أعراض اضطرابات الغدة الدرقية

أعراض الغدة الدرقية: تشخيص، أسباب، وعلاج

تعتبر الغدة الدرقية من أهم الغدد في الجسم البشري، حيث تلعب دوراً أساسياً في تنظيم العديد من العمليات الحيوية من خلال إفراز هرمونات مسؤولة عن عملية التمثيل الغذائي، وتحفيز النمو، وتنظيم حرارة الجسم. تقع الغدة الدرقية في منطقة الرقبة أمام القصبة الهوائية وتنتج هرمونات رئيسية هي: الثايروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3). عند حدوث أي خلل في الغدة الدرقية، سواء كان فرط نشاط أو قصور في النشاط، تظهر مجموعة من الأعراض التي قد تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة.

1. أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية

عندما تفرز الغدة الدرقية كمية زائدة من الهرمونات، يتسبب ذلك في حالة تسمى “فرط نشاط الغدة الدرقية”. يؤدي هذا إلى تسريع العمليات الحيوية في الجسم، ما يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تشمل:

أ. زيادة معدل ضربات القلب

من أبرز الأعراض التي يعاني منها المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية هي تسارع ضربات القلب أو خفقان القلب، حيث يشعر الشخص بزيادة ملحوظة في معدل نبضات قلبه حتى أثناء الراحة. في بعض الحالات، قد يصل معدل ضربات القلب إلى أكثر من 100 نبضة في الدقيقة.

ب. فقدان الوزن غير المبرر

من أكثر العلامات شيوعاً التي تشير إلى فرط نشاط الغدة الدرقية هو فقدان الوزن غير المبرر، بالرغم من أن الشخص قد يظل يتناول كميات كافية من الطعام. هذا يرجع إلى زيادة الأيض الناتج عن زيادة إفراز الهرمونات الدرقية.

ج. التعرق المفرط

يعاني الأفراد المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية من التعرق المفرط، حتى في الظروف التي لا تتطلب ذلك، مما يجعلهم يشعرون بالحرارة أكثر من المعتاد. هذا العارض يمكن أن يكون غير مريح للغاية خاصة في الأوقات التي لا يكون فيها الطقس حارًا.

د. الأرق

بسبب زيادة النشاط الأيضي، يعاني العديد من المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية من الأرق وصعوبة في النوم، حيث يشعرون باضطراب في النوم وصعوبة في الاسترخاء.

هـ. القلق والعصبية

ارتفاع مستويات هرمونات الغدة الدرقية قد يسبب القلق والعصبية، مما يجعل الشخص يشعر بالتوتر المستمر وعدم الراحة النفسية. يمكن أن يصاحبه أيضًا الشعور بالتهيج السريع.

و. تساقط الشعر

العديد من الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية قد يلاحظون تساقط الشعر أو تقصفه، مما قد يؤثر على جودة شعرهم بشكل عام.

2. أعراض قصور الغدة الدرقية

على الجانب الآخر، عندما تفرز الغدة الدرقية كمية غير كافية من الهرمونات، يتسبب ذلك في حالة تسمى “قصور نشاط الغدة الدرقية”، حيث يحدث تباطؤ في العمليات الحيوية في الجسم. تشمل أعراض قصور الغدة الدرقية:

أ. زيادة الوزن

من أبرز الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المصابون بقصور نشاط الغدة الدرقية هو زيادة الوزن غير المبررة، حيث يصبح الجسم غير قادر على حرق السعرات الحرارية بفعالية.

ب. الإرهاق والخمول

الإرهاق المستمر هو أحد الأعراض المميزة للقصور في نشاط الغدة الدرقية. يشعر الشخص بالتعب الشديد حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، وقد يجد صعوبة في أداء الأنشطة اليومية.

ج. البرد المفرط

يعاني الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية من حساسية مفرطة للبرد، حيث يشعرون ببرودة شديدة في الأطراف أو الجسم بشكل عام حتى في الأجواء المعتدلة.

د. تساقط الشعر والجفاف

يواجه العديد من المصابين بقصور الغدة الدرقية مشكلة في تساقط الشعر أو جفاف الجلد. يصبح الشعر ضعيفًا وبطيء النمو، كما أن البشرة قد تصبح خشنة وجافة نتيجة قلة إفراز الهرمونات.

هـ. الإمساك

يميل الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية إلى الإمساك المزمن بسبب بطء عملية الهضم، وهذا قد يؤثر على راحتهم العامة وقدرتهم على التفاعل مع بيئتهم بشكل طبيعي.

و. مشاكل في الذاكرة والتركيز

يشتكي بعض الأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية من ضعف الذاكرة وصعوبة في التركيز، ويصف البعض هذه الحالة بأنها “تشويش ذهني” أو “ضباب دماغي”.

3. الأعراض الناتجة عن تضخم الغدة الدرقية (الدراق)

تضخم الغدة الدرقية، المعروف أيضًا بـ “الدراق”، يمكن أن يحدث في حالات فرط أو قصور نشاط الغدة الدرقية. قد يسبب تضخم الغدة الدرقية أعراضًا إضافية تتعلق بالضغط على الأعضاء المجاورة، مثل:

أ. صعوبة في التنفس أو البلع

عند حدوث تضخم في الغدة الدرقية، قد يشعر الشخص بصعوبة في التنفس أو البلع نتيجة الضغط الذي يحدثه الدراق على القصبة الهوائية أو المريء.

ب. تورم في الرقبة

من الأعراض المميزة لتضخم الغدة الدرقية هو تورم أو انتفاخ في منطقة الرقبة قد يكون مرئيًا في بعض الحالات. هذا التورم قد يكون مؤلمًا في بعض الأحيان أو غير محسوس.

4. التشخيص

يتم تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية عادة من خلال الفحص السريري وقياس مستويات الهرمونات في الدم. أهم الفحوصات التي يمكن إجراؤها تشمل:

• اختبار TSH (هرمون تحفيز الغدة الدرقية): يقيس هذا الاختبار مستوى هرمون TSH في الدم، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها.

• اختبار T3 و T4: يقيس مستويات هرموني T3 و T4 في الدم، والذين يعكسان النشاط الفعلي للغدة الدرقية.

• السونار (الأشعة فوق الصوتية): يتم استخدامه لتحديد ما إذا كان هناك تضخم في الغدة الدرقية أو وجود عقد في الغدة.

5. العلاج

تختلف طرق علاج اضطرابات الغدة الدرقية بناءً على نوع الاضطراب وشدته، ولكن تشمل العلاجات الأكثر شيوعًا:

أ. علاج فرط نشاط الغدة الدرقية

يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية باستخدام الأدوية المثبطة مثل الميثيمازول أو البروميثازين، التي تعمل على تقليل إفراز الهرمونات الدرقية. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر العلاج باليود المشع أو حتى الجراحة لإزالة جزء من الغدة الدرقية.

ب. علاج قصور الغدة الدرقية

عادة ما يتم علاج قصور الغدة الدرقية باستخدام هرمون الغدة الدرقية الصناعي (مثل الليفوثيروكسين)، وهو يعوض النقص في إفراز الهرمونات الدرقية. تحتاج الجرعة إلى مراقبة منتظمة لتجنب حدوث مضاعفات.

ج. العلاج الجراحي

في حالات نادرة، قد يتطلب العلاج إجراء جراحة لإزالة الغدة الدرقية جزئيًا أو كليًا، خاصة في حالة وجود عقدة دائمة أو سرطان الغدة الدرقية.

6. التأثيرات الصحية الأخرى

تأثيرات اضطرابات الغدة الدرقية لا تقتصر فقط على الأعراض البدنية، بل يمكن أن تؤثر على صحة الشخص النفسية أيضًا. في حالات فرط النشاط، يمكن أن يحدث قلق مفرط، بينما في حالات القصور، قد يعاني الشخص من اكتئاب وتراجع في المزاج.

7. الوقاية والتقليل من المخاطر

رغم أن بعض اضطرابات الغدة الدرقية تتأثر بالعوامل الوراثية، إلا أن العناية بالصحة العامة، مثل الحفاظ على نظام غذائي متوازن غني باليود، وممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن تساهم في تقليل خطر الإصابة بمشاكل الغدة الدرقية.

إن الغدة الدرقية هي عضو صغير لكنها تؤثر بشكل عميق على العديد من وظائف الجسم. إن التعرف المبكر على أعراض اضطراباتها قد يساعد في منع حدوث المضاعفات ويسهم في تحسين نوعية الحياة للمصابين.