فوائد البرقوق الأخضر

البرقوق الأخضر (Greengage Plum): دراسة علمية عن فاكهة “رينكلودا” وفوائدها

البرقوق الأخضر أو ما يُعرف علميًا بـ Prunus domestica subsp. italica، هو أحد أنواع البرقوق المميزة التي تتميز بلونها الأخضر الفاتح وطعمها الحلو والمائل إلى الحموضة. يعود أصل هذه الفاكهة إلى مناطق أوروبا الغربية وآسيا الصغرى، وقد تم توثيقها واستخدامها في العديد من الأغراض الغذائية والطبية عبر العصور. في هذا المقال، سنتناول خصائص هذه الفاكهة وفوائدها الصحية وأهميتها في الزراعة.

1. البرقوق الأخضر: التاريخ والمصدر

البرقوق الأخضر هو من الأنواع الفرعية التي تنتمي إلى البرقوق الأوروبي Prunus domestica. يعتبر هذا النوع من أقدم الأنواع المزروعة في العالم، حيث يعود تاريخ زراعته إلى العصور القديمة، وقد أدرجت هذه الفاكهة ضمن الأغذية التي كان يستخدمها الإنسان منذ الحضارات القديمة. تُعرف هذه الفاكهة في العديد من اللغات بأسماء مختلفة، ففي اللغة الإنجليزية تُسمى “Greengage Plum”، بينما في اللغة الفرنسية تُسمى “Reine-claude”، وفي اللغة الألمانية تُعرف بـ “Reineclaude”.

على الرغم من أن البرقوق الأخضر يُزرع الآن في مختلف أنحاء العالم، إلا أن أصله يعود إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى، وقد تم تداوله ونقله إلى أوروبا الغربية على يد الرومان.

2. التصنيف العلمي للبرقوق الأخضر

البرقوق الأخضر ينتمي إلى الجنس Prunus، وهو نفس الجنس الذي يضم العديد من أنواع الفاكهة الأخرى مثل الكرز والمشمش. يتم تصنيفه ضمن الأنواع الفرعية Prunus domestica subsp. italica. وعادة ما يُعتبر هذا البرقوق نوعًا خاصًا من البرقوق الأوروبي Prunus domestica، ولكنه يختلف في الحجم والشكل والطعم. والجدير بالذكر أن البرقوق الأخضر يُزهر في فصل الربيع، وتظهر ثماره في أواخر الصيف أو أوائل الخريف، حيث يبدأ لونها في التحول من الأخضر إلى الأصفر أو الأخضر الداكن عندما تنضج.

3. الخصائص النباتية

يمتاز البرقوق الأخضر بشجرة صغيرة إلى متوسطة الحجم تنمو بشكلٍ كثيف. الأوراق بيضاوية أو رمحية الشكل، وتتميز باللون الأخضر الداكن. الزهور التي تنتجها شجرة البرقوق الأخضر صغيرة الحجم، بيضاء اللون مع لمسات من اللون الوردي. ثماره تكون غالبًا صغيرة الحجم بالنسبة للبرقوق العادي، وهي ذات قشرة رقيقة جداً ولحم ناعم حلو المذاق، لكنه يميل إلى الحموضة عندما لا ينضج بالكامل.

تُعتبر شجرة البرقوق الأخضر من الأشجار المثمرة التي تزرع على نطاق واسع في البساتين، حيث تنمو في التربة جيدة التصريف وتحتاج إلى التعرض لأشعة الشمس المباشرة لضمان جودة الثمار.

4. الفوائد الصحية للبرقوق الأخضر

يتميز البرقوق الأخضر بكونه غنيًا بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة للصحة العامة. ومن أبرز فوائده:

• غني بالفيتامينات والمعادن: يحتوي البرقوق الأخضر على كميات كبيرة من فيتامين C وفيتامين A، وهما فيتامينان أساسيان لدعم الجهاز المناعي وتحسين صحة البشرة. كما يحتوي البرقوق على معادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد، مما يساعد في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم ودعم وظائف القلب.

• مضادات الأكسدة: البرقوق الأخضر يحتوي على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة مثل الفلافونويد، والتي تلعب دورًا في تقليل التأثيرات الضارة للجذور الحرة في الجسم. تساعد مضادات الأكسدة في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

• تحسين الهضم: نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف الغذائية، فإن البرقوق الأخضر يعمل على تحسين عملية الهضم ويخفف من مشاكل الإمساك، مما يساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي.

• دعم صحة العين: يحتوي البرقوق الأخضر على كمية جيدة من فيتامين A، الذي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة العين والوقاية من الأمراض المرتبطة بالعين مثل الضمور البقعي.

• خفض مستويات الكوليسترول: تشير الدراسات إلى أن تناول البرقوق الأخضر يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

5. استخدامات البرقوق الأخضر في الطهي

البرقوق الأخضر ليس فقط غذاءً لذيذًا، بل يُستخدم أيضًا في العديد من الوصفات والمأكولات. من أبرز استخداماته:

• التحلية والمربى: يعد البرقوق الأخضر خيارًا ممتازًا لإعداد المربى، حيث يمكن طهيه مع السكر لإنتاج مربى لذيذ يتمتع بنكهة حلوة وحمضية في الوقت نفسه.

• العصائر والمشروبات: يمكن استخدام البرقوق الأخضر في تحضير العصائر الطبيعية والمشروبات الطازجة، حيث يتم مزجه مع الفواكه الأخرى للحصول على مشروب منعش وصحي.

• الطهي في الحساء: في بعض الثقافات، يُستخدم البرقوق الأخضر كمكون في الحساء لإضافة نكهة مميزة وحمضية تُثري المذاق العام.

• الحلويات: في المطبخ الفرنسي، يُستخدم البرقوق الأخضر في العديد من الحلويات مثل الكعك والفطائر. كما يمكن إضافة البرقوق إلى أنواع مختلفة من الحلويات للحصول على توازن مثالي بين الحموضة والحلاوة.

6. الزراعة والعناية بشجرة البرقوق الأخضر

تعتبر شجرة البرقوق الأخضر من الأشجار التي تتطلب رعاية دقيقة لتحقيق أعلى إنتاجية للثمار. تتطلب هذه الشجرة التربة جيدة التصريف، بالإضافة إلى تعرضها لأشعة الشمس المباشرة لمدة لا تقل عن ست ساعات يوميًا. من المهم أيضًا توفير ري منتظم ولكن مع تجنب الإفراط في المياه، حيث أن التربة الرطبة جدًا قد تؤدي إلى تعفن الجذور.

يجب أيضًا تقليم الشجرة بانتظام للتأكد من أنها تنمو بشكل صحي ومنتظم، وتجنب الإصابة بالأمراض الفطرية أو الحشرية. عادة ما تُزرع الأشجار في المسافات المناسبة لضمان تهوية جيدة بين الأشجار، مما يساهم في منع انتشار الأمراض.

7. الختام

البرقوق الأخضر هو فاكهة لذيذة ومغذية، تمثل إضافة رائعة لأي نظام غذائي. يمكن الاستفادة من خصائصه الصحية في الوقاية من الأمراض وتعزيز صحة الجسم بشكل عام. كما أن زراعته والعناية به في الحدائق والبساتين يمكن أن تكون مجزية نظرًا لإنتاجه الوفير من الثمار التي يمكن الاستمتاع بها في العديد من الأطعمة والمشروبات.

إن البرقوق الأخضر ليس فقط طعامًا لذيذًا، بل هو مثال حي على كيفية الجمع بين المذاق الرائع والفوائد الصحية في فاكهة واحدة.