طب وصحة

فوائد شرش الزلوع الجنسية

شرش الزلوع النبتة الجنسية: فوائدها واستخداماتها وأهم الدراسات العلمية

تُعد نبتة شرش الزلوع (بالإنجليزية: Ferula hermonis) من الأعشاب الجبلية النادرة التي تنمو في المناطق المرتفعة من بلاد الشام، خاصة في لبنان وسوريا وبعض مناطق فلسطين والأردن. عُرفت هذه النبتة منذ قرون طويلة في الطب الشعبي والطب العربي القديم، لما تتميز به من خصائص منشطة ومقوية، خاصة فيما يتعلق بالصحة الجنسية عند الرجال والنساء، حتى لُقبت بـ”نبتة الفياجرا الطبيعية”.

في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بالطب البديل والعودة إلى المصادر النباتية في دعم الصحة العامة، عادت نبتة شرش الزلوع إلى الواجهة باعتبارها من أكثر النباتات شهرة في دعم الوظائف الجنسية، إضافة إلى تأثيراتها الإيجابية على الجهاز العصبي، والدورة الدموية، والتوازن الهرموني.


التصنيف النباتي والتركيب الكيميائي

الاسم العلمي: Ferula hermonis

الفصيلة: الخيمية (Apiaceae)

الجزء المستخدم: الجذر أو “الشرش”

تحتوي النبتة على مركبات كيميائية نشطة من أهمها:

  • الكومارينات

  • الفيرولاكتونات

  • الفلافونويدات

  • زيوت طيارة (Essential oils)

  • راتنجات صمغية (Resins)

  • أملاح معدنية وأحماض عضوية

التركيب الكيميائي الفريد لشرش الزلوع يمنحه تأثيراً بيولوجياً مباشراً على الأوعية الدموية، والأنسجة العصبية، والغدد الصماء، ما يجعله فعالاً في مجموعة متنوعة من الحالات الصحية، خاصة ضعف الأداء الجنسي، وخلل الرغبة الجنسية.


الموطن والانتشار

تنمو نبتة شرش الزلوع في المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 1500 متر فوق سطح البحر. وتتركز زراعتها البرية في المناطق التالية:

البلد المناطق الأكثر انتشاراً
لبنان جبل الشيخ، البقاع، عكار
سوريا جبال القلمون، السفيرة، صلنفة
فلسطين جبل الجرمق، جبال نابلس
الأردن جبال عجلون، المناطق الشمالية الشرقية

بسبب الطلب المتزايد على النبتة، تراجعت أعدادها البرية، وأُدرجت ضمن النباتات المهددة بالانقراض في بعض الدول، ما دفع البعض إلى محاولة زراعتها في بيئات مشابهة لبيئتها الأصلية.


الاستخدامات التقليدية والطبية

شرش الزلوع يُستخدم تقليدياً بطرق مختلفة، سواء في صورة مغلي الجذور، أو مسحوق مجفف، أو مستخلصات كحولية، كما دخل في تركيب بعض المكملات الغذائية الحديثة.

الاستخدامات التقليدية:

  1. منشط جنسي طبيعي للرجال والنساء

    • يُعتقد أن شرش الزلوع يزيد من تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما يحسّن الانتصاب لدى الرجال، ويزيد من الرغبة الجنسية لدى النساء.

  2. مقوٍ عام للجسم

    • يستخدمه كبار السن لاستعادة النشاط الجسدي والذهني.

  3. محسن للمزاج ومضاد للتوتر

    • يُستخدم في بعض الخلطات العشبية لعلاج الاكتئاب الخفيف والقلق العصبي.

  4. منشط للدورة الدموية

    • يعمل على توسيع الأوعية الدموية، ما يساهم في تحسين التروية الدموية للأعضاء الحيوية.


التأثيرات الجنسية لشرش الزلوع

الخاصية الأبرز لنبتة شرش الزلوع تكمن في تأثيرها القوي على الوظائف الجنسية، والتي دعمتها ملاحظات الطب الشعبي والدراسات الحديثة على حد سواء.

عند الرجال:

  • تحفيز الانتصاب: بفضل خصائصه الموسعة للأوعية الدموية والمحفزة للأعصاب.

  • زيادة الرغبة الجنسية: من خلال التأثير على مستقبلات الدوبامين والتستوستيرون.

  • تحسين جودة الحيوانات المنوية: بعض الدراسات تشير إلى تحسين عددها وحركتها.

عند النساء:

  • زيادة الرغبة الجنسية: عبر التأثير على الجهاز العصبي المركزي.

  • تحسين الدورة الدموية في الأعضاء التناسلية: مما يزيد من الاستجابة الجنسية.

  • التوازن الهرموني: المكونات الفعالة قد تؤثر إيجابياً على هرمونات الأنوثة خاصة في سن اليأس.


الدراسات العلمية الحديثة

رغم محدودية الدراسات السريرية واسعة النطاق حول شرش الزلوع، فإن عدة أبحاث مبدئية أُجريت في بلدان عربية وأوروبية أظهرت نتائج واعدة، ومنها:

  • دراسة منشورة في مجلة الطب النباتي (2010): أظهرت أن مستخلص شرش الزلوع ساهم في تحسين الأداء الجنسي لدى ذكور الفئران المخبرية، وزيادة معدل القذف والانتصاب بشكل ملحوظ مقارنة بالعينة الضابطة.

  • دراسة لبنانية (جامعة القديس يوسف – بيروت، 2015): أكدت أن تناول جرعات منتظمة من مستخلص الجذر أدى إلى تحسن ملحوظ في الرغبة الجنسية لدى الرجال الذين يعانون من ضعف جنسي غير عضوي.


طرق الاستخدام والجرعات

تختلف طرق الاستخدام بحسب الهدف، وشكل المستحضر المتوفر:

الشكل المستخدم طريقة التحضير والاستخدام
مسحوق الجذر ملعقة صغيرة في كوب ماء دافئ يومياً قبل النوم
المغلي غلي 5 غرامات من الجذر في 250 مل ماء لمدة 10 دقائق
الكبسولات 500 ملغ إلى 1000 ملغ يومياً تحت إشراف طبي
مستخلص كحولي قطرات تضاف إلى العصير أو الماء حسب التوصية

تنبيه: لا يُنصح باستخدام النبتة لفترات طويلة دون إشراف طبي، لتفادي أي تأثيرات غير مرغوبة.


الآثار الجانبية والمحاذير

رغم كونها نبتة طبيعية، فإن شرش الزلوع قد يُحدث بعض الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص، خاصة عند تناول جرعات زائدة، وتشمل:

  • ارتفاع ضغط الدم المؤقت

  • تهيج المعدة أو الإسهال

  • الصداع أو الأرق

  • الحساسية لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة

الفئات التي يجب أن تتجنب استخدامها:

  • مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم

  • الحوامل والمرضعات

  • مرضى الكلى والكبد

  • الأطفال تحت سن 18 عاماً


الفرق بين شرش الزلوع والنباتات الأخرى المنشطة جنسياً

يُخلط أحياناً بين شرش الزلوع ونباتات أخرى مثل:

النبتة الفعالية الجنسية تأثير عام على الجسم التعليق
شرش الزلوع قوي جداً منشط عصبي وقلبي فعالية مزدوجة ومركزة
الجينسنغ متوسط مقوي ومضاد إجهاد يستخدم يومياً دون آثار شديدة
الماكا معتدل توازن هرموني يُفضل للنساء بعد سن الأربعين
التريبولوس تيريستريس متوسط زيادة التستوستيرون يُستخدم كمكمل غذائي للرجال

أهمية الحفاظ على النبتة من الانقراض

يهدد التوسع العمراني وجمع الجذور الجائر استمرار هذه النبتة الطبيعية، التي تعتبر من التراث النباتي لبلاد الشام. وقد دعت عدة جهات بيئية في لبنان وسوريا إلى تنظيم عملية القطاف، وتشجيع زراعتها بشكل مستدام.

كما ظهرت مبادرات بحثية تهدف إلى استخراج المركبات الفعالة مخبرياً دون الحاجة إلى اجتثاث الجذر بالكامل، من أجل المحافظة على النبات والتنوع البيئي.


خلاصة علمية

نبتة شرش الزلوع تمتلك مزيجاً فريداً من المواد الكيميائية الطبيعية التي تجعلها من أقوى النباتات المنشطة للجهاز التناسلي والعصبي. وبينما تُظهر التجارب التقليدية والعلمية فعالية كبيرة في تحسين الأداء الجنسي والوظائف الحيوية المرتبطة به، يبقى الاستخدام الواعي والمعتدل، والمبني على إشراف طبي، أساساً في الاستفادة منها دون تعريض الجسم لأي مضاعفات أو آثار جانبية غير مرغوبة.


المراجع

  1. Journal of Ethnopharmacology, 2010. “Pharmacological investigation of Ferula hermonis extract on male sexual function in rats.”

  2. St. Joseph University Research, Beirut, Lebanon, 2015. “Preliminary evaluation of Ferula hermonis as a sexual enhancer in adult men.”