فوائد التونة وأضرارها
تُعتبر التونة من أشهر أنواع الأسماك التي يتم تناولها في جميع أنحاء العالم، وتحظى بشعبية كبيرة نظراً لما تحتويه من قيم غذائية عالية وفوائد صحية متعددة. تنتمي التونة إلى فصيلة الأسماك البحرية وتعيش في المحيطات والبحار الاستوائية. وتتميز التونة بطعمها اللذيذ ومرونتها في الطهي، حيث يتم تناولها إما طازجة، أو معلبة، أو مجمدة. لكن بالرغم من فوائد التونة العديدة، هناك بعض الأضرار المحتملة التي يجب أن نأخذها في الحسبان عند استهلاكها بشكل مفرط. في هذا المقال، سوف نتناول بالتفصيل فوائد التونة وأضرارها وكيفية الاستفادة منها بشكل آمن ومتوازن.
أولاً: فوائد التونة
1. غنية بالبروتينات
التونة تعد من المصادر الغنية بالبروتينات ذات الجودة العالية. البروتينات هي المكون الأساسي لخلايا الجسم، وتساعد في بناء العضلات والأنسجة، وتساهم في إصلاح الأنسجة التالفة. يحتوي 100 جرام من التونة المعلبة على حوالي 25 جراماً من البروتين، مما يجعلها غذاءً مثاليًا للرياضيين والأشخاص الذين يحتاجون إلى تعزيز كتلة عضلاتهم.
2. تحسين صحة القلب
التونة من المصادر الممتازة للأحماض الدهنية أوميغا-3، وهي الأحماض التي تُعرف بفوائدها الكبيرة لصحة القلب. تعمل أحماض أوميغا-3 على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية. تشير الدراسات إلى أن تناول الأسماك الغنية بأوميغا-3، مثل التونة، يمكن أن يساعد في تقليل التهابات الأوعية الدموية ويعزز من صحة القلب بشكل عام.
3. مصدر جيد للفيتامينات والمعادن
تعتبر التونة مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن المهمة للجسم. فهي تحتوي على فيتامينات B12 وD التي تساهم في تعزيز صحة الأعصاب والعظام، بالإضافة إلى فيتامين B6 الذي يلعب دورًا في عملية التمثيل الغذائي. كما تحتوي التونة على المعادن مثل السيلينيوم، وهو مضاد أكسدة قوي يساعد في مكافحة الجذور الحرة ويحسن من وظيفة الجهاز المناعي.
4. تعزيز صحة الدماغ
يعتبر تناول التونة بانتظام مفيدًا لصحة الدماغ. أحماض أوميغا-3 الموجودة في التونة تساهم في تحسين وظائف الدماغ، وزيادة التركيز والذاكرة. كما أن هذه الأحماض الدهنية تلعب دورًا في الوقاية من الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر والخرف.
5. تعزيز المناعة
التونة غنية بالعديد من العناصر الغذائية التي تقوي جهاز المناعة. الفيتامينات والمعادن الموجودة في التونة مثل فيتامين D والسيلينيوم تساعد على تعزيز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض. كما أن البروتينات العالية الجودة في التونة تلعب دورًا في دعم وظائف الجهاز المناعي وتساعد في تسريع التعافي بعد الإصابة بالأمراض.
6. تحسين صحة الجلد والشعر
تساهم التونة في تحسين صحة الجلد والشعر بفضل احتوائها على الأحماض الدهنية أوميغا-3 والفيتامينات المختلفة. هذه العناصر الغذائية تعمل على الحفاظ على مرونة الجلد وحمايته من الجفاف، كما تساعد في تغذية بصيلات الشعر وتحسين نموه. كما أن التونة تساعد في تقليل التهابات الجلد مثل حب الشباب والوردية.
7. مساعدة في عملية فقدان الوزن
على الرغم من أن التونة تحتوي على بروتينات عالية، إلا أنها أيضًا منخفضة الدهون والسعرات الحرارية، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يسعون لفقدان الوزن. التونة يمكن أن تمنح شعورًا بالشبع لفترات طويلة، مما يقلل من الرغبة في تناول الطعام ويمنع الإفراط في تناول السعرات الحرارية.
ثانياً: أضرار التونة
1. مخاطر التسمم بالزئبق
من أبرز الأضرار المحتملة للتونة هو احتواؤها على كميات من الزئبق. يعتبر الزئبق من المعادن الثقيلة السامة التي يمكن أن تتراكم في جسم الإنسان وتؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. وعادةً ما توجد كميات كبيرة من الزئبق في أنواع معينة من التونة مثل التونة ذات الزعانف الصفراء والتونة الكبيرة. يمكن أن يتسبب التسمم بالزئبق في تلف الأعصاب، وضعف الوظائف العقلية، واضطرابات في الجهاز المناعي. ولذلك يُنصح بتقليل استهلاك التونة، خاصةً للحوامل والأطفال.
2. الإفراط في تناول التونة قد يسبب مشاكل في الكلى
نظراً للكمية الكبيرة من البروتين الموجود في التونة، فإن الإفراط في تناولها قد يضع ضغطًا على الكلى، خاصة لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الكلى أو الذين يستهلكون كميات كبيرة من البروتين بشكل عام. يساهم هذا الضغط في تراكم الفضلات والسموم في الجسم، مما يمكن أن يؤدي إلى تدهور وظائف الكلى على المدى الطويل.
3. زيادة خطر الإصابة بالأمراض الهضمية
قد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في الجهاز الهضمي نتيجة تناول التونة، خاصة إذا كانت تحتوي على مواد حافظة أو إضافات كيميائية. بعض العلامات الشائعة لتفاعلات الحساسية أو التحسس من التونة تشمل الانتفاخ، وآلام المعدة، والغثيان. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية أو حساسية للأسماك تجنب تناول التونة أو استشارة الطبيب قبل تناولها.
4. زيادة خطر الإصابة بالسرطان
تحتوي بعض أنواع التونة المعلبة على مواد حافظة مثل البيسفينول A (BPA)، الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. يعتقد الباحثون أن التعرض المتكرر لهذه المواد الكيميائية قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية وتلف في الحمض النووي، مما يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا. لذلك يُنصح بشراء التونة المعلبة التي تكون خالية من BPA.
5. أضرار التونة المعلبة على البيئة
بينما تعتبر التونة المعلبة مصدرًا مريحًا وسهلًا للطعام، إلا أن استهلاكها يؤثر بشكل كبير على البيئة. غالبًا ما يتم صيد التونة بطرق غير مستدامة، مما يؤدي إلى تهديد أنواع معينة من التونة بالانقراض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي صناعة التونة المعلبة إلى تلوث المحيطات بسبب المخلفات الصناعية.
ثالثاً: كيفية الاستفادة من التونة بشكل آمن
لحصول على أقصى استفادة من التونة مع تقليل الأضرار المحتملة، يجب مراعاة النقاط التالية:
-
الاعتدال في الاستهلاك: من المهم تناول التونة باعتدال، وعدم الإكثار منها بشكل يومي، خاصةً إذا كانت تحتوي على كميات عالية من الزئبق. يُنصح بتناولها مرة أو مرتين في الأسبوع.
-
اختيار التونة ذات الجودة العالية: يُفضل اختيار التونة الطازجة أو المعلبة التي لا تحتوي على مواد حافظة ضارة مثل BPA. يفضل أيضًا شراء التونة التي يتم صيدها بطرق مستدامة للحفاظ على البيئة.
-
تنويع المصادر الغذائية: لتقليل التأثيرات السلبية على الصحة، يجب تنويع النظام الغذائي وعدم الاعتماد بشكل كبير على التونة أو أي نوع آخر من الأسماك. يمكن إضافة مصادر غذائية أخرى غنية بالبروتين مثل الدواجن، واللحوم الخالية من الدهون، والمكسرات.
-
التقليل من تناول التونة ذات الحجم الكبير: تجنب التونة الكبيرة مثل التونة ذات الزعانف الصفراء والتونة العملاقة، حيث تحتوي هذه الأنواع على كميات أعلى من الزئبق مقارنة بالتونة الصغيرة.
في الختام، تعد التونة من الأغذية الغنية بالعناصر الغذائية المهمة التي تعود بالفائدة على الجسم إذا تم تناولها بشكل متوازن وبحذر. ومع ذلك، ينبغي على الأفراد توخي الحذر من المخاطر المحتملة المرتبطة بتناول التونة بكثرة، خاصة فيما يتعلق بمحتوى الزئبق، والأضرار البيئية والصحية.
