فوائد وأخطار التبرع بالدم

فوائد وأخطار التبرع بالدم ومواصفات المتبرع المثالي

يُعد التبرع بالدم من الممارسات الطبية والإنسانية الحيوية التي تسهم في إنقاذ أرواح ملايين الأشخاص حول العالم كل عام. وعلى الرغم من بساطة الإجراء في ظاهره، إلا أنه ينطوي على جوانب دقيقة تتطلب وعيًا صحيًا شاملًا من قبل المتبرع والمؤسسات الصحية المسؤولة عن تنظيم حملات التبرع. يتناول هذا المقال الموسّع الفوائد الصحية والاجتماعية للتبرع بالدم، إلى جانب المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها المتبرع، بالإضافة إلى الشروط والمعايير الصحية الواجب توفرها في المتبرعين لضمان أمان العملية وسلامة المستقبلين.

أولًا: الفوائد الصحية للتبرع بالدم

1. تحسين صحة القلب والأوعية الدموية

تشير العديد من الدراسات إلى أن التبرع بالدم بانتظام يساعد في تقليل مستويات الحديد الزائد في الجسم، وهو أحد العوامل المرتبطة بزيادة الإجهاد التأكسدي وتصلب الشرايين. تراكم الحديد الزائد في الدم قد يؤدي إلى تلف بطانة الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، لذا فإن التخلص المنتظم من جزء من الدم عبر التبرع يسهم في تقليل هذا الخطر.

2. تحفيز إنتاج خلايا دم جديدة

بعد التبرع بالدم، يعمل الجسم تلقائيًا على تعويض الكمية المفقودة من الدم عبر تنشيط نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة. هذا التحفيز البيولوجي يسهم في تجديد الدم وتحسين كفاءته، ما ينعكس على صحة الدورة الدموية بشكل عام.

3. اكتشاف مبكر للأمراض

قبل التبرع، يخضع المتبرع لفحوصات دقيقة تشمل قياس ضغط الدم، معدل النبض، درجة الحرارة، والهيموغلوبين، بالإضافة إلى اختبارات للكشف عن بعض الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الفيروسي، وفيروس نقص المناعة (HIV). هذه الفحوصات توفر للمتبرع فحصًا صحيًا مجانيًا يمكن أن يكشف عن مشكلات صحية مبكرة لم يكن على علم بها.

4. دعم الصحة النفسية وتعزيز الشعور بالمسؤولية

من المعروف أن الأعمال التطوعية، مثل التبرع بالدم، تعزز من شعور الفرد بالرضا الذاتي والانتماء للمجتمع. كما أنها تخفف من التوتر والقلق وتساعد في رفع المعنويات النفسية، خاصة عندما يدرك المتبرع أنه ساهم بإنقاذ حياة إنسان آخر.

ثانيًا: الفوائد المجتمعية للتبرع بالدم

1. دعم النظام الصحي

التبرع المنتظم بالدم يوفر مخزونًا استراتيجيًا دائمًا للمستشفيات ومراكز نقل الدم، وهو أمر ضروري جدًا خاصة في حالات الكوارث، الحوادث الجماعية، أو العمليات الجراحية الطارئة.

2. الحد من الوفيات

يُستخدم الدم المتبرع به في إنقاذ حياة مرضى السرطان، المصابين في الحوادث، النساء أثناء الولادة، مرضى فقر الدم الحاد، ومرضى الفشل الكلوي المزمن أثناء الغسيل الدموي، ما يساهم بشكل مباشر في خفض معدلات الوفيات.

3. نشر ثقافة التكافل

تشجيع ثقافة التبرع بالدم يسهم في تعزيز مفاهيم التضامن الاجتماعي والتكافل الإنساني، مما يعزز من تماسك المجتمع وتقدير أهمية العطاء بلا مقابل.

ثالثًا: أخطار التبرع بالدم

رغم أن التبرع بالدم يُعد آمنًا عند الالتزام بالإجراءات الطبية السليمة، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية أو المخاطر المحتملة التي قد يعاني منها بعض الأشخاص، منها:

1. الدوار أو الإغماء

قد يشعر بعض المتبرعين بالدوخة أو الدوار بعد التبرع، خاصة إذا لم يكونوا قد تناولوا طعامًا كافيًا قبل الإجراء. يحدث ذلك نتيجة انخفاض مؤقت في حجم الدم مما يؤثر على ضغط الدم والدورة الدموية.

2. كدمات في موضع الإبرة

قد تظهر كدمات أو انتفاخ بسيط في مكان إدخال الإبرة، وذلك بسبب تسرب بسيط للدم خارج الوريد. وتُعد هذه الكدمات مؤقتة وتزول خلال أيام قليلة.

3. الإرهاق العام

بعض المتبرعين يعانون من شعور بالإرهاق الجسدي أو التعب بعد التبرع، إلا أن هذا الشعور يكون مؤقتًا ويزول بعد الراحة وتناول السوائل والطعام.

4. انخفاض مؤقت في الحديد

التبرع المتكرر بالدم قد يؤدي إلى انخفاض في مستوى الحديد بالجسم، ما يسبب فقر دم في بعض الحالات إذا لم يتم تعويض النقص بتغذية غنية بالحديد أو مكملات غذائية.

رابعًا: مواصفات المتبرع المثالي

1. السن المسموح به

يُسمح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا بالتبرع، بينما يمكن للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا التبرع بشروط خاصة وتحت موافقة أولياء الأمور في بعض الدول.

2. الوزن

يشترط أن لا يقل وزن المتبرع عن 50 كغ، وذلك لضمان أن كمية الدم المسحوبة (عادة حوالي 450 مل) لا تؤثر سلبًا على الصحة العامة.

3. مستوى الهيموغلوبين

يجب أن يكون الهيموغلوبين ضمن المعدلات الطبيعية؛ الحد الأدنى المقبول للرجال هو 13.0 غ/ديسيلتر، وللنساء 12.5 غ/ديسيلتر.

4. الضغط والنبض

يُقبل المتبرع إذا كان ضغط الدم والنبض ضمن المعدلات السوية (مثل ضغط دم يتراوح بين 90/60 و 140/90 ملم زئبق، ومعدل نبض يتراوح بين 50 و100 نبضة في الدقيقة).

5. الحالة الصحية العامة

يجب أن يكون المتبرع خاليًا من الأمراض المعدية النشطة (مثل الإنفلونزا أو التهاب الكبد أو الإيدز)، وألا يكون قد خضع مؤخرًا لجراحة كبرى أو تلقى نقل دم في فترة تقل عن 6 أشهر.

6. تناول الأدوية

بعض الأدوية قد تؤثر على قبول التبرع، كالمضادات الحيوية أو أدوية سيولة الدم. لذا من المهم إعلام الفريق الطبي بأي أدوية يتم تناولها.

خامسًا: التوصيات قبل وبعد التبرع

سادسًا: أنواع التبرع بالدم

1. التبرع الكامل بالدم (Whole Blood Donation)

ويُعد الأكثر شيوعًا، حيث يتم سحب كمية من الدم كاملة تتراوح ما بين 450 و500 مل ثم تُفصل مكوناته لاحقًا في المختبر.

2. التبرع بالصفائح الدموية (Platelet Donation)

يتم جمع الصفائح الدموية فقط باستخدام جهاز فصل خاص، ويُعاد باقي مكونات الدم إلى الجسم، ويستغرق هذا النوع وقتًا أطول لكنه بالغ الأهمية لمرضى السرطان ونقل الدم أثناء العمليات.

3. التبرع بالبلازما (Plasma Donation)

يُسحب الدم، ويتم فصل البلازما فقط، ويُعاد الدم الكامل بعد إزالة البلازما إلى المتبرع. يُستخدم لعلاج مرضى الحروق وأمراض الكبد واضطرابات تخثر الدم.

سابعًا: من لا يجوز لهم التبرع

رغم الفوائد المتعددة، إلا أن هناك فئات يُمنع عنها التبرع بالدم حفاظًا على صحتهم وعلى سلامة المرضى، ومنهم:

• مرضى القلب والأوعية الدموية المزمنة

• المصابون بمرض السكري غير المنتظم

• الأشخاص الذين خضعوا مؤخرًا لجراحات كبرى أو تلقي لقاحات حديثة

• المصابون بأمراض معدية نشطة مثل الملاريا أو السل

• الحوامل والمرضعات

• من عانوا مؤخرًا من فقدان شديد في الوزن أو التعب العام

المراجع

1. World Health Organization (WHO). Blood safety and availability. https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/blood-safety-and-availability

2. American Red Cross. Blood Donation Process and Safety. https://www.redcrossblood.org/

عنوان المقال المناسب لمحركات البحث: فوائد وأخطار التبرع بالدم