اسم صوت البومة

البومة من الطيور الليلية التي تتميز بأسلوب حياة فريد ومثير للاهتمام، وتُعد من الكائنات التي تحمل رمزية كبيرة في مختلف الثقافات والأساطير حول العالم. للبومة خصائص بيولوجية وسلوكية تميزها عن غيرها من الطيور الجارحة، ومن أبرز ما يميزها هو صوتها الذي يرتبط بسلوكها الليلي وقدرتها الفائقة على التكيف مع الظلام. يُطلق على صوت البومة اسم “نُهَام” أو “نُعَاب”، ويُستخدم هذا المصطلح اللغوي للدلالة على الأصوات التي تصدرها البومة للتواصل أو الإعلان عن وجودها. يُعرف هذا الصوت في اللغة العربية بأنه من الأصوات العميقة والمتقطعة التي تخلق أجواء غامضة خاصة في الليل.

التعريف اللغوي لصوت البومة

في اللغة العربية، يُطلق على صوت البومة عدة أسماء أشهرها “نُهَام”، وهو الصوت العميق الذي تصدره البومة في الليل. كما يُقال أيضًا “النعاب”، وهو من الأصوات التي تنطوي على نغمة منخفضة وقصيرة تتكرر بشكل منتظم خلال فترات الليل. الصوت ليس مجرد وسيلة تواصل للبومة، بل يمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجياتها في الحياة مثل تحديد المجال الحيوي وجذب الشريك وتحذير المتطفلين.

الخصائص الصوتية للبومة

يتميز صوت البومة بخصائص فريدة مقارنة بأصوات الطيور الأخرى. من أبرز هذه الخصائص:

• التردد المنخفض: غالبًا ما يكون صوت البومة عميقًا ومنخفض التردد، ما يجعله قادرًا على الانتشار لمسافات طويلة خلال الليل.

• الهدوء النسبي: على الرغم من أن صوتها مميز، إلا أن صدوره يتم بطريقة هادئة نسبيًا بالمقارنة مع طيور أخرى مثل الغربان أو الصقور.

• الإيقاع المتقطع: يصدر الصوت بشكل متقطع مع فواصل زمنية واضحة بين كل نداء وآخر.

• التنوع: هناك اختلاف في نبرة الصوت بين الأنواع المختلفة من البوم، فبعضها يُصدر أصواتًا هادرة وعالية نسبيًا، بينما يصدر البعض الآخر أصواتًا خافتة تكاد تكون همسات.

استخدامات صوت البومة في حياتها اليومية

يُعد صوت البومة من الأدوات الرئيسية التي تستخدمها هذه الطيور في أداء العديد من الوظائف الحيوية، من بينها:

1. تحديد المجال الحيوي

البومة طائر يمتلك إقليمًا خاصًا يعتبره منطقته الشخصية التي لا يسمح بتعديها. تصدر البومة صوتها “النُهَام” للإعلان عن وجودها في هذا الإقليم، وتحذير الطيور الأخرى من محاولة الاقتراب.

2. جذب الشريك

خلال موسم التزاوج، يعتمد ذكر البومة على إصدار أصوات متكررة لجذب الإناث. وتتميز هذه الأصوات بأنها أكثر تكرارًا وأطول من الأصوات العادية التي تصدرها البومة في الظروف الطبيعية.

3. تحذير المنافسين

في حال اقتراب طائر آخر أو حيوان مفترس من مجالها الحيوي، تصدر البومة أصواتًا أكثر حدةً وتكرارًا، كتحذير من العواقب في حال الاستمرار في الاقتراب.

4. التواصل بين الأفراد

تستخدم بعض أنواع البوم أصواتًا محددة للتواصل بين أفراد العائلة، خاصة بين الأم وصغارها خلال مراحل النمو المبكرة، حيث تساعد الأصوات في تحديد موقع الصغار وتوفير الحماية لهم.

الأصوات المختلفة لأنواع البوم

البوم ليس نوعًا واحدًا، بل يشمل مئات الأنواع التي تختلف فيما بينها في الحجم والشكل والموطن والسلوك. ومن الطبيعي أن تختلف أصواتها كذلك حسب النوع، ومن أشهر أنواع البوم وأصواتها ما يلي:

يُلاحظ أن لكل نوع من البوم نبرة صوتية تختلف في الحدة والسرعة والتكرار، ما يعكس تطورًا دقيقًا في كيفية استخدام هذه الأصوات في مختلف البيئات التي تعيش فيها البومة.

الجانب البيولوجي لجهاز الصوت عند البومة

يُعتبر الجهاز الصوتي لدى البومة من الأجهزة المتطورة التي تتناسب مع طبيعة حياتها الليلية. يحتوي الحنجرة عند البومة على عضلات قوية تُمكِّنها من إصدار أصوات متنوعة تختلف من حيث الحدة والجهورية. كما أن شكل التجويف الفموي وعظام الجمجمة يسهم في تضخيم الصوت ليصل لمسافات بعيدة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن البنية الهوائية للرئتين والقصبة الهوائية تلعب دورًا في التحكم بتدفق الهواء أثناء إصدار الصوت، ما يسمح للبومة بالتحكم الدقيق في توقيت الصوت ومدته.

تأثير العوامل البيئية على صوت البومة

تتأثر الأصوات التي تصدرها البومة بعدة عوامل بيئية منها:

• الطقس: في الليالي الهادئة ينتقل صوت البومة لمسافات أطول، بينما تقل المسافة في الليالي العاصفة أو الممطرة.

• نوع الموطن: في الغابات الكثيفة تصدر البومة أصواتًا منخفضة التردد حتى تتمكن من اختراق الأشجار والوصول إلى أبعد مدى ممكن. أما في المناطق المفتوحة فقد تصدر أصواتًا أعلى حدة.

• عدد الأفراد: إذا كان عدد البوم في نفس المنطقة مرتفعًا، يزداد تكرار الأصوات وتشتد حدتها للتأكيد على السيطرة الإقليمية.

الرمزية الثقافية لصوت البومة

عبر التاريخ، ارتبط صوت البومة بالعديد من الرموز الثقافية والأسطورية، خاصة في الحضارات القديمة التي أولت اهتمامًا بالغًا بالطبيعة وأصواتها. فمثلاً:

• في الثقافة العربية: كان صوت البومة يُعد نذير شؤم لدى بعض المجتمعات التقليدية، حيث كان يُعتقد أن ظهور صوتها بالقرب من المنازل يجلب الحزن والمآسي، وهذا اعتقاد لا يستند إلى أساس علمي.

• في الحضارة اليونانية القديمة: ارتبطت البومة بإلهة الحكمة “أثينا”، وكان يُعتبر ظهورها أو سماع صوتها دلالة على الحكمة والمعرفة.

• في المعتقدات الأوروبية: كان صوت البومة يُنظر إليه كمؤشر على اقتراب أحداث غير متوقعة أو تغييرات مهمة في الحياة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الرموز تختلف جذريًا من ثقافة لأخرى، وما يُعتبر نذير شؤم في مكان، قد يُعتبر رمزًا للحكمة والحماية في مكان آخر.

أنواع الأصوات التي تصدرها البومة

البومة ليست طائرًا يصدر صوتًا واحدًا فقط، بل لديها مجموعة متنوعة من الأصوات التي تختلف حسب الموقف والغرض. ومن أبرز هذه الأصوات:

1. الهدير (النُهَام)

هو الصوت الأكثر شهرة للبومة، ويصدر على شكل نداءات عميقة ومنخفضة التردد تسمع عادة خلال الليل.

2. الصفير

تصدره بعض أنواع البوم الصغيرة، وهو صوت خافت يُستخدم للتواصل بين أفراد العائلة.

3. الصرخة الحادة

يصدرها البوم عند الشعور بالخطر أو عند الدفاع عن العش، وتتميز بأنها مرتفعة وحادة.

4. الأصوات المتقطعة

تستخدمها بعض الأنواع خلال التزاوج أو عند البحث عن الطعام، وغالبًا ما تكون قصيرة ومتلاحقة.

5. الطقطقة بالفك

وهو صوت نادر تصدره البومة عند تعرضها لتهديد مباشر من حيوان مفترس أو عند الانزعاج الشديد، ويُعتقد أنه وسيلة لردع الأعداء.

الجدول التفصيلي لأسماء أصوات بعض الطيور الشائعة

هذا الجدول يساعد على توضيح الفرق بين أصوات الطيور المختلفة، ويبرز مدى تميز صوت البومة سواء من حيث الاسم أو الخصائص الصوتية.

أهمية فهم أصوات البومة في الدراسات البيئية

الاهتمام بدراسة أصوات البومة لا يقتصر على الجانب اللغوي أو الثقافي فحسب، بل يمتد ليشمل الدراسات البيئية والبحوث العلمية المتعلقة بسلوكيات الحياة البرية. تحليل الأصوات التي تصدرها البومة يُمكن أن يوفر معلومات قيمة حول صحة النظام البيئي، حيث تُعد البومة مؤشرًا حيويًا على توازن السلسلة الغذائية، خصوصًا أنها تتغذى على القوارض والحشرات التي تلعب دورًا رئيسيًا في المنظومة البيئية.

كما تُستخدم أجهزة تسجيل حديثة تعتمد على تقنيات تحديد الترددات الصوتية لرصد وجود البومة في الغابات والمناطق النائية، مما يُساعد الباحثين على تتبع أعدادها وتوزيعها الجغرافي.

خاتمة

صوت البومة المعروف بالنُهَام أو النُعَاب يحمل دلالات بيولوجية وثقافية عميقة تتجاوز مجرد كونه صوتًا يصدر من طائر ليلي. فهو أداة معقدة للتواصل والدفاع والتكاثر، وله خصائص صوتية فريدة تختلف من نوع إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى. كما أن هذا الصوت يحتل مكانة بارزة في الوعي الجمعي للعديد من الشعوب عبر العصور، حيث يمثل في بعض الأحيان رمزًا للحكمة وفي أحيان أخرى رمزًا للتشاؤم. دراسة هذا الصوت تكشف عن مدى تعقيد حياة الكائنات الليلية، وتُبرز الحاجة إلى مواصلة البحث العلمي لفهم المزيد عن الطيور الجارحة الليلية ودورها الحيوي في الحفاظ على توازن النظم البيئية.

المصادر

• معجم الحيوان – دار الفكر العربي.

• The Cornell Lab of Ornithology: Owl Sounds.