فوائد الدراق الصحية المدهشة

فوائد الدراق الصحية والغذائية الشاملة

يُعتبر الدُراق من الفواكه الصيفية اللذيذة والمحبوبة حول العالم، وينتمي إلى فصيلة الورديات التي تضم أيضاً الخوخ والمشمش والكرز. يتميز الدراق بلونه البرتقالي المحمر، وملمسه المخملي، ومذاقه العطري الحلو. ومع أنه غالبًا ما يُستهلك كفاكهة منعشة، إلا أن الدراق يتعدى كونه مجرد ثمرة لذيذة إلى كونه مصدرًا غذائيًا غنيًا بالعناصر المفيدة لصحة الجسم، ويسهم في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة وتعزيز وظائف الجسم المختلفة. فيما يلي دراسة موسعة لفوائد الدراق على مختلف الأصعدة الصحية والغذائية، مدعومة بالأبحاث والمصادر العلمية.

التركيب الغذائي للدراق

يحتوي كل 100 غرام من الدراق الطازج على القيم الغذائية التقريبية التالية:

هذه التركيبة تجعل من الدراق فاكهة منخفضة السعرات الحرارية وغنية بالمغذيات الدقيقة، الأمر الذي يفسر فوائده الواسعة للصحة العامة.

1. تعزيز صحة الجهاز الهضمي

يحتوي الدراق على نسبة جيدة من الألياف الغذائية التي تسهم في:

• تحسين حركة الأمعاء وتقليل الإصابة بالإمساك.

• دعم صحة الفلورا المعوية (البكتيريا النافعة).

• الوقاية من سرطان القولون والمستقيم على المدى الطويل.

• تسهيل عملية الهضم وامتصاص المغذيات في الأمعاء الدقيقة.

الألياف القابلة للذوبان التي يحتويها الدراق تساعد أيضاً في تكوين مادة هلامية في الأمعاء تبطئ من امتصاص السكريات، مما يفيد في تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم.

2. دعم صحة الجلد ومكافحة علامات التقدم بالعمر

يحتوي الدراق على مضادات أكسدة قوية مثل:

• فيتامين C: يحفز إنتاج الكولاجين ويعزز مرونة البشرة.

• بيتا-كاروتين (مقدمة لفيتامين A): يعزز تجدد الخلايا ويقلل من تلف الجلد الناتج عن أشعة الشمس.

• البوليفينولات: تقلل من الإجهاد التأكسدي وتحمي من الشيخوخة المبكرة.

يسهم تناول الدراق بشكل منتظم في ترطيب الجلد وتحسين نضارته وتقليل التجاعيد، كما يمكن استخدام مستخلصات الدراق في منتجات التجميل الموضعية.

3. تقوية الجهاز المناعي

الدراق غني بفيتامين C المعروف بدوره في:

• تحفيز إنتاج الخلايا المناعية (مثل الخلايا التائية والبلعميات).

• تعزيز الاستجابة المناعية ضد العدوى البكتيرية والفيروسية.

• تسريع التئام الجروح.

كما يحتوي الدراق على الزنك والنحاس، وهما عنصران هامان في دعم توازن المناعة وتحفيز الإنزيمات الدفاعية في الجسم.

4. تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية

تشير دراسات علمية إلى أن استهلاك الفواكه الغنية بالبوليفينولات، مثل الدراق، يساهم في:

• خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL).

• رفع مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).

• خفض ضغط الدم بفضل احتوائه على البوتاسيوم الذي يوازن الصوديوم في الجسم.

• تقليل مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية.

كما أن الألياف القابلة للذوبان في الدراق تقلل امتصاص الدهون الثلاثية في الأمعاء وتُساهم في خفض الالتهاب المزمن المرتبط بأمراض القلب.

5. تنظيم مستويات السكر في الدم

رغم أن الدراق يحتوي على سكريات طبيعية، إلا أن:

• مؤشره الجلايسيمي منخفض (Glycemic Index).

• احتواؤه على الألياف يُبطئ من امتصاص الجلوكوز في الدم.

• البوليفينولات الموجودة فيه قد تحسن من استجابة الأنسولين.

وهذا يجعل من الدراق خيارًا آمنًا نسبيًا لمرضى السكري من النوع الثاني عند تناوله باعتدال، خاصةً ضمن نظام غذائي متوازن.

6. الحماية من السرطان

تُظهر أبحاث حديثة أن مستخلصات الدراق تحتوي على مركبات بيولوجية نشطة (مثل الأحماض الفينولية والفلافونويدات) تمتلك خصائص مضادة للسرطان، وخاصةً:

• سرطان الثدي.

• سرطان القولون.

• سرطان الرئة.

تعمل هذه المركبات على:

• تثبيط نمو الخلايا السرطانية.

• تحفيز عملية موت الخلايا السرطانية المبرمج (Apoptosis).

• منع تكوّن الأوعية الدموية التي تغذي الأورام.

7. تحسين صحة العيون

الدراق يحتوي على:

• البيتا-كاروتين، الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين A الضروري للرؤية الليلية وسلامة الشبكية.

• اللوتين والزياكسانثين، وهما من الكاروتينات التي تحمي العين من الضمور البقعي المرتبط بالعمر وإعتام عدسة العين.

يساعد الدراق أيضاً على تقليل التأثير الضار للأشعة الزرقاء المنبعثة من الشاشات الإلكترونية.

8. تقوية العظام والمفاصل

يحتوي الدراق على عناصر معدنية ضرورية لصحة العظام:

• الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور.

• الفلافونويدات التي تقلل من الالتهاب في المفاصل.

يعزز هذا التأثير الوقاية من هشاشة العظام، خاصةً لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، كما يخفف من آلام المفاصل الناتجة عن الالتهاب المزمن.

9. تحسين وظائف الكلى والمساعدة في التخلص من السموم

بفضل محتواه العالي من الماء (أكثر من 85%) والبوتاسيوم، يعمل الدراق على:

• تحفيز التبول الطبيعي.

• دعم الكلى في أداء وظيفتها في تصفية السموم.

• تقليل احتباس السوائل في الجسم.

الدراق مدر طبيعي خفيف للبول ويساعد في تنظيف الجسم من المواد الضارة، مما يساهم في الشعور بالخفة والنشاط.

10. دعم الصحة النفسية وتحسين المزاج

يشير الطب الغذائي إلى أن بعض المركبات النباتية في الدراق (خاصة المغنيسيوم وفيتامين B6) تسهم في:

• تحسين نوعية النوم.

• تقليل التوتر والقلق.

• دعم وظائف الدماغ والنواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.

تناول الدراق بشكل منتظم قد يُحسّن المزاج العام ويعزز التوازن العصبي، مما يجعله خيارًا ممتازًا ضمن نظام غذائي داعم للصحة النفسية.

11. فوائد الدراق للمرأة الحامل

الدراق يُعد خيارًا ممتازًا للحوامل نظرًا لاحتوائه على:

• حمض الفوليك: ضروري لتكوين الأنبوب العصبي للجنين.

• الحديد: للوقاية من فقر الدم.

• الألياف: لمنع الإمساك المتكرر خلال الحمل.

• مضادات الأكسدة: لحماية الأم والجنين من الالتهابات والعدوى.

ينصح بتناوله طازجًا أو ضمن سلطات الفواكه، مع التأكد من غسله جيدًا لتجنب أي ملوثات.

12. استخدامات الدراق في النظام الغذائي

الدراق من الفواكه متعددة الاستخدام، ويمكن إدخاله في العديد من الوصفات:

• تناول طازجًا كوجبة خفيفة.

• إضافته للعصائر أو السموثي.

• استخدامه في السلطات الحلوة والمالحة.

• تجفيفه واستهلاكه كفاكهة مجففة.

• إضافته إلى الحلويات والفطائر والمربى.

وكل هذه الخيارات تمنح مذاقًا لذيذًا ومغذيًا مع الحفاظ على فوائده الصحية.

التحذيرات والاحتياطات

• قد يُسبب استهلاك الدراق ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص، خصوصًا المصابين بحساسية حبوب اللقاح.

• يجب غسل الدراق جيدًا لإزالة أي بقايا مبيدات زراعية على القشرة.

• الدراق المجفف يحتوي على تركيز أعلى من السكريات، لذلك يُنصح بعدم الإفراط في تناوله.

الخلاصة

فاكهة الدراق ليست مجرد وجبة صيفية لذيذة، بل كنز غذائي غني بالعناصر الضرورية للحفاظ على صحة الجسم والوقاية من الأمراض. تجمع بين طعمها الحلو ومكوناتها النشطة بيولوجيًا، مما يجعلها أحد الخيارات الممتازة ضمن نمط حياة صحي. ومن خلال دمجها بذكاء في النظام الغذائي اليومي، يمكن الاستفادة من فوائدها لتعزيز الهضم، والحفاظ على صحة القلب، وتحسين وظائف المناعة، والتمتع ببشرة نضرة وجسم نشيط.

المراجع:

1. U.S. Department of Agriculture (USDA) FoodData Central

2. Journal of Agricultural and Food Chemistry, 2012 – Phenolic Compounds in Peaches and Their Anticancer Properties