فوائد جنيتها من الابتعاد عن استخدام فيسبوك
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وعلى الرغم من فوائدها في تسهيل التواصل والاطلاع على المعلومات، إلا أن استخدامها المفرط قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية. في هذا السياق، قررت الابتعاد عن استخدام منصة فيسبوك لفترة طويلة، وكانت هذه التجربة بمثابة فرصة لاكتشاف مجموعة من الفوائد التي يمكن جنيها من التوقف عن استخدام هذه الشبكة الاجتماعية التي تهيمن على حياتنا الرقمية.
1. تحسن الصحة النفسية
من بين أبرز الفوائد التي شعرت بها نتيجة الابتعاد عن فيسبوك، هو التحسن الكبير في صحتي النفسية. لقد كنت أعاني في البداية من شعور مستمر بالتوتر والقلق جراء متابعتي للأخبار والمناقشات الحامية التي تجتاح منصات التواصل الاجتماعي. كان هناك دائماً شعور بالحاجة إلى الاطلاع على أحدث المنشورات والتفاعل مع التعليقات، مما كان يسبب لي شعوراً بالعجز عن إدارة وقتي بشكل فعال.
مع مرور الوقت وبعد الابتعاد عن فيسبوك، لاحظت أنني بدأت أعيش في اللحظة الراهنة بشكل أكبر، وأصبح لدي وقت أكبر للتركيز على الأنشطة التي تعزز من راحتي النفسية، مثل القراءة، والتأمل، والتمارين الرياضية. كما أنني أصبحت أقل تعرضاً للتنمر الرقمي أو الخلافات التي كانت تزعجني وتؤثر سلباً على مزاجي. لقد أصبحت أقل تأثراً بالمشاعر السلبية التي تنتشر بسرعة عبر هذه المنصات.
2. زيادة الإنتاجية والتركيز
لقد لاحظت أن الابتعاد عن فيسبوك قد أسهم بشكل كبير في زيادة إنتاجيتي اليومية. قبل الابتعاد عن المنصة، كانت رسائل التنبيهات والاضطرار للتحقق من التحديثات في كل لحظة يشكلان عائقاً أمام تركيزي. كنت أضيع الكثير من الوقت في التصفح غير المنتج، مما أثر سلباً على قدرتي على إتمام المهام المهمة.
منذ أن توقفت عن استخدام فيسبوك، أصبح لدي وقت أكبر للعمل على مشروعاتي الخاصة دون الانقطاع المستمر. لم أعد مشغولاً بالتفاعل مع منشورات الآخرين أو التحقق من الرسائل التي تصلني في أوقات غير ملائمة. بفضل هذا التغيير، أصبح من السهل عليَّ إنجاز المهام بسرعة وكفاءة أكبر. أصبح لدي وقت مخصص للتعلم والتطوير الشخصي، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على حياتي المهنية والشخصية.
3. تحسن جودة العلاقات الشخصية
من أكبر التحديات التي واجهتها أثناء استخدام فيسبوك كان شعوري بالانعزال رغم تواصلنا الرقمي المستمر. في السابق، كان لدي شعور زائف بأنني كنت على اتصال دائم مع أصدقائي وأفراد عائلتي عبر هذه الشبكة الاجتماعية، ولكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أن هذه العلاقات تفتقر إلى العمق الحقيقي. كانت معظم التفاعلات على فيسبوك سطحية وغير مجدية.
بعد الابتعاد عن المنصة، بدأت أعطي الأولوية للتواصل الحقيقي مع الأشخاص المقربين إليَّ. أصبح لدي وقت أكبر للجلوس مع العائلة والأصدقاء بشكل شخصي، وهو ما ساعد في تعزيز روابطنا وتقوية علاقاتنا. تعلمت أن الوقت الذي نقضيه في اللقاءات وجهًا لوجه أكثر قيمة بكثير من مجرد الإعجابات أو التعليقات على منشورات افتراضية. علاوة على ذلك، أصبح لدي قدرة أكبر على الاستماع والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تجعل العلاقات الإنسانية أكثر صحة وصدقًا.
4. تحسين جودة النوم
كان من المعروف لي أن فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون لها تأثير سلبي على جودة النوم، ولكن لم أكن أعي حجم هذا التأثير إلا بعد أن قررت الابتعاد عن المنصة. في الماضي، كنت أقضي ساعات طويلة في التصفح في وقت متأخر من الليل، مما كان يتسبب في صعوبة النوم والاستيقاظ في الصباح بحالة من الإرهاق والتعب.
منذ أن توقفت عن استخدام فيسبوك، لاحظت تحسناً ملحوظاً في جودة نومي. أصبحت أتمكن من الخلود إلى النوم بسهولة أكبر، وأشعر بالانتعاش والحيوية عند الاستيقاظ. لم يعد لدي إغراء فتح الهاتف قبل النوم لمتابعة الأخبار أو تحديثات الأصدقاء. أصبحت ممارستي للعادات الصحية مثل القراءة أو الاسترخاء قبل النوم بديلاً مفيدًا ساعدني على تحسين نوعية النوم بشكل ملحوظ.
5. الاستمتاع بالحياة الواقعية
واحدة من أكبر المكافآت التي تلقيتها من الابتعاد عن فيسبوك هي أنني بدأت أستمتع أكثر بحياتي الواقعية. كان فيسبوك قد أخذ مني الكثير من اللحظات الصغيرة التي كان بإمكاني أن أعيشها بشكل كامل. في السابق، كنت أشارك صورًا للأماكن التي أزورها أو الأنشطة التي أقوم بها، معتقدًا أن ذلك يجعلني أستمتع بها أكثر. ومع مرور الوقت، أدركت أن التفاعل مع الحياة الواقعية والتواجد الكامل في اللحظة كان له تأثير إيجابي كبير على سعادتي.
من خلال الابتعاد عن فيسبوك، أصبح بإمكاني التركيز على التفاعل مع من حولي بشكل أعمق. أقدر الآن اللحظات التي أعيشها مع أصدقائي وعائلتي، والأماكن التي أزورها دون الحاجة إلى مشاركتها فورًا مع الآخرين. أصبحت أقدر قيمة التجارب الحقيقية بدلاً من الاعتماد على الاهتمام الخارجي أو الاستحسان الرقمي. هذا التغيير البسيط جعل حياتي أكثر غنى وعمقًا، وأعطاني شعورًا بالسلام الداخلي.
خلاصة
إن الابتعاد عن فيسبوك قد شكل نقطة تحول حاسمة في حياتي، حيث جنيت العديد من الفوائد التي لم أكن أتصور أنني سأحصل عليها. تحسنت صحتي النفسية والجسدية، وزادت إنتاجيتي، وعمقت علاقاتي الشخصية. كما أنني اكتشفت أهمية النوم الجيد والعيش في اللحظة بدلاً من الانغماس في العالم الافتراضي. وبالمجمل، جعلني هذا القرار أعيش حياة أكثر توازنًا وسلامًا، بعيدًا عن الضغوطات الرقمية التي كانت تسيطر على يومي.
