فوائد الماء للأطفال
يُعد الماء من أهم العناصر التي يحتاجها جسم الإنسان للحفاظ على وظائفه الحيوية، ويُعتبر أساسياً لصحة الأطفال ونموهم السليم. إن الحفاظ على ترطيب جسم الطفل بشكل مستمر يساهم في تعزيز نموه الجسدي والعقلي، ويدعم نشاطه اليومي، إضافة إلى كونه عاملاً مهماً في الوقاية من العديد من الأمراض. في هذا المقال سنستعرض بشكل مفصل فوائد الماء للأطفال، وأهمية شربه بانتظام، والكمية المناسبة، إلى جانب تأثيره على الصحة العامة والوظائف الحيوية في جسم الطفل.
أهمية الماء في جسم الطفل
يشكل الماء حوالي 70% من جسم الإنسان البالغ، أما في جسم الأطفال فهو قد يصل إلى 75% أو أكثر، وهو ما يدل على أهمية توفير كمية كافية من الماء للأطفال يومياً. الماء هو الوسط الذي تتم فيه جميع التفاعلات الكيميائية الحيوية داخل خلايا الجسم، ويساعد على نقل المواد الغذائية والأكسجين إلى خلايا الجسم، كما يساعد على التخلص من الفضلات والسموم من خلال البول والعرق.
بجانب دوره في عمليات الأيض المختلفة، يساهم الماء في تنظيم درجة حرارة الجسم، حيث يعمل كوسيط تبريد خلال فترات ارتفاع الحرارة أو عند القيام بأنشطة بدنية.
الفوائد الصحية للماء للأطفال
1. دعم نمو الدماغ وتطوره
يُعتبر الدماغ العضو الأكثر حساسية لنقص الماء، حيث أن الجفاف حتى ولو كان بسيطاً يؤدي إلى تراجع التركيز والذاكرة لدى الأطفال. الماء يساعد على الحفاظ على التوازن الكهربائي في خلايا الدماغ، ويُعزز من كفاءتها في أداء الوظائف المعرفية مثل التفكير، الانتباه، وحل المشكلات.
2. تعزيز الهضم ومنع الإمساك
الماء يسهل عملية الهضم عبر إذابة الألياف الغذائية وتحريكها داخل الأمعاء، ما يمنع حدوث الإمساك الذي يُعد مشكلة شائعة بين الأطفال. كما يساعد الماء في إنتاج العصارات الهضمية التي تساهم في تكسير الغذاء وامتصاص العناصر الغذائية المهمة.
3. تنظيم درجة حرارة الجسم
الأطفال عرضة لتغيرات حرارة الجسم بشكل أسرع من البالغين، لذا فإن شرب الماء بشكل منتظم يساهم في تبريد الجسم عبر التعرق وتبخر العرق، ما يحميهم من الإجهاد الحراري.
4. دعم الجهاز المناعي
الترطيب الجيد يحافظ على رطوبة الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، والتي تعد خط الدفاع الأول ضد الجراثيم والفيروسات. كذلك يساهم الماء في تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية ما يُعزز من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
5. تحسين وظائف الكلى
الكلى تلعب دوراً محورياً في تصفية الدم وإزالة الفضلات عن طريق البول، والماء هو العامل الأساسي الذي يساعد في هذه العملية. شرب الماء بكميات كافية يقلل من خطر الإصابة بحصى الكلى أو التهابات المسالك البولية التي قد تصيب الأطفال.
كمية الماء المناسبة للأطفال
تختلف كمية الماء التي يحتاجها الطفل حسب العمر، النشاط البدني، المناخ، والحالة الصحية. وفيما يلي جدول يوضح الكميات التقريبية اليومية الموصى بها:
| العمر | الكمية الموصى بها يومياً (ملليلتر) |
|---|---|
| الرضع حتى 6 أشهر | 700 – 800 (من حليب الأم أو الحليب الصناعي) |
| من 6 إلى 12 شهراً | 800 – 1000 |
| من 1 إلى 3 سنوات | 1200 – 1400 |
| من 4 إلى 8 سنوات | 1600 – 1800 |
| من 9 إلى 13 سنة | 2100 – 2500 |
| من 14 إلى 18 سنة | 2500 – 3000 |
ملاحظة: هذه الكميات تشمل الماء الموجود في الطعام والمشروبات الأخرى، وليس الماء فقط.
نصائح لتعزيز تناول الماء عند الأطفال
-
توفير مياه نظيفة وصحية: يجب التأكد من جودة الماء المقدم للأطفال وعدم احتوائه على ملوثات.
-
تقديم الماء بطرق جذابة: يمكن استخدام أكواب ملونة أو زجاجات مزينة لجذب الطفل.
-
تقديم الماء بانتظام: يجب تعويد الطفل على شرب الماء طوال اليوم وليس فقط عند الشعور بالعطش.
-
تقليل استهلاك العصائر والمشروبات الغازية: لأنها قد تؤدي إلى تقليل رغبة الطفل في شرب الماء.
آثار نقص الماء على صحة الأطفال
نقص الماء أو الجفاف قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة عند الأطفال بسبب سرعة فقدانهم للسوائل مقارنة بالبالغين. من الأعراض التي تظهر عند الأطفال المصابين بالجفاف:
-
جفاف الفم واللسان
-
قلة التبول أو غياب البول
-
العينان الغائرتان
-
انخفاض نشاط الطفل أو شعوره بالتعب الشديد
-
في الحالات الشديدة قد يؤدي الجفاف إلى مشاكل في وظائف القلب والكلى
لذلك من الضروري متابعة علامات الجفاف والتأكد من حصول الطفل على كمية كافية من السوائل.
تأثير الماء على الصحة النفسية والنمو الحركي
الماء له تأثير مباشر على الصحة النفسية للأطفال، حيث أن الترطيب الجيد يعزز من القدرة على التركيز والانتباه، ويقلل من التهيج والتعب. علاوة على ذلك، فإن الأطفال الذين يحصلون على كمية كافية من الماء يحققون أداءً أفضل في الأنشطة الحركية ويكون لديهم طاقة أكثر لممارسة الرياضة واللعب.
الماء ودوره في الوقاية من الأمراض المزمنة
ترطيب الجسم بشكل كافٍ في سن الطفولة يساهم في الوقاية من بعض الأمراض المزمنة التي قد تظهر لاحقاً في الحياة مثل:
-
أمراض الكلى
-
ارتفاع ضغط الدم
-
بعض أمراض الجهاز الهضمي
-
مشاكل في العظام والمفاصل بسبب نقص المعادن المصاحبة لنقص الماء
الوقاية تبدأ بالحرص على توفير الماء للأطفال بشكل مستمر لضمان صحة سليمة مستدامة.
الخلاصة
الماء هو عنصر أساسي للحياة ولصحة الأطفال بشكل خاص. يلعب دوراً مهماً في دعم وظائف الجسم الحيوية، نمو الدماغ، تعزيز الجهاز المناعي، وتحسين الهضم. الاهتمام بتوفير مياه نظيفة وبكميات كافية، وتشجيع الأطفال على شرب الماء بانتظام يضمن لهم حياة صحية ونمو متوازن. نقص الماء له تأثيرات سلبية مباشرة على صحة الطفل، لذلك يجب على الأهل والمربين الحرص على متابعة ترطيب الأطفال في جميع الأوقات.
المصادر والمراجع
-
Mayo Clinic – Children’s Hydration Needs: https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/childrens-health/in-depth/kids-hydration/art-20047449
-
Centers for Disease Control and Prevention (CDC) – Water and Nutrition for Children: https://www.cdc.gov/nutrition/data-statistics/know-your-limit-for-added-sugars.html
