فوائد العسل على سرة الأطفال

فوائد وضع العسل على السرة للأطفال

يُعد العسل من أقدم العلاجات الطبيعية التي استخدمت على مر العصور في مجالات متعددة مثل الطب الشعبي والتجميل والتغذية. وقد ازدادت في الآونة الأخيرة الممارسات التي تتجه نحو الطب البديل والطب التكميلي، ومنها وضع العسل على مناطق معينة من الجسم بهدف الاستفادة من خصائصه العلاجية. ومن أبرز هذه الممارسات وضع العسل على السرة، وهي تقنية قديمة تعود إلى الطب التقليدي الصيني والهندي. وتُثار تساؤلات حول جدوى هذه الطريقة بالنسبة للأطفال على وجه الخصوص، إذ يشير بعض الممارسين إلى فوائد محتملة لوضع العسل على سرة الطفل.

تستند هذه الفكرة إلى أن السرة، وهي نقطة مركزية في الجسم متصلة عبر الأعصاب والأوعية مع عدد كبير من الأعضاء الداخلية، يمكن أن تُستعمل كوسيلة لتوصيل المواد الطبيعية إلى الجسم، فيُعتقد أن امتصاص العناصر الفعالة من خلال الجلد في هذه المنطقة قد يُساهم في تحسين الحالة الصحية العامة. وفي هذا السياق، يقدم العسل بمكوناته الفريدة إمكانات متعددة للعناية بصحة الطفل، لا سيما إذا تم استعماله بحذر وتحت إشراف طبي.

التركيب الكيميائي للعسل وتأثيراته المحتملة

يحتوي العسل الطبيعي الخام على مزيج غني من السكريات الأحادية (الفركتوز والغلوكوز)، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة، والأحماض الأمينية، والمعادن (مثل الزنك والبوتاسيوم والمغنيسيوم)، والفيتامينات (مثل فيتامين C وبعض فيتامينات B). كما يتميز العسل بخواصه المضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات، فضلاً عن قدرته على تهدئة الالتهابات وتحفيز تجديد الأنسجة.

عند وضع العسل على السرة، فإن هذه المواد قد تُمتص جزئياً عبر الجلد، وتُؤثر على الجسم بطرق غير مباشرة. وعلى الرغم من محدودية الدراسات العلمية الدقيقة التي تُوثق هذه الفوائد للأطفال، إلا أن بعض التقارير والممارسات التقليدية تشير إلى تحسن في بعض الحالات الصحية.

الفوائد المحتملة لوضع العسل على السرة للأطفال

1. تحسين النوم والتهدئة

يعتقد أن وضع العسل على السرة قبل النوم يساعد في تهدئة الجهاز العصبي لدى الطفل، ما يُسهم في تحسين جودة النوم. يعود ذلك إلى تأثير العسل في تعزيز إفراز السيروتونين والميلاتونين، وهما هرمونان مسؤولان عن تنظيم النوم والمزاج.

2. تعزيز المناعة

العسل معروف بخصائصه المضادة للميكروبات، وعند وضعه على السرة قد يعمل على تحفيز الجسم من خلال امتصاص مضادات الأكسدة والمواد المحفزة للمناعة. هذا قد يُساعد في الوقاية من نزلات البرد والعدوى الفيروسية المتكررة عند الأطفال.

3. المساعدة في تخفيف آلام المغص

المغص عند الأطفال، لا سيما الرضّع، يُعد من الحالات الشائعة والمزعجة. ويُقال إن العسل عندما يوضع على سرة الطفل قد يساعد في تخفيف المغص والانزعاج الهضمي، إذ يعتقد أن امتصاص المكونات النشطة قد يُهدئ من التشنجات المعوية ويُحسّن حركة الأمعاء.

4. تنظيم حرارة الجسم

في الطب التقليدي، تُستخدم السرة كنقطة لتوزيع الحرارة في الجسم. ويعتقد بعض المعالجين أن العسل قادر على تحقيق التوازن في حرارة الجسم، ما يُفيد في حالات الحمى أو البرودة الشديدة عند الأطفال.

5. تحسين صحة الجلد والبشرة

العسل يمتاز بخصائصه المغذية للبشرة، كما يساعد في تجديد الخلايا والتئام الجروح. عند تطبيقه على السرة، يمكن أن يُفيد في ترطيب هذه المنطقة وتقليل التهيجات الجلدية أو الالتهابات الموضعية.

6. المساعدة في فتح الشهية

هناك إشارات في الطب الشعبي إلى أن وضع العسل على السرة قد يُحسّن من شهية الطفل للطعام، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من فقدان الشهية أو النحافة. يُعتقد أن هذا التأثير ناتج عن تنشيط بعض الأعصاب المرتبطة بالجهاز الهضمي.

الطريقة الصحيحة لاستخدام العسل على سرة الأطفال

لضمان الفعالية وتجنّب أي آثار جانبية محتملة، يجب اتباع خطوات دقيقة عند استخدام العسل على السرة:

1. اختيار العسل الطبيعي الخام: يُفضل استخدام العسل العضوي غير المعالج حرارياً، لضمان احتوائه على المواد الفعالة بكامل تركيزها.

2. تنظيف السرة جيداً: يجب تنظيف السرة بلطف باستخدام قطن مبلل بماء فاتر وتجفيفها بلطف قبل وضع العسل.

3. تطبيق كمية صغيرة: يُوضع مقدار بسيط جداً من العسل (بحجم حبة العدس) على السرة.

4. تغطية المنطقة: يمكن وضع قطعة من الشاش النظيف أو لاصق طبي لتغطية المنطقة، وتُترك لمدة تتراوح بين 30 دقيقة وساعة، أو حسب إرشادات الطبيب.

5. تجنب الاستخدام المتكرر: يُفضل ألا تتكرر هذه العملية أكثر من مرتين أسبوعياً، خاصة للأطفال دون العام الواحد.

6. مراقبة رد الفعل الجلدي: في حال حدوث أي احمرار أو تهيج، يجب التوقف فوراً واستشارة طبيب الأطفال.

الجدول التالي يوضح أهم الفوائد المحتملة مع التفسير العلمي المبني على مكونات العسل:

ملاحظات مهمة تتعلق بسلامة استخدام العسل للأطفال

رغم الفوائد المذكورة، توجد بعض التحذيرات المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند استخدام العسل، خاصة عند الأطفال:

• عدم استخدام العسل للأطفال دون عمر السنة: بسبب خطر الإصابة بالتسمم الغذائي الناتج عن Clostridium botulinum، وهي بكتيريا قد توجد في العسل النيء. لذا يُمنع استخدامه للأطفال الرضّع بأي شكل، سواء عبر الفم أو الجلد.

• ضرورة تجربة حساسية موضعية: يُنصح باختبار كمية صغيرة من العسل على منطقة أخرى من الجلد (مثل خلف الأذن) قبل وضعه على السرة، للتأكد من عدم وجود تحسس.

• الابتعاد عن الاستخدام العشوائي: لا يُفضل اعتماد هذه الطريقة كبديل كامل للعلاج الطبي، بل تُستخدم كعامل مساعد بإشراف الطبيب.

رأي الطب الحديث مقابل الطب التقليدي

في الوقت الذي يشكك فيه الطب الحديث في بعض الممارسات المرتبطة بوضع المواد الطبيعية على السرة بسبب قلة الأدلة السريرية الدقيقة، نجد أن الطب التقليدي الصيني والأيورفيدا يدعمان بقوة مثل هذه الممارسات، حيث يُنظر إلى السرة كمركز مهم للطاقة الحيوية والتوازن الداخلي في الجسم.

يشير بعض الأطباء من أنصار الطب التكاملي إلى أن الجلد في منطقة السرة رقيق، ويمكنه امتصاص بعض المركبات المفيدة، لكنهم يشددون على أن هذا الامتصاص لا يصل إلى مستوى الامتصاص الجهازي الذي يحدث عبر الفم أو الحقن.

خاتمة تحليلية

يظل وضع العسل على السرة للأطفال ممارسة محاطة بالكثير من الجدل العلمي، تتأرجح بين التأييد الشعبي المستند إلى التجربة، والتحفظ الطبي المستند إلى غياب الأدلة القاطعة. ومع ذلك، فإن استخدام العسل الخارجي على الجلد مع اتخاذ احتياطات السلامة لا يُعد خطيراً في المجمل للأطفال فوق عمر السنة، لا سيما إذا تم استعماله باعتدال ولأغراض مثل التهدئة أو الترطيب.

ولأن العسل يحتوي على عناصر فعالة حيوية، يمكن اعتباره خياراً طبيعياً داعماً في بعض الحالات، بشرط عدم الاعتماد عليه كبديل للعلاج الطبي التقليدي، ومراعاة الحالة الصحية العامة للطفل، وعمره، ومدى تحسسه من المواد الطبيعية.

المراجع:

1. National Center for Complementary and Integrative Health (NCCIH) – “Honey: Historical Uses and Current Evidence”

2. Mayo Clinic – “Is it safe to give honey to my baby?”