فوائد واستخدامات المستكة الطبيعية

كيفية استخدام المستكة: فوائدها واستخداماتها المتعددة

المستكة، أو كما تعرف أحيانًا بـ “الدموع السماوية” أو “الدموع الصمغية”، هي مادة طبيعية تستخرج من أشجار معينة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، خاصة من شجرة المستكة أو الشجرة الصمغية (Pistacia lentiscus). المستكة ليست مجرد مادة تستخدم في الطهي أو كأحد المكونات التجميلية، بل إنها جزء من تراث ثقافي عريق يعود لآلاف السنين. عرفت المستكة بخصائصها الطبية الفريدة، التي جعلتها من أهم المكونات الطبيعية في العديد من الحضارات. على الرغم من أنها ربما لا تكون معروفة على نطاق واسع في بعض الثقافات الحديثة، إلا أن استخدامها منتشر في العديد من البلدان العربية والعالمية، حيث تعد جزءًا من الطب التقليدي، العطور، وأيضًا في الطهي.

1. الخصائص الطبية للمستكة

تعد المستكة مصدرًا غنيًا بالعديد من الفوائد الصحية، إذ تحتوي على مكونات مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يجعلها فعالة في معالجة مجموعة واسعة من الأمراض. تتمثل بعض هذه الفوائد في:

• مضاد للبكتيريا: تُستخدم المستكة بشكل تقليدي في مكافحة الالتهابات البكتيرية، وخاصة تلك التي تصيب الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي. كما أنها تساعد في علاج القرح الجلدية والالتهابات الناتجة عن الجراثيم.

• تحسين صحة الفم: تعتبر المستكة من المكونات الشائعة في صناعة معاجين الأسنان، حيث تساهم في تعزيز صحة اللثة والأسنان. إذ تعمل المستكة كمطهر طبيعي للفم، وتساعد على منع تكون البكتيريا التي تسبب التسوس ورائحة الفم الكريهة.

• علاج اضطرابات الجهاز الهضمي: من الفوائد الشائعة للمستكة هي قدرتها على تحسين عملية الهضم. يقال إن المستكة تساهم في علاج قرحة المعدة، الانتفاخ، عسر الهضم، والغثيان. يُنصح في العديد من الحالات باستخدام مستكة مضاف إليها الماء كعلاج فعال لتخفيف الآلام الناتجة عن مشاكل الهضم.

• مضاد للأكسدة: تحتوي المستكة على مجموعة من المركبات التي تعمل كمضادات للأكسدة، مما يساعد على مكافحة الجذور الحرة في الجسم. وتُعتبر هذه المركبات فعالة في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

• تعزيز المناعة: تتميز المستكة بقدرتها على تعزيز الجهاز المناعي في الجسم، حيث تعمل على تحسين قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والعدوى.

2. استخدام المستكة في الطهي

تُعد المستكة مكونًا مهمًا في المطبخ الشرقي، حيث تدخل في تحضير العديد من الأطباق التقليدية. تختلف استخداماتها من بلد لآخر، ولكن بشكل عام، تُستخدم المستكة في:

• الحلويات: تُعد المستكة مكونًا رئيسيًا في بعض الحلويات العربية الشهيرة مثل “المعجنات”، و”البقلاوة”، و”القطايف”، حيث تمنح هذه الحلويات نكهة مميزة ولذيذة.

• مشروبات: في العديد من البلدان العربية مثل لبنان وسوريا، تُستخدم المستكة في إعداد مشروب عصير “المستكة” أو “ماء المستكة”، الذي يتم تحضيره عن طريق غلي المستكة مع السكر والماء. يمكن تناول هذا المشروب باردًا أو دافئًا ويعتبر علاجًا طبيعيًا للجهاز الهضمي.

• اللحوم والأطعمة: يتم استخدام المستكة أيضًا في تتبيل اللحوم، حيث تمنحها نكهة فريدة. كما تُضاف إلى بعض الأطعمة الأخرى مثل الأرز والمقبلات لإضفاء طعم مميز.

3. المستكة في التجميل والعناية بالبشرة

تتمتع المستكة بخصائص تجعلها مكونًا فعالًا في صناعة مستحضرات التجميل، حيث تُستخدم في العديد من الكريمات والمستحضرات التي تعتني بالبشرة، وذلك بفضل تأثيراتها الفعالة في:

• مكافحة الشيخوخة: تحتوي المستكة على مكونات تعمل على تجديد خلايا الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين، مما يساهم في تقليل التجاعيد ومنح البشرة مظهرًا شابًا.

• تفتيح البشرة: يُستخدم زيت المستكة في العناية بالبشرة لتفتيح المناطق الداكنة في البشرة مثل الركب والكوعين. كما يساعد في التخلص من البقع الجلدية والتصبغات.

• ترطيب البشرة: المستكة تعتبر مرطبًا طبيعيًا للبشرة الجافة، حيث تعمل على احتجاز الرطوبة داخل خلايا الجلد مما يساعد في الحفاظ على نعومتها.

• علاج حب الشباب: يمكن استخدام المستكة لعلاج حب الشباب والحد من ظهوره بفضل خصائصها المضادة للبكتيريا والمضادة للفطريات.

4. كيفية استخدام المستكة

يمكن استخدام المستكة بعدة طرق تبعًا للغرض المطلوب تحقيقه، سواء كان ذلك في الطهي، العناية بالبشرة، أو استخدامها كعلاج طبي.

• استخدام المستكة كمكمل غذائي: يتم تناول المستكة على شكل مكملات غذائية أو صمغ، ويمكن تناولها عن طريق مضغ قطعة صغيرة من المستكة أو خلطها مع الماء. الجرعة المعتادة تتراوح بين 500 إلى 1000 ملغ يوميًا، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها كمكمل غذائي.

• استخدام المستكة في الطهي: لاستخراج نكهة المستكة في الطهي، يتم طحنها إلى مسحوق ناعم ثم إضافتها إلى الأطعمة. في بعض الأحيان يتم نقع المستكة في الماء الساخن لبضع ساعات قبل استخدامها لإضفاء نكهة مميزة على الحلويات والمشروبات.

• زيت المستكة للبشرة: يمكن استخدام زيت المستكة عن طريق تدليك الجلد به برفق. يُنصح باستخدامه على البشرة النظيفة قبل النوم للحصول على أفضل النتائج.

5. موانع الاستخدام والتحذيرات

على الرغم من الفوائد العديدة للمستكة، إلا أنه يجب على بعض الأفراد توخي الحذر في استخدامها:

• الحساسية: يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه المستكة، مما يسبب لهم طفحًا جلديًا أو تهيجًا. لذلك، من الأفضل إجراء اختبار حساسية على الجلد قبل استخدام المستكة موضعيًا.

• الحمل والرضاعة: يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدام المستكة أثناء الحمل أو الرضاعة.

• التداخل مع الأدوية: قد تتفاعل المستكة مع بعض الأدوية، خاصة تلك التي تؤثر على مستوى السكر في الدم أو الأدوية التي تُستخدم لتقليل الالتهابات. لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب قبل استخدامها بشكل مكمل غذائي.

6. الاستدامة والإنتاج

يتم جمع المستكة يدويًا من أشجار المستكة التي تنمو بشكل رئيسي في المناطق الجبلية في البحر الأبيض المتوسط. نظرًا لأهمية هذه المادة في العديد من الصناعات، بدأت العديد من الدول المنتجة للمستكة في تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة لضمان استمرارية الإنتاج والمحافظة على البيئة. كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا بزيادة الوعي حول هذه المادة الطبيعية وفوائدها في الأسواق العالمية.

7. خاتمة

تعد المستكة واحدة من أروع الهدايا التي تقدمها الطبيعة للبشر، سواء في مجال الصحة أو الجمال أو الطهي. إن استخدام المستكة يعود لآلاف السنين، وهي اليوم ما زالت تحتفظ بمكانتها في ثقافات متعددة حول العالم. يمكن للأفراد الاستفادة من المستكة بطرق متنوعة، بدءًا من تحسين صحة الجهاز الهضمي وصولًا إلى العناية بالبشرة وتحضير الأطعمة والمشروبات. يُتوقع أن تزداد أهمية المستكة في المستقبل مع استمرار الاهتمام بالطب البديل والعلاجات الطبيعية.