8 بلدان تمتلك أكبر مساحة مياه داخلية في العالم
تُعد المسطحات المائية الداخلية جزءًا أساسيًا من الجغرافيا الطبيعية في أي دولة، حيث تشكل الأنهار والبحيرات والمستنقعات جزءًا كبيرًا من البيئة والموارد المائية المتاحة. تلعب هذه المياه دورًا محوريًا في توفير الموارد المائية للشرب والزراعة والصناعة، وتعتبر أيضًا محركات رئيسية للنقل والتنقل، فضلاً عن كونها مراكز للحياة البرية والتنوع البيولوجي. فيما يلي، نعرض أهم 8 دول تمتلك أكبر مساحة مياه داخلية، والتي تضم بحيرات وأنهارًا ومسطحات مائية داخلية شاسعة تؤثر بشكل كبير على بيئتها الاقتصادية والاجتماعية.
1. روسيا: عاصمة المياه الداخلية
تعتبر روسيا من أكبر الدول التي تمتلك مسطحات مائية داخلية. تمتد بحيرات وأنهار روسيا عبر أراضيها الشاسعة، مما يجعلها من أكبر بلدان العالم من حيث المساحة المائية الداخلية. تقدر المساحة المائية الداخلية في روسيا بأكثر من 4 مليون كيلومتر مربع. من أبرز هذه المسطحات المائية بحيرة “بايكال”، التي تعد أعمق بحيرة في العالم وأكثرها نقاءً. إذ تحتفظ بحيرة بايكال بنحو 20% من المياه العذبة غير المتجمدة في العالم، وهي لا تعد فقط من عجائب الطبيعة، بل تعد أيضًا موروثًا بيئيًا هائلًا.
إلى جانب بحيرة بايكال، تمتلك روسيا العديد من الأنهار الكبيرة مثل نهر الفولغا، الذي يعد أطول نهر في أوروبا ويجري عبر مناطق صناعية وزراعية هامة. هذه الأنهار والبحيرات لا تقتصر فقط على كونها منابع للمياه، بل هي طرق حيوية للنقل والمواصلات أيضًا.
2. كندا: البحيرات الكبرى
تعد كندا واحدة من أكثر دول العالم التي تمتلك مياهًا داخلية وفيرة، حيث تضم بحيرات كبرى تعتبر من أكبر البحيرات في العالم من حيث الحجم والمساحة. تمتلك كندا حوالي 31,000 بحيرة داخلية كبيرة، وتعد بحيرة “أنتاريو” واحدة من أكبر البحيرات العذبة في العالم، كما تضم المنطقة الشمالية لكندا العديد من البحيرات التي تحتوي على أكبر احتياطي من المياه العذبة في العالم.
إضافة إلى البحيرات، تتسم كندا بشبكة ضخمة من الأنهار، مثل نهر “سانت لورانس” الذي يعد واحدًا من أطول الأنهار في العالم. المياه العذبة في كندا تمثل نحو 20% من احتياطي المياه العذبة غير المتجمدة على كوكب الأرض، مما يجعلها واحدة من أبرز الدول التي تعتمد على مواردها المائية الداخلية لتلبية احتياجاتها من المياه.
3. الولايات المتحدة الأمريكية: التنوع المائي
الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من حجمها الكبير الذي يشمل مساحات جغرافية متنوعة، تمتلك أيضًا مسطحات مائية داخلية هائلة. تشتهر البلاد بشبكة الأنهار الكبيرة، مثل نهر “ميسيسيبي” الذي يعد من أطول الأنهار في العالم ويمتد عبر معظم الأراضي الأمريكية. يعد نهر “ميسوري” أحد فروعه الرئيسية. كما يمر نهر “كالورادو” عبر العديد من الولايات ويمثل موردًا حيويًا لمياه الشرب والزراعة في الجنوب الغربي للبلاد.
وبالإضافة إلى الأنهار، تحتوي الولايات المتحدة على العديد من البحيرات الكبرى مثل بحيرة “سوبيريور” وبحيرة “ميشيغان”، وهما من أكبر البحيرات العذبة في العالم من حيث الحجم. تتمتع هذه البحيرات بأهمية بيئية واقتصادية بالغة، حيث توفر المياه للملايين من السكان وتدعم النشاطات الاقتصادية المختلفة مثل الصيد والنقل البحري.
4. الصين: المياه الداخلية المتنوعة
تعتبر الصين واحدة من أكبر الدول التي تمتلك مساحات شاسعة من المياه الداخلية، مع شبكة ضخمة من الأنهار والبحيرات. يعتبر نهر “اليانغتسي” أطول نهر في الصين وأحد أطول الأنهار في العالم، ويمتد عبر مسافة كبيرة من أراضي الصين. نهر “هوانغ هي” هو الآخر نهر رئيسي في الصين وله دور مهم في الزراعة والنقل. تقدم هذه الأنهار أيضًا موارد مياه ضخمة للعديد من الصناعات.
أما بالنسبة للبحيرات، فالصين تضم بحيرات شاسعة مثل بحيرة “بويانغ” وبحيرة “تايهو”، التي تعتبر من بين الأكبر في آسيا. تمتاز هذه البحيرات بتنوع الحياة البرية والنظم البيئية الفريدة التي تحتوي عليها، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من البيئة الصينية.
5. البرازيل: الأنهار العظيمة
البرازيل تعد واحدة من أكبر الدول في العالم التي تمتلك مياهًا داخلية، وذلك بسبب النظام النهري الضخم الذي يشمل نهر “أمازون”، الذي يعد من أكبر الأنهار في العالم من حيث التدفق. يمتد نهر الأمازون عبر مناطق غابات الأمازون الاستوائية التي تعد من أهم البيئات الطبيعية على سطح الأرض. توفر مياه هذا النهر إمكانيات كبيرة للتنقل والصيد والزراعة.
إضافة إلى نهر الأمازون، تمتلك البرازيل العديد من الأنهار الكبرى الأخرى مثل نهر “بارانا”، الذي يشكل جزءًا مهمًا من الشبكة المائية في جنوب أمريكا الجنوبية. هذه الأنهار تعد من أكبر مصادر المياه العذبة في العالم، مما يجعلها ذات تأثير كبير في التنمية الاقتصادية للبلاد.
6. الهند: ممرات المياه المقدسة
تمثل الهند أحد البلدان التي تتمتع بمساحات مائية كبيرة، تضم العديد من الأنهار الكبيرة مثل نهر “الغانغ” الذي يعتبر أحد الأنهار المقدسة في الديانة الهندوسية. يعبر نهر “الغانغ” العديد من المناطق المأهولة بالسكان، ويعد مصدرًا حيويًا للمياه الزراعة والشرب.
إلى جانب نهر الغانغ، تضم الهند العديد من الأنهار الأخرى مثل نهر “البرانتي” ونهر “التابتي”. هذه الأنهار تعد من أهم مصادر المياه في الهند وتساهم بشكل كبير في الزراعة والتجارة والنقل.
7. الأرجنتين: المياه الكبيرة في الجنوب
تعد الأرجنتين من أكبر الدول التي تمتلك مساحات مائية داخلية في أمريكا الجنوبية. يمتد نهر “بارانا” عبر الأرجنتين ويمثل جزءًا من شبكة أنهار ضخمة، وهو من أطول الأنهار في القارة. نهر “أوروغواي” هو الآخر يمثل جزءًا من هذه الشبكة المائية ويعد مصدرًا رئيسيًا للمياه في الأرجنتين. تُعد الأنهار في الأرجنتين من المصادر الحيوية للمياه العذبة.
أما بالنسبة للبحيرات، فإن الأرجنتين تضم العديد من البحيرات الكبيرة في جنوب البلاد، مثل بحيرة “ريكوك” التي تعتبر واحدة من أكبر البحيرات في منطقة باتاغونيا. هذه البحيرات تشكل جزءًا من البيئة الطبيعية الغنية التي تتمتع بها الأرجنتين.
8. كازاخستان: المياه الشاسعة في وسط آسيا
كازاخستان، التي تعتبر أكبر دولة غير ساحلية في العالم، تمتلك مساحة كبيرة من المياه الداخلية التي تشمل الأنهار والبحيرات الكبرى. تعد بحيرة “بحر آرال” واحدة من أكبر البحيرات الداخلية في العالم، بالرغم من أن هذه البحيرة عانت من التقلص الكبير في السنوات الأخيرة بسبب استنزاف المياه لأغراض الزراعة. على الرغم من هذا التقلص، لا يزال “بحر آرال” واحدًا من أكبر المسطحات المائية الداخلية في كازاخستان.
إضافة إلى بحر آرال، تمتلك كازاخستان العديد من الأنهار مثل نهر “إيرتيش” الذي يعبر الأراضي الكازاخية ويمثل مصدرًا رئيسيًا للمياه العذبة.
خاتمة
تعتبر المسطحات المائية الداخلية من الأصول الطبيعية الهامة التي تساهم بشكل كبير في تطوير اقتصاديات الدول. من خلال الأنهار والبحيرات الضخمة، تسهم هذه الدول في تلبية احتياجاتها المائية الزراعية والصناعية، فضلاً عن توفير بيئات غنية ومتنوعة تدعم الحياة البرية والتنوع البيولوجي. رغم التحديات التي قد تواجه بعض الدول في إدارة هذه الموارد المائية، تظل المسطحات المائية الداخلية جزءًا لا غنى عنه في استدامة الحياة البشرية والبيئية على مستوى العالم.
