فوائد حمض الفوليك للأطفال

فوائد حبوب حمض الفوليك للأطفال

يُعد حمض الفوليك من العناصر الغذائية الحيوية التي تؤدي دورًا بالغ الأهمية في النمو والتطور السليم للأطفال، ويعرف أيضًا باسم فيتامين B9، وهو من الفيتامينات الذائبة في الماء. وعلى الرغم من أن دوره يشتهر بين النساء الحوامل في الوقاية من العيوب الخلقية للأجنة، إلا أن فوائده لا تقتصر على تلك المرحلة، بل تمتد لتشمل مراحل الطفولة، بدءًا من الرضاعة إلى مرحلة ما قبل المدرسة وما بعدها. في هذا المقال، سيتم التطرق بشكل مفصل إلى أهمية حبوب حمض الفوليك للأطفال، مع توضيح وظائفه الحيوية، وأعراض نقصه، وأفضل مصادره، وآليات تناوله، مع مراعاة جميع الجوانب المرتبطة بصحة الطفل وتغذيته السليمة.

أولاً: ما هو حمض الفوليك؟

حمض الفوليك هو الشكل الصناعي للفولات، وهو أحد فيتامينات مجموعة B، تحديدًا B9. يتوفر بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة، ويمكن الحصول عليه كمكمل غذائي على هيئة حبوب أو شراب للأطفال. يتطلب الجسم حمض الفوليك من أجل القيام بعمليات بيولوجية ضرورية مثل تكوين الحمض النووي DNA، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، وتجديد الخلايا، ودعم النمو السليم للدماغ والجهاز العصبي.

ثانياً: أهمية حمض الفوليك للأطفال

1. دعم النمو العصبي السليم

من أهم الأدوار الحيوية لحمض الفوليك في مرحلة الطفولة هو مساهمته المباشرة في تكوين الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ والنخاع الشوكي. ونظرًا لأن الأطفال في مراحل نمو متسارعة، فإن الحصول على الكمية الكافية من حمض الفوليك يساعد في تعزيز وظائف الدماغ، وتحسين مهارات التعلم، وتقوية الذاكرة، والقدرة على التركيز.

2. تكوين خلايا الدم الحمراء

يساهم حمض الفوليك في عملية تكوين خلايا الدم الحمراء في نخاع العظم، وهي الخلايا المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم. نقص حمض الفوليك قد يؤدي إلى فقر الدم (الأنيميا)، وهو شائع نسبيًا بين الأطفال، ويظهر على هيئة تعب مزمن، شحوب، صداع، وضعف التركيز.

3. تقوية الجهاز المناعي

يرتبط حمض الفوليك بتقوية جهاز المناعة بشكل غير مباشر من خلال دوره في تجديد خلايا الجسم، ومنها خلايا الدم البيضاء التي تلعب الدور الأساسي في الدفاع عن الجسم ضد العدوى. وقد يساهم نقصه في ضعف المناعة، وزيادة التعرض لنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي.

4. تعزيز النمو البدني

يُعتبر حمض الفوليك عاملًا مساعدًا في عملية الانقسام الخلوي، وهي الأساس لنمو الأنسجة والعظام والعضلات. وبالتالي، فإن توفره في النظام الغذائي للطفل يساهم في ضمان نمو بدني متوازن وصحي.

5. المساهمة في التمثيل الغذائي للبروتينات

يشارك حمض الفوليك في عمليات استقلاب الأحماض الأمينية مثل الميثيونين، وهو أمر ضروري لبناء الأنسجة والعضلات، وإنتاج الطاقة، وتطوير الإنزيمات.

ثالثاً: أعراض نقص حمض الفوليك عند الأطفال

يشكل نقص حمض الفوليك خطراً كبيرًا على الصحة العامة للأطفال، وتتعدد أعراضه وتتنوع بحسب شدة النقص، ومن أبرز هذه الأعراض:

• الشعور بالإرهاق المستمر والضعف العام

• شحوب الوجه

• تأخر النمو الجسدي والعقلي

• اضطرابات النوم

• ضعف في الشهية

• التهابات في اللسان والفم

• مشكلات في التركيز والتذكر

• انخفاض القدرة على مقاومة الأمراض

في الحالات المزمنة، قد يؤدي نقص حمض الفوليك إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل فقر الدم الكبير الأرومات (Megaloblastic Anemia)، وهي حالة تتطلب التدخل الطبي الفوري.

رابعاً: الجرعة اليومية الموصى بها للأطفال

تختلف الكمية اليومية التي يحتاجها الطفل من حمض الفوليك حسب عمره، وفيما يلي جدول يوضح الجرعات الموصى بها بحسب التوصيات الدولية:

خامساً: مصادر حمض الفوليك الغذائية

يمكن الحصول على حمض الفوليك من عدة مصادر غذائية طبيعية، كما يمكن اللجوء إلى المكملات (حبوب حمض الفوليك) في حالات الحاجة أو تحت إشراف طبي. وتشمل المصادر الطبيعية ما يلي:

1. الخضروات الورقية الداكنة

مثل السبانخ، والكرنب، والملوخية، والبقدونس. تحتوي هذه الخضروات على كميات غنية من الفولات الطبيعية.

2. البقوليات

مثل العدس، الفول، الحمص، وفاصوليا الصويا، وهي من المصادر المهمة للأطفال في الأنظمة النباتية.

3. الفواكه

وخاصة الحمضيات مثل البرتقال، واليوسفي، بالإضافة إلى الموز والأفوكادو.

4. الحبوب الكاملة

كالقمح الكامل، الشوفان، والأرز البني.

5. البيض

يحتوي صفار البيض على كمية جيدة من حمض الفوليك، كما يعد خيارًا غذائيًا ممتازًا للأطفال.

6. منتجات الألبان

الجبن والحليب قد يساهمان بشكل جزئي في تأمين احتياجات الطفل من الفيتامينات، ومنها حمض الفوليك.

سادساً: استخدام حبوب حمض الفوليك للأطفال

في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء باستخدام مكملات حمض الفوليك على شكل حبوب أو قطرات، خصوصًا عندما لا يتمكن الطفل من الحصول على الكمية الكافية من خلال النظام الغذائي. تشمل هذه الحالات:

• الأطفال الذين يعانون من سوء امتصاص في الجهاز الهضمي

• الأطفال المصابون بفقر الدم أو سوء التغذية

• الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض الكبد أو الكلى

• بعد الجراحات أو الإصابات التي تتطلب تجدد الخلايا بسرعة

ينبغي دائمًا تناول حبوب حمض الفوليك تحت إشراف طبيب مختص، حيث أن الجرعة الزائدة قد تؤدي إلى أعراض جانبية غير مرغوبة، مثل الغثيان، واضطرابات المعدة، أو التأثير على امتصاص فيتامين B12.

سابعاً: العلاقة بين حمض الفوليك والتطور العقلي للأطفال

تشير عدة دراسات حديثة إلى أن وجود مستويات كافية من حمض الفوليك في جسم الطفل يرتبط بتحسين الأداء المعرفي، مثل سرعة البديهة، ومهارات التفكير المنطقي، والقدرة على حل المشكلات. كما أن نقص هذا الفيتامين في المراحل الحرجة من النمو قد يؤدي إلى تراجع في المهارات اللغوية، وتأخر في اكتساب القدرات المعرفية.

ثامناً: دور حمض الفوليك في الوقاية من بعض المشكلات الصحية

1. الوقاية من التشوهات الخلقية

يبدأ دور حمض الفوليك حتى قبل الولادة، حيث يمنع التشوهات الخلقية في الأنبوب العصبي عند الجنين، ولذلك تُوصى الأمهات الحوامل بالحصول عليه. أما بالنسبة للأطفال، فهو يواصل دوره في ضمان سلامة تطور الأعصاب.

2. دعم صحة القلب

يساعد حمض الفوليك على خفض مستويات الهوموسيستين في الدم، وهو حمض أميني يرتبط ارتفاعه بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب مستقبلاً.

3. تقليل مخاطر السرطان

تشير بعض الأبحاث إلى أن حمض الفوليك يساهم في تقليل خطر حدوث طفرات في الحمض النووي قد تؤدي إلى نشوء السرطان.

تاسعاً: الفئات التي تحتاج اهتماماً خاصاً بمدخول حمض الفوليك

• الأطفال النباتيون الذين لا يتناولون اللحوم

• الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الامتصاص

• الأطفال في مرحلة التعافي بعد الأمراض أو العمليات الجراحية

• الأطفال الذين يتناولون بعض الأدوية التي تقلل امتصاص حمض الفوليك مثل مضادات الصرع

عاشراً: إرشادات عامة حول تناول حمض الفوليك للأطفال

• ينصح بإجراء فحوصات دورية لمستوى فيتامين B9 في الدم خصوصاً في حال وجود أعراض نقص.

• يجب عدم إعطاء أي مكمل غذائي بدون وصفة أو استشارة الطبيب.

• من الأفضل التركيز على النظام الغذائي المتوازن كخيار أول لتوفير هذا الفيتامين.

• يُفضل شراء المكملات المخصصة للأطفال والتي تأتي على شكل شراب أو أقراص قابلة للمضغ.

المراجع:

1. National Institutes of Health – Office of Dietary Supplements. Folate Fact Sheet

2. World Health Organization – Micronutrient deficiencies database.