فوائد قيلولة الطاقة وأفضل أوقاتها

قيلولة الطاقة: فوائدها ومدتها وأفضل أوقاتها

تعد قيلولة الطاقة أحد المفاهيم التي اكتسبت شهرة في العقود الأخيرة، وخاصة مع انتشار الدراسات التي تدعم الفوائد النفسية والجسدية التي يمكن أن تعود من هذه العادة البسيطة. قيلولة الطاقة هي فترة قصيرة من النوم تستمر عادة بين 10 إلى 30 دقيقة، يتم أخذها في فترة ما بعد الظهيرة، وهي تهدف إلى تحسين النشاط العقلي والجسدي خلال اليوم. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل فوائد قيلولة الطاقة، المدة المثلى لها، وأفضل الأوقات للحصول عليها.

ما هي قيلولة الطاقة؟

قيلولة الطاقة هي فترة قصيرة من النوم، تتراوح عادة بين 10 إلى 30 دقيقة، تكون في فترة ما بعد الظهيرة. يهدف هذا النوم القصير إلى استعادة الطاقة وتحسين الأداء العقلي والجسدي. تختلف قيلولة الطاقة عن النوم الليلي الطويل حيث تكون عادةً أخف وأقصر مدة، كما أن تأثيراتها تعتمد بشكل رئيسي على توقيت النوم ومدته.

فوائد قيلولة الطاقة

إن الفوائد التي تقدمها قيلولة الطاقة كثيرة ومتعددة، سواء على مستوى الجسم أو العقل. من بين أبرز هذه الفوائد:

1. تحسين الأداء العقلي

أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن قيلولة الطاقة تساهم في تعزيز القدرة على التركيز والانتباه. فعند أخذ قيلولة قصيرة، يمكن أن يزداد النشاط العقلي والتركيز، مما يساهم في تحسين القدرة على التفكير واتخاذ القرارات. كما أن القيلولة تساعد على تحسين الذاكرة قصيرة وطويلة المدى، فهي تساهم في تعزيز الذاكرة المتعلقة بالمهام التي تم إنجازها.

2. تقليل التوتر والقلق

قيلولة الطاقة يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق. حيث أن النوم القصير يعمل على استرخاء الجسم وتجديد الطاقة، وبالتالي تقليل شعور الإجهاد الذي قد ينتج عن العمل المستمر أو الضغوط اليومية. كما أن القيلولة تساهم في تنظيم مستويات هرمونات الإجهاد، مثل الكورتيزول، مما يساعد في تهدئة الأعصاب والشعور بالراحة.

3. تعزيز صحة القلب

أظهرت بعض الأبحاث أن قيلولة قصيرة قد تكون مفيدة لصحة القلب. فمن خلال تقليل مستويات التوتر والإجهاد، تعمل القيلولة على تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية. كما أن النوم القصير يساعد في تنظيم ضغط الدم، مما يساهم في الوقاية من أمراض القلب.

4. زيادة الإنتاجية

من خلال تحسين التركيز وتقليل الشعور بالتعب والإرهاق، يمكن لقيلولة الطاقة أن تساهم في زيادة الإنتاجية. العديد من الأشخاص يلاحظون أن قدرتهم على إتمام المهام بشكل أسرع وأكثر كفاءة تزداد بعد قيلولة قصيرة.

5. دعم الأداء البدني

على الرغم من أن قيلولة الطاقة ترتبط في الغالب بتحسين الأداء العقلي، إلا أنها تساعد أيضًا في تحسين الأداء البدني. فالأشخاص الذين يحصلون على قيلولة قصيرة يمكن أن يتمتعوا بزيادة في الطاقة أثناء التمرين، مما يساعد في تحقيق أداء رياضي أفضل.

6. تحسين المزاج

قيلولة قصيرة قد تساعد أيضًا في تحسين المزاج. بعد النوم القصير، يشعر العديد من الأشخاص بالانتعاش والراحة، مما يقلل من مشاعر التوتر والغضب والقلق. هذا التحسن في المزاج يجعل الشخص أكثر قدرة على التفاعل بشكل إيجابي مع من حوله.

المدة المثلى لقيلولة الطاقة

من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها عند أخذ قيلولة الطاقة هو تحديد المدة المناسبة. فإذا كانت القيلولة قصيرة جدًا، قد لا يحصل الشخص على الفوائد المرجوة، بينما إذا كانت طويلة جدًا، قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على نوم الليل.

1. القيلولة القصيرة (10-20 دقيقة)

تعد القيلولة التي تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة هي المدة المثلى بالنسبة لمعظم الناس. فهي قصيرة بما يكفي لتجنب الدخول في مراحل النوم العميق، مما يقلل من خطر الشعور بالدوار أو الإجهاد بعد الاستيقاظ. هذه المدة تمنح الدماغ والجسم فرصة كافية لاستعادة النشاط وتجديد الطاقة.

2. القيلولة الطويلة (30-60 دقيقة)

تعد القيلولة التي تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة أقل شيوعًا، لكن بعض الأشخاص قد يشعرون بأن هذه المدة تعمل بشكل أفضل بالنسبة لهم. عند أخذ قيلولة طويلة، قد يدخل الشخص في مرحلة النوم العميق، مما يساعد في تقليل الشعور بالتعب بشكل أكبر. ومع ذلك، قد يكون هناك شعور بالدوار عند الاستيقاظ، وقد يؤثر ذلك على جودة النوم الليلي إذا كانت القيلولة في وقت متأخر من اليوم.

3. القيلولة الطويلة جدًا (أكثر من 60 دقيقة)

أخذ قيلولة لمدة تزيد عن 60 دقيقة عادة ما يكون غير مستحسن إذا كانت القيلولة في منتصف اليوم. قد يؤدي النوم العميق في هذه الحالة إلى اضطرابات في دورة النوم الطبيعية وقد يسبب صعوبة في النوم في الليل. كما أن الاستيقاظ بعد قيلولة طويلة يمكن أن يؤدي إلى “الصداع النوم”، وهو الشعور بالتعب والدوار بعد الاستيقاظ.

أفضل الأوقات لأخذ قيلولة الطاقة

يعد توقيت قيلولة الطاقة أمرًا بالغ الأهمية، إذ إن أخذ القيلولة في الوقت المناسب يمكن أن يزيد من فوائدها ويعزز من فعاليّتها. فيما يلي بعض الأوقات المثلى لأخذ القيلولة:

1. في فترة ما بعد الظهر

أفضل وقت للحصول على قيلولة هو بين الساعة 1:00 و 3:00 بعد الظهر. في هذا الوقت، تنخفض مستويات الطاقة بشكل طبيعي نتيجة للدورة البيولوجية اليومية. يمكن أن يساعد أخذ قيلولة قصيرة في هذا الوقت على استعادة النشاط العقلي والجسدي دون التأثير على نوم الليل.

2. تجنب القيلولة في المساء

من الأفضل تجنب القيلولة في وقت متأخر من المساء، خاصة بعد الساعة 5:00 مساءً. قد تؤدي القيلولة في هذه الفترة إلى صعوبة في النوم ليلاً، حيث أن النوم في وقت متأخر يخل بإيقاع النوم الطبيعي للجسم.

3. تجنب القيلولة الطويلة في بداية اليوم

في حين أن النوم القصير في الصباح قد يكون مفيدًا لبعض الأشخاص، إلا أنه لا يفضل عادة إذا كان الشخص قد استراح جيدًا في الليل. يمكن أن تؤدي القيلولة الطويلة في الصباح إلى التأثير على دورة النوم ليلاً، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم ليلًا.

قيلولة الطاقة في العمل

أصبحت بعض الشركات تدرك أهمية قيلولة الطاقة ودورها في تحسين الأداء الوظيفي. لذلك، بدأ البعض بتوفير أماكن مخصصة للقيلولة في أماكن العمل، خاصة في الشركات التي تشجع على الابتكار والإبداع. دراسة أجريت في جامعة كامبريدج أظهرت أن الموظفين الذين أخذوا قيلولة قصيرة أثناء العمل كانوا أكثر إنتاجية وأقل توترًا. وقد لوحظ أيضًا أن القيلولة ساعدت في تحسين صحة العاملين وتقليل إصابات العمل.

خاتمة

قيلولة الطاقة ليست مجرد استراحة قصيرة، بل هي استراتيجية فعالة لتحسين الأداء العقلي والجسدي. من خلال تحديد المدة المثلى والوقت المناسب، يمكن لقيلولة الطاقة أن تكون وسيلة فعالة لزيادة الإنتاجية، تقليل التوتر، وتحسين الصحة العامة. تعتبر هذه القيلولة من العادات التي يمكن أن تضيف فوائد صحية كبيرة للأفراد الذين يعانون من ضغوط الحياة اليومية أو الذين يبحثون عن طرق لتحسين طاقتهم خلال اليوم.