كيفية صلاة الشفع والوتر: أركانها وأحكامها
تعتبر صلاة الشفع والوتر من السنن المؤكدة التي وردت في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على الإكثار من أدائها في الليل، لما فيها من فضل عظيم وثواب كبير. ومن خلال هذا المقال، سنستعرض كيفية أداء صلاة الشفع والوتر بالتفصيل، مع التركيز على الأركان، والأحكام، والآداب المتعلقة بهما.
تعريف صلاة الشفع والوتر
-
صلاة الشفع: هي صلاة ركعتين يُصلى فيهما على هيئة الركعات المعتادة، وهي ركعتان تتمان بعد صلاة العشاء.
-
صلاة الوتر: هي صلاة ذات عدد فردي، ولا سيما أنها غالبًا تكون ركعة واحدة، وهي تأتي بعد صلاة الشفع. يُعتبر الوتر من أحب الصلاة إلى الله، حيث ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب عليها.
تُؤدى صلاة الشفع والوتر في الليل بعد صلاة العشاء، وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله وتر يحب الوتر” (رواه مسلم).
فضل صلاة الشفع والوتر
صلاة الشفع والوتر تعتبر من العبادات التي تقرب المسلم إلى ربه، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر من هذه الصلاة ويحث أمته عليها. فهي تعتبر من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن أن يتقرب بها العبد إلى الله، ولذلك فإنه لا يجوز التقاعس عن أدائها لما لها من فضل كبير وثواب عظيم.
تؤدى صلاة الوتر بعد الشفع، ويُفضل أن تكون في آخر الليل، ولكن يمكن أداؤها في أي وقت من الليل حتى قبيل الفجر.
كيفية أداء صلاة الشفع والوتر
أولًا: صلاة الشفع
صلاة الشفع تتكون من ركعتين، وتؤدى كما تؤدى باقي صلوات النافلة مع بعض الفروق البسيطة في الآداب.
-
النية: يُستحب للمسلم أن ينوي أداء صلاة الشفع بنية قربة إلى الله، مع الحرص على الإخلاص في العبادة.
-
القيام: يبدأ المسلم بالصلاة قائماً في ركعتين متتابعتين. في الركعة الأولى، يقرأ بعد الفاتحة أي سورة من سور القرآن الكريم، ويُستحب أن يقرأ سورة قصيرة مثل سورة الإخلاص أو سورة الفلق، ثم يركع ويسجد كما هو الحال في الصلاة المفروضة.
-
التشهد: بعد السجدة الثانية في الركعة الثانية، يجلس المسلم للتشهد الأخير في الصلاة ويقول التشهد: “التحيات لله والصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.”
-
التسليم: بعد التشهد، يسلم المسلم في نهاية الصلاة.
ثانيًا: صلاة الوتر
بعد إتمام صلاة الشفع، تأتي صلاة الوتر، وهي صلاة ركعة واحدة تكون فردية، وتؤدى بعد الشفع. يُستحب في صلاة الوتر أن يكثر العبد من الدعاء والتضرع إلى الله.
-
النية: كما في صلاة الشفع، يجب على المسلم أن ينوي أداء صلاة الوتر من أجل القربة إلى الله.
-
القيام: في صلاة الوتر، يقرأ المسلم الفاتحة في الركعة الواحدة ثم يقرأ سورة قصيرة من القرآن الكريم بعد الفاتحة. وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة “الإخلاص” في الوتر.
-
الركوع والسجود: كما في صلاة الشفع، بعد قراءة السورة، يركع المسلم ثم يسجد.
-
الدعاء بعد الركعة: بعد السجدة الثانية، يُستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى بالدعاء الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال في الوتر: “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.”
-
التشهد: في آخر الوتر، يجلس المسلم للتشهد، وفي حال كان الوتر ركعة واحدة، لا يقعد للتشهد الأوسط.
-
التسليم: يتم التسليم بعد التشهد الأخير.
وقت أداء صلاة الشفع والوتر
-
وقت الشفع: وقت صلاة الشفع يمتد من بعد صلاة العشاء حتى قبيل الفجر، ويُفضل أداءها بعد صلاة العشاء مباشرة أو في آخر الليل.
-
وقت الوتر: يُفضل أداء صلاة الوتر في آخر الليل، وقبل أن تشرق الشمس، ولكن إذا تعذر ذلك يمكن أداءها بعد صلاة العشاء مباشرة.
عدد ركعات الوتر
صلاة الوتر تعتبر فردية، وفي الغالب تؤدى بركعة واحدة، ولكن يمكن أداء الوتر بثلاث ركعات أو أكثر، بحسب ما يناسب المسلم. أما إذا كانت صلاة الوتر ثلاث ركعات، فيستحب أن يسلم المسلم بعد الركعتين الأولى، ثم يعاود الصلاة في الركعة الثالثة، ولا يُسن أن يسلّم بين الركعات في صلاة الوتر إلا في حال كانت ثلاثية.
كيفية صلاة الوتر بثلاث ركعات
عند أداء صلاة الوتر بثلاث ركعات، يتبع المسلم الآتي:
-
يُصلى المسلم ركعتين بعد العشاء.
-
في الركعة الثالثة، يقوم المسلم بقراءة الفاتحة، ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم.
-
بعد السجدة الثانية، يقوم للتشهد ويقرأ الدعاء بعده كما ذكرنا في ركعة الوتر.
أحكام صلاة الشفع والوتر
هناك بعض الأحكام التي تتعلق بصلاة الشفع والوتر، ومنها:
-
إلغاء الصلاة إذا نام المسلم: إذا نام المسلم قبل أداء صلاة الوتر، فإنه يمكنه أن يصليها في أي وقت من الليل حتى قبيل الفجر.
-
إدخال الصلاة في بداية الليل: يجوز للمسلم أداء صلاة الوتر في بداية الليل، ولكن الأفضل أن تؤدى في آخر الليل كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-
عدم الإكراه على الوتر: على الرغم من أن صلاة الوتر سنَّة مؤكدة، إلا أنه لا يُطالب المسلم بأدائها إذا كان لا يستطيع بسبب ظروف صحية أو غيرها.
الخاتمة
صلاة الشفع والوتر هي من أفضل السنن التي يمكن أن يؤديها المسلم لزيادة القرب من الله سبحانه وتعالى، وهي فرصة عظيمة للتوبة، والتضرع، والدعاء. إن المداومة على هذه الصلاة تجعل المسلم في حالة من الاتصال الروحي المتواصل مع ربه، كما أن أداءها بشكل مستمر يعين المسلم على زيادة الصلاح والبركة في حياته.
