فورتيكوسيتين لعلاج الاكتئاب

فورتيكوسيتين (Vortioxetine) هو دواء مضاد للاكتئاب ينتمي إلى فئة مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين الانتقائية، ويستخدم خصيصاً في علاج اضطرابات الاكتئاب الكبرى. يُعتبر فورتيكوسيتين من الخيارات العلاجية الحديثة نسبياً، حيث حصل على موافقة الاستخدام في الولايات المتحدة بتاريخ 13 أغسطس 2016. الهدف الرئيسي من استخدام هذا الدواء هو تحسين مستويات السيروتونين في الدماغ، والتي تلعب دوراً هاماً في تنظيم المزاج، تحسين الشعور بالسعادة، وتقليل أعراض الاكتئاب.

فعالية الدواء وتقييماته

تُعتبر فعالية فورتيكوسيتين متواضعة بناءً على تجارب بعض المرضى. فقد حظي فورتيكوسيتين بتقييمات متباينة، حيث حصل على معدل تقييم منخفض بلغ 1 من 10 من قِبل بعض المرضى الذين جربوا الدواء. أحد المرضى وصف تجربته بالقول: “إذا كنت ترغب في العيش في جحيم كامل، فهذا الدواء هو الخيار المثالي. أخذت جرعة واحدة 5 ملغ فقط، ولكنها كانت كافية لجعل يومي مليئاً بالمعاناة والأعراض الجانبية. شعرت بالغثيان، الإسهال، الغازات، والصداع، بالإضافة إلى آلام شاملة في الجسم. أسوأ ما شعرت به هو التعب الشديد؛ لم أنم بهذه الكمية من قبل في حياتي، كنت مستيقظاً فقط لأربع ساعات في اليوم الأول، ولم أكن أمتلك القوة للوقوف.”

ويعكس هذا التقييم انتقادات شديدة من قِبل بعض المرضى الذين جربوا الدواء ولم يتمكنوا من تحمل آثاره الجانبية، الأمر الذي يجعل فعاليته مثار جدل لبعض المستخدمين. تُعتبر الشكاوى الشائعة من آثاره الجانبية غير المريحة سبباً رئيسياً في انخفاض تقييمه. ومن بين هذه الآثار الجانبية:

1. الغثيان والقيء: يعد من أبرز الأعراض، ويؤدي إلى شعور مزعج لدى كثير من المرضى.
2. الإسهال والغازات: تجعل البعض يشعر بعدم الراحة، وقد يؤثر ذلك على جودة الحياة اليومية.
3. الصداع وآلام الجسم: يشكو بعض المرضى من آلام عامة وأوجاع في العضلات والمفاصل.
4. التعب والإرهاق الشديد: ويعتبر هذا من الأعراض الأكثر إزعاجاً، حيث أفاد بعض المرضى بعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة، مما أثر بشكل سلبي على نمط حياتهم.

يظهر أن هذه الأعراض قد تكون أكثر شدة لدى بعض الأشخاص مقارنة بغيرهم، وقد تترك تأثيرات نفسية وجسدية تجعلهم يتساءلون عما إذا كان الدواء يستحق المخاطرة بتجربته. بعض المرضى قد يجدون أنفسهم يبحثون عن بدائل علاجية أخرى لعلاج الاكتئاب، والتي قد تحمل أعراضاً جانبية أقل.

موافقة الجهات التنظيمية ومعدل وصف الدواء

حصل فورتيكوسيتين على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2016، ويصفه الأطباء في حالات الاكتئاب المستعصية أو عندما يكون هناك فشل في الاستجابة لأدوية أخرى. ولكن على الرغم من الموافقة، فقد تم وصفه فقط 39 مرة حتى الآن، مما قد يشير إلى محدودية الإقبال عليه بسبب آثاره الجانبية التي تم الإبلاغ عنها.

الفائدة المحتملة للدواء

على الرغم من التجارب السلبية التي تم ذكرها، يجب الإشارة إلى أن بعض المرضى قد يستجيبون بشكل مختلف لأدوية الاكتئاب، وقد يحصل البعض على فائدة كبيرة من تناول فورتيكوسيتين، خصوصاً إذا كانت حالتهم تستدعي علاجاً قوياً يساهم في تحسين مستويات السيروتونين وتنظيم المزاج.

ملاحظات ختامية

يُعتبر فورتيكوسيتين من الأدوية التي ينبغي تناولها تحت إشراف طبي دقيق، وخصوصاً لمن يعانون من تاريخ طبي يتضمن حساسية شديدة للأدوية أو تجربة سابقة سيئة مع أدوية مشابهة.