في كتابه المميز الذي يحمل عنوان “الأنواء والأزمنة ومعرفة أعيان الكواكب في النجوم”، يأخذنا العالم العربي البارع، ابن عاصم الثقفي، في رحلة مثيرة إلى عقول العرب القدماء واهتمامهم العميق بلمياه وحواء. ينطلق الكتاب بالحديث عن العلاقة الوطيدة التي كانت تربط هذه الحضارة بلطر والحاب، مستعرضًا تأثيرهما على نظرتهم للأنواء والظواهر الجوية.
تتبع عبقرية ابن عاصم الثقفي مسار التطور الفكري للعرب في فهم الأنواء، حيث كانوا يدرسون برق السماء ورعدها وصعيقها بعناية فائقة. يشير الكتاب إلى كيفية ربط العرب بين هذه الظواهر وبروج النجوم في السماء، حيث كانوا ينظرون إلى كل نجم كمصدر لنور يعكس أهمية فلكية وزمنية.
ما يميز الكتاب هو التفصيل الدقيق الذي يقدمه ابن عاصم الثقفي حول بروج الساء، حيث يستعرض الكتاب تفاصيل دقيقة حول كل نجم ومكانه في المنازل، وكيف كانوا ينسبون لكل نجم نورًا يجعلونه عاليًا ومحددًا لفترة زمنية معينة.
يمتد الكتاب على 174 صفحة، ويحمل غلافًا عاديًا، مما يسهم في جعله متاحًا وقابلًا للوصول لجميع فئات القراء. يأتي هذا العمل الثقافي من إصدارات دار الراتب الجامعية، ما يعزز من مصداقيته وجودته العلمية.
في فئة العلوم والطبيعة، وتحديدًا في مجال علم النبات، يتيح الكتاب للقارئ فهمًا عميقًا لكيفية تأثير الأنواء على النباتات وكيفية استفادة العرب من هذه المعارف في زراعتهم وحياتهم اليومية.
باختصار، يعتبر كتاب “الأنواء والأزمنة ومعرفة أعيان الكواكب في النجوم” إضافة قيمة لمكتبة القارئ، حيث يجمع بين الأبحاث الفلكية والمعرفة الزراعية بأسلوب سلس ومشوق، مما يجعله لا غنى عنه لكل من يهتم بالتاريخ الفلكي وتأثيره على الحضارات القديمة.