بفنه الرائع في صناعة الحبكة الدرامية والتشويقية، يأخذنا روائي الجريمة البارع ريدلي بيرسون في رحلة مثيرة مع روايته “فن الخداع”. تتناول الرواية قصة الدكتورة دافني ماثيوز، وهي عالمة نفس شرطة في سياتل، التي تجد نفسها محاطة بتحديات متعددة تتمثل في مراهقة حامل تعاني من إدمان العقاقير وهاربة، وشقيق ضحية جريمة قتل سلوكه الغريب الذي يثير قلقها، ونائب شريف كانت قد عالجته في السابق والذي يطاردها الآن. تتزايد خوفها حتى تقرر الانتقال للعيش مع المحقق جون لامويا، مما لا يثير حماسة لو بولدت، رئيسها وصديقها السابق، ولكن لو مشغول بقضاياه الخاصة ليلاحظ الأمر بكل تأكيد.
لكن لو مشغول بقضاياه الخاصة ليلاحظ الأمر بكل تأكيد، حيث يتعامل مع اختفاء امرأتين محليتين مؤخرًا، ووفاة بيلي تشين، ابنة أخت ماما لو، صديقة قديمة وشخصية نفوذة في الجالية الصينية في سياتل، والتي بدت وكأنها حادثة لكنها تبين أنها جريمة قتل. الشيء الوحيد الذي يشترك فيه اختفاء النساء والقتل هو الموقع؛ حيث شوهدت جميع الضحايا في آخر مكان لهن في وسط المدينة المبني فوق “التحتية”، الشبكة السرية والخطيرة من المباني المهجورة بعد الحريق الذي دمر سياتل قبل أكثر من مئة عام.
بينما كانت “التحتية” في سياتل موضوع عدة ألغاز من قبل أدباء آخرين، يستغل بيرسون بشكل أمثل أجواءها المرعبة في هذه الرواية المثيرة، التي تجمع بين حبكتها الراسخة وقضايا دافني ولامويا وبولدت. وبحكمة، يعيد تشكيل العلاقات الشخصية بين الشخصيات الثلاثة المركزية، مما يبشر بمستقبل مشوق لمغامراتهم القادمة في هذه السلسلة الطويلة الأمد.
من خلال تقديمه هذه الرواية، يبرز بيرسون مهارته الفريدة في بناء الشخصيات وتشكيل الأحداث بطريقة تخلق الإدمان وتجذب القارئ إلى عالم الجريمة والتشويق. فهو يقدم لنا لوحة معقدة ومثيرة لأحداث الجريمة والغموض، مع التركيز على التطورات الشخصية والعلاقات البشرية التي تضيف بعمق إلى سحر القصة.
تُصنف “فن الخداع” ضمن فئة الروايات الخيالية وروايات الغموض والتحقيق العام، وتأتي من إصدارات دار النشر هاشيت بوكس في أغسطس من عام 2002.