح به بشكل شائع للأطفال الذين تجاوزوا سن الست سنوات والبالغين الذين يعانون من أعراض الاضطراب.
تاريخ الموافقة على دواء فيفانس
حصل دواء “فيفانس” على الموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في السابع عشر من يونيو 2009، ليُستخدم في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). وبمجرد أن تم إعطاؤه الموافقة الرسمية، بدأ استخدامه في مجتمعات طبية مختلفة، حيث أصبح من بين الأدوية الأكثر شيوعًا التي تُوصف للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب العصبي. منذ ذلك الحين، أظهرت العديد من الدراسات أن “فيفانس” يحظى بفعالية كبيرة في تحسين التركيز والانتباه لدى المرضى، بالإضافة إلى فترة تأثيره الطويلة التي تمتد بين 8-12 ساعة بعد تناوله.
كيفية عمل دواء “فيفانس” (Lisdexamfetamine)
يعمل دواء “فيفانس” من خلال التأثير على مستوى المواد الكيميائية في الدماغ، وبالأخص مادة “الدوبامين” و”النورإبينفرين”. هذه المواد الكيميائية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الوظائف العقلية مثل التركيز، الانتباه، والتحكم في الانفعالات. وعند تناول “فيفانس”، يتم تحويله إلى دكسامفيتامين في الجسم، وهو ما يعزز تأثير هذه المواد الكيميائية في الدماغ، مما يؤدي إلى تحسين التركيز وتقليل السلوكيات المفرطة والمشتتة.
الجرعة والاستخدام
عادة ما يُوصف “فيفانس” للمرضى بدءًا من جرعة منخفضة مثل 30 مجم يوميًا، ويمكن زيادتها تدريجيًا بناءً على استجابة المريض للدواء. في العديد من الحالات، تبدأ الجرعة العلاجية بحدود 30 مجم وتُعدل حسب استجابة المريض، ليصل أحيانًا إلى 70 مجم أو أكثر في اليوم. يُنصح بتناول هذا الدواء في الصباح لتجنب تأثيره على النوم، حيث أن تأثيره يستمر لساعات طويلة، مما قد يؤدي إلى صعوبة في النوم إذا تم تناوله في وقت متأخر من اليوم.
مراجعة المرضى وتقييم فعالية دواء فيفانس
أحد أبرز المراجعات التي وردت عن دواء “فيفانس” جاءت من أحد المرضى، وهو طالب في سن الـ26 مصاب باضطراب نقص الانتباه (ADD). حيث قال: “لقد ساعدني فيفانس بشكل كبير. أنا طالب في الجامعة، وتم تشخيصي باضطراب نقص الانتباه. بدأت بتناول 50 مجم وكان يعمل لمدة 4-6 ساعات فقط، ولكن بعد عدة أشهر قرر الطبيب زيادة الجرعة إلى 70 مجم، والتي تبين أنها فعالة لمدة 8-10 ساعات، وهو أمر رائع بالنسبة لي. يساعدني على التركيز بشكل كبير وإتمام المهام، كما أنني أصبحت أحقق درجات أفضل في دراستي”.
هذا التقييم يعكس بشكل جيد تأثير دواء “فيفانس” في تحسين التركيز لدى المرضى المصابين باضطراب نقص الانتباه، وخصوصًا عند زيادة الجرعة للحصول على تأثير أطول. من الواضح أن المريض قد شهد تحسنًا كبيرًا في أدائه الأكاديمي وزيادة في الإنتاجية اليومية بفضل تحسين التركيز.
التقييم العام لفعالية دواء “فيفانس”
تم تصنيف فعالية دواء “فيفانس” في العديد من الدراسات والمراجعات من قبل المرضى بدرجة عالية. وفقًا لبعض التقييمات، فإن هذا الدواء يُعتبر فعالًا بنسبة عالية جدًا، وقد حصل على تقييم 9 من أصل 10، وهو ما يعكس رضى المرضى عن تأثيره في تحسين جودة حياتهم والتركيز في العمل أو الدراسة. تأثيره يمتد طوال اليوم، مما يجعله خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التركيز على المهام لفترات طويلة.
عدد الوصفات الطبية لدواء “فيفانس”
منذ موافقته على استخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، تم وصف “فيفانس” لعدد كبير من المرضى في الولايات المتحدة وحول العالم. وفقًا للإحصائيات الأخيرة، بلغ عدد الوصفات الطبية لدواء “فيفانس” حوالي 63 مليون وصفة حتى عام 2024، مما يعكس شعبيته الكبيرة في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. يعتبر هذا الرقم دليلًا على فعاليته وكفاءته، حيث يُوصف لعدد كبير من المرضى في فئات عمرية مختلفة، بدءًا من الأطفال وصولًا إلى البالغين.
الآثار الجانبية لدواء فيفانس
مثل أي دواء آخر، قد يتسبب “فيفانس” في بعض الآثار الجانبية، على الرغم من أن معظم المرضى يتسامحون معه بشكل جيد. تشمل الآثار الجانبية الشائعة الصداع، فقدان الشهية، الأرق، جفاف الفم، وزيادة معدل ضربات القلب. في حالات نادرة، قد يؤدي إلى آثار جانبية أكثر خطورة مثل تغيرات في ضغط الدم أو زيادة في السلوك العدواني أو القلق. من المهم أن يُتابع المرضى الذين يتناولون “فيفانس” تحت إشراف طبي دقيق لضمان عدم حدوث أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.
الخلاصة
يعد دواء “فيفانس” من الأدوية الفعالة في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، حيث يساعد في تحسين التركيز والانتباه لدى المرضى، ويقلل من الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب. موافقته من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منذ عام 2009 جعلته أحد الخيارات العلاجية الشائعة في علاج ADHD في الأطفال والبالغين على حد سواء. وفقًا لتقييمات المرضى، يتمتع “فيفانس” بسمعة ممتازة، حيث يتمتع بفعالية عالية تمتد لساعات طويلة، مما يساهم في تحسين الأداء الأكاديمي والمهني.
من خلال زيادة الجرعة حسب حاجة المريض، يتمكن العديد من المرضى من الاستفادة من تأثيره الكامل. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدام هذا الدواء تحت إشراف طبي دقيق لتجنب الآثار الجانبية وضمان أقصى استفادة من العلاج.