فوائد الترمس للتنحيف

فوائد الترمس للتنحيف

يُعدّ الترمس من البقوليات الغنية بالعناصر الغذائية، والتي تحظى بمكانة متزايدة في أنظمة التغذية الصحية الحديثة، ليس فقط بسبب قيمته الغذائية العالية، بل أيضًا لدوره المحتمل في المساهمة في عملية التنحيف وخسارة الوزن. ينتمي الترمس إلى عائلة البقوليات مثل الفاصولياء والعدس، ويتميز بمحتواه العالي من البروتين والألياف، فضلاً عن انخفاض محتواه من الدهون والسعرات الحرارية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يسعون إلى تقليل أوزانهم بطريقة صحية.

التركيب الغذائي للترمس

يُشكل التحليل الغذائي للترمس نقطة الانطلاق لفهم دوره في التنحيف، إذ يحتوي كل 100 غرام من الترمس المسلوق تقريبًا على:

هذا التكوين الغذائي الغني بالبروتينات والألياف، والمنخفض في الدهون، يمنح الترمس خصائص مهمة تجعله أحد الأغذية التي يُوصى بها في برامج التنحيف.

أولاً: تأثير الألياف العالية على الشعور بالشبع

تُعتبر الألياف من أهم العناصر الغذائية التي تلعب دورًا مباشرًا في التنحيف. يحتوي الترمس على نسبة عالية من الألياف غير القابلة للذوبان، والتي تعمل على تعزيز الشعور بالامتلاء لفترات طويلة بعد تناوله. تقوم الألياف بامتصاص الماء داخل المعدة، مما يُشكل كتلة هلامية تُبطئ من عملية الهضم، وبالتالي تؤخر الشعور بالجوع. هذا التأثير مفيد جدًا لمن يسعون لتقليل السعرات الحرارية اليومية دون الإحساس بالجوع المستمر.

ثانيًا: غنى الترمس بالبروتين النباتي

البروتين يُعد من المغذيات الأساسية في عمليات بناء العضلات، وتعزيز الأيض، وتقليل الشهية. ويتميز الترمس بكونه من البقوليات الأعلى نسبة في البروتين، ما يجعله بديلًا ممتازًا للبروتين الحيواني، خاصة للنباتيين أو لمن يتبعون أنظمة غذائية قليلة الدهون. يُساهم تناول الترمس الغني بالبروتين في:

• تسريع عملية الأيض عبر زيادة الإنفاق الحراري في الجسم (Thermic Effect of Food).

• تقليل الشعور بالجوع من خلال التأثير على هرمونات الشبع.

• المحافظة على الكتلة العضلية أثناء خسارة الدهون.

ثالثًا: مؤشر جلايسيمي منخفض

يتميز الترمس بمؤشر جلايسيمي منخفض (Glycemic Index)، أي أنه لا يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم بعد تناوله. تُعتبر هذه الخاصية من العوامل الأساسية التي تساعد في التحكم في الشهية، حيث أن ارتفاع السكر السريع يعقبه انخفاض سريع يؤدي إلى الشعور بالجوع مجددًا. بينما الاستهلاك المنتظم لأغذية ذات مؤشر جلايسيمي منخفض يساعد في تحقيق ثبات في مستويات الطاقة والشهية، مما يُساهم بشكل غير مباشر في تقليل تناول السعرات الحرارية.

رابعًا: تأثير الترمس على الجهاز الهضمي وتحسين الإخراج

يساعد الترمس في تحسين صحة الجهاز الهضمي، بفضل محتواه العالي من الألياف التي تُعزز من حركة الأمعاء وتُقلل من الإصابة بالإمساك، وهو أمر شائع لدى من يتبعون أنظمة غذائية منخفضة السعرات. كذلك، فإن صحة الجهاز الهضمي تُعد أمرًا محوريًا في إدارة الوزن، حيث أن التوازن البكتيري في الأمعاء (Microbiota) يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة أو خسارة الوزن، وقد أظهرت دراسات أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف يُحفّز نمو البكتيريا النافعة التي تلعب دورًا في تحسين عملية التمثيل الغذائي.

خامسًا: انخفاض محتواه من الدهون والسعرات

يُعدّ الترمس من الخيارات الغذائية المثالية لمن يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض السعرات، إذ أن كوبًا واحدًا من الترمس يحتوي على أقل من 200 سعرة حرارية، كما أن الدهون التي يحتوي عليها هي في الغالب من الدهون غير المشبعة المفيدة للقلب. لذا يمكن إدراج الترمس كوجبة خفيفة صحية بديلة عن الوجبات الغنية بالدهون أو السكريات.

سادسًا: تنظيم مستويات الكوليسترول

أظهرت دراسات متعددة أن الترمس يحتوي على مركبات تُساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم (LDL)، وهو ما يُساهم بشكل غير مباشر في تحسين التمثيل الغذائي، وتقليل مقاومة الأنسولين، وتحسين قدرة الجسم على حرق الدهون. وتقليل الكوليسترول يُعد هدفًا مشتركًا في جميع برامج خسارة الوزن والصحة العامة.

سابعًا: تحسين حساسية الإنسولين

أشارت دراسات أولية إلى أن تناول الترمس قد يُساعد في تحسين حساسية الجسم للإنسولين، وهي نقطة مهمة جدًا خاصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو مقدمات السكري. حيث يُعد الخلل في استجابة الجسم للإنسولين أحد الأسباب الرئيسية لتراكم الدهون، خاصة في منطقة البطن. تعزيز حساسية الإنسولين يُساعد في منع تخزين الدهون ويُشجع الجسم على استخدامها كمصدر للطاقة.

ثامنًا: الترمس كبديل للوجبات الخفيفة غير الصحية

من الشائع تناول وجبات خفيفة غنية بالسعرات الحرارية الفارغة مثل رقائق البطاطا أو الحلويات السكرية، والتي تساهم بشكل مباشر في زيادة الوزن. يُمكن للترمس، بفضل تركيبته الغنية من البروتين والألياف، أن يكون بديلاً ممتازًا لهذه الوجبات. ويمكن تناوله بشكل مسلوق ومملح بشكل خفيف، مما يجعله وجبة مُرضية وشهية، ومناسبة للرجيم.

تاسعًا: دور مركبات الألكالويد في تثبيط الشهية

يحتوي الترمس، خصوصًا الترمس المر، على مركبات تُعرف باسم الألكالويدات (Alkaloids)، والتي لها تأثير مثبط للشهية. ورغم أن هذه المركبات يجب استهلاكها بحذر وبنسب مدروسة بسبب سميّتها المحتملة عند الإفراط، فإن وجودها بتركيزات طبيعية في الترمس المنقوع والمسلوق قد يُساهم في تقليل الرغبة في تناول الطعام. ومع ذلك يجب توخي الحذر عند تحضيره منزليًا والتأكد من إزالة المرارة من خلال النقع الجيد والطهي الكافي.

عاشرًا: مساهمة الترمس في المحافظة على الكتلة العضلية

يُعد الحفاظ على الكتلة العضلية أمرًا أساسيًا أثناء خسارة الوزن، لأن العضلات تستهلك سعرات حرارية حتى أثناء الراحة. ومن هنا تظهر أهمية البروتين العالي في الترمس، إذ يُساعد على دعم عمليات بناء العضلات ومنع تفككها، لا سيما عند اتباع حمية غذائية منخفضة السعرات. يمكن إدماج الترمس في النظام الغذائي كمصدر نباتي ممتاز للبروتين، خصوصًا مع التمارين الرياضية المقاومة.

طريقة إدراج الترمس ضمن نظام غذائي للتنحيف

• وجبة خفيفة بعد الظهر: تناول كوب صغير من الترمس المسلوق مع القليل من عصير الليمون والكمون.

• بديل للبروتين النباتي في السلطة: يمكن إضافته إلى سلطات الخضار كبديل غني بالبروتين والألياف.

• وجبة فطور مشبعة: يُمكن تحضير وجبة فطور تحتوي على الترمس المهروس مع زيت الزيتون والليمون والطحينة، لتكون غنية بالشبع وطاقة منخفضة السعرات.

تحذيرات عند استهلاك الترمس

رغم الفوائد العديدة، لا بد من مراعاة بعض الاحتياطات:

• الترمس النيء أو غير المنقوع جيدًا يحتوي على مواد سامة (مثل اللوبينين)، لذا يجب غليه ونقعه جيدًا عدة مرات لتقليل سميته.

• قد يُسبب حساسية لبعض الأفراد، لا سيما من لديهم حساسية تجاه الفول السوداني أو البقوليات الأخرى.

• لا يُفضل الإكثار من الملح عند تحضير الترمس، خصوصًا لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

خاتمة

يمثل الترمس خيارًا غذائيًا ذكيًا ومفيدًا في خطط خسارة الوزن، بفضل تركيبة متكاملة من الألياف، البروتين، والمركبات الحيوية التي تعزز الشبع وتحسّن من وظائف الأيض. إدراجه ضمن نظام غذائي متوازن يُمكن أن يُساهم بفعالية في الوصول إلى الوزن المثالي دون حرمان أو اضطرابات غذائية. ولتحقيق أفضل النتائج، يُنصح بأن يُرافق الترمس نمط حياة صحي يشمل النشاط البدني المنتظم والابتعاد عن الأغذية المصنعة.

المراجع:

1. Martínez-Villaluenga, C., et al. “Health benefits of lupin (Lupinus spp.) seeds and their bioactive compounds.” Nutritional Research Reviews, 2009.

2. Duranti, M. “Grain legume proteins and nutraceutical properties.” Fitoterapia, 2006.