فوائد وطريقة تحضير البسطرمة

البسطرمة: تاريخ، تحضير، وفوائد غذائية

البسطرمة هي إحدى الأطعمة الشهيرة في المطبخين العربي والتركي، وهي تعدّ من المأكولات التي تحمل تاريخًا طويلًا ومعنى ثقافيًا خاصًا في العديد من البلدان. تعود أصولها إلى منطقة الأناضول في تركيا، حيث كانت تستخدم كوسيلة لحفظ اللحوم لفترات طويلة. في هذا المقال، سنأخذك في جولة حول تاريخ البسطرمة، طرق تحضيرها، وفوائدها الغذائية، بالإضافة إلى بعض النصائح للاستمتاع بها.

ما هي البسطرمة؟

البسطرمة هي نوع من اللحوم المدخنة، تتميز بنكهتها القوية ولونها الداكن. يتم تحضيرها عن طريق تجفيف اللحم، ثم تتبيله بخلطات من التوابل والملح، وبعد ذلك يتم تدخينها أو تجفيفها في الهواء لفترة معينة. غالبًا ما يُستخدم لحم البقر لتحضير البسطرمة، لكن يمكن استخدام أنواع أخرى من اللحوم.

تاريخ البسطرمة

أصل البسطرمة يعود إلى العصور القديمة، تحديدًا إلى الإمبراطورية العثمانية. كان العثمانيون يواجهون تحديات في تخزين اللحوم في الظروف المناخية القاسية، ولذلك ابتكروا طرقًا لحفظها عبر تجفيفها وتخزينها في حرارة منخفضة. يعتبر تحضير البسطرمة جزءًا من فنون الطهو في منطقة الأناضول، وانتقل من تركيا إلى بقية دول الشرق الأوسط، ثم إلى العديد من البلدان في أنحاء مختلفة من العالم، مثل مصر ولبنان وأرمينيا والعديد من الدول الأخرى.

تعتبر البسطرمة في العديد من هذه البلدان أكثر من مجرد طعام؛ فهي رمز للضيافة والتراث الثقافي. في مصر، على سبيل المثال، تعدّ البسطرمة من الأطعمة المفضلة على موائد العيد والمناسبات الخاصة.

كيفية تحضير البسطرمة

تحضير البسطرمة يتطلب عدة مراحل، تتراوح بين التحضير الأولي للحم والتدخين أو التجفيف. هنا نعرض لك الطريقة التقليدية لتحضير البسطرمة:

1. اختيار اللحم: يبدأ تحضير البسطرمة باختيار قطع من اللحم البقري الممتاز، عادةً من منطقة الأضلاع أو الصدر. يجب أن يكون اللحم طازجًا وجافًا.

2. التوابل والتدليك: يتم تتبيل اللحم بمجموعة من التوابل مثل الثوم المفروم، الكمون، الكزبرة، الفلفل الأسود، والملح. يتم تدليك التوابل جيدًا على اللحم لضمان امتصاصها.

3. الضغط والتخزين: بعد تتبيل اللحم، يتم ضغطه ووضعه في مكان بارد لتجفيفه. يمكن استخدام الأدوات التقليدية مثل الجلود أو الأقمشة للضغط على اللحم.

4. التدخين أو التجفيف: بعد تجفيف اللحم، يمكن تعليقه في مكان جاف وبارد لعدة أيام، أو يتم تدخينه باستخدام الدخان الناتج عن الخشب الخاص لإضفاء النكهة المميزة.

5. التقطيع: بعد مرور مدة التجفيف أو التدخين، يتم تقطيع البسطرمة إلى شرائح رقيقة، وهي جاهزة للاستهلاك.

أنواع البسطرمة

هناك عدة أنواع من البسطرمة، وتختلف حسب المنطقة وطريقة التحضير:

• البسطرمة التركية: تعدّ البسطرمة التركية هي الأكثر شهرة في العالم، حيث تتميز باستخدام خليط من الثوم، الكزبرة، والفلفل الأسود في تتبيل اللحم.

• البسطرمة اللبنانية: تختلف قليلاً في التوابل المستخدمة، حيث قد يتم إضافة مزيج من الأعشاب الجافة مثل الزعتر والنعناع.

• البسطرمة المصرية: عادة ما تكون أكثر طراوة وأقل جفافًا مقارنة بالبقية، وغالبًا ما يتم تناولها كوجبة إفطار مميزة.

الفوائد الغذائية للبسطرمة

البسطرمة هي مصدر غني بالبروتينات والدهون الصحية، مما يجعلها إضافة غذائية مثالية للأشخاص الذين يحتاجون إلى مصادر بروتينية عالية. إلا أنه يجب تناولها باعتدال بسبب محتواها العالي من الأملاح والدهون المشبعة. إليك بعض الفوائد الغذائية للبسطرمة:

1. مصدر جيد للبروتين: تحتوي البسطرمة على كميات كبيرة من البروتين الذي يساعد في بناء العضلات والأنسجة وتعزيز صحة الجسم بشكل عام.

2. مصدر للحديد: بفضل لحم البقر المستخدم في تحضيرها، تعتبر البسطرمة مصدرًا جيدًا للحديد، مما يساعد في تعزيز مستوى الهيموغلوبين في الدم.

3. مضادات الأكسدة: التوابل المستخدمة في تحضير البسطرمة، مثل الثوم والفلفل الأسود، تحتوي على مضادات أكسدة تساعد في مكافحة الالتهابات وتعزيز الصحة العامة.

4. غنية بالفيتامينات والمعادن: تحتوي البسطرمة على العديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم مثل فيتامين ب12 والزنك، والتي تدعم الجهاز العصبي والمناعة.

نصائح لتناول البسطرمة

• تناولها بكميات معتدلة: نظرًا لمحتوى البسطرمة العالي من الصوديوم والدهون المشبعة، يُنصح بتناولها بشكل معتدل.

• مزيج مع الخضار: يمكن إضافة شرائح البسطرمة إلى السندويشات مع الخضروات الطازجة، مثل الطماطم والخس، مما يضيف مذاقًا لذيذًا ويعزز الفائدة الغذائية.

• البسطرمة في الفطور: تُعتبر البسطرمة من الأطعمة المثالية لإفطار غني بالبروتين. يمكن تحضير ساندويش البسطرمة مع البيض أو إضافة جبن قليل الدسم.

• تخزينها بشكل صحيح: للحفاظ على نكهة البسطرمة وجودتها، يُنصح بتخزينها في الثلاجة في وعاء محكم الإغلاق. يمكن أيضًا تجميدها لفترات طويلة.

الخلاصة

البسطرمة هي طعام تقليدي يحظى بشعبية كبيرة في العديد من البلدان العربية والعالمية. مع تاريخ طويل ومعقد، أصبحت البسطرمة جزءًا لا يتجزأ من المطبخ العربي، وتقدم فوائد غذائية هامة إذا تم تناولها بشكل معتدل. مع التنوع في طرق التحضير والتوابل المستخدمة، تظل البسطرمة واحدة من الأطعمة التي تجمع بين النكهة والثراء الثقافي.