“فلسفة التواصل” للكاتب جان مارك فيري يمثل أحد الأعمال البارزة في ساحة الفلسفة المعاصرة، حيث يتعمق في أغوار فلسفة التواصل بطريقة تتجاوز مجرد الاهتمام بالقضايا الإنسانية الراهنة إلى النظر فيها من منظور فلسفي تراتبي وعبري. يستكشف فيري، في هذا الكتاب الذي يمتد على 182 صفحة، جوانب عديدة تتعلق بالتواصل، محاولاً فهم جذوره وأبعاده من خلال عدسة فلسفية.
باعتبار “فلسفة التواصل” عملًا يتمحور حول مفهوم التواصل بكل تعقيداته وتبعاته، يقدم فيري تحليلاً دقيقًا يرتكز على منهج تراتبي يتجاوز السطحيات إلى الجذور العميقة لهذا المفهوم. فهو ينظر إلى التواصل بوصفه ظاهرة فلسفية تتعلق بالجوانب الوجودية والمعرفية للإنسان، ما يجعل من هذا الكتاب ليس مجرد مرجع في دراسة الاتصال والتواصل، بل يمثل أداة تحليلية معمقة تساهم في فهم عميق لطبيعة التواصل وأثره على الإنسان والمجتمع.
تتنوع مواضيع الكتاب بين البحث في طبيعة التواصل الإنساني، ودوره في بناء العلاقات الاجتماعية وتشكيل الهوية الفردية، وتأثيره على التفاعل بين الأفراد والمجتمعات. كما يقدم فيري تحليلاً للتواصل من منظور فلسفي عميق، يتناول فيه علاقة التواصل بالعقل والجسد والروح، وكيفية تأثيره على مختلف جوانب الحياة البشرية.
من خلال الترجمة العرضية لهذا الكتاب التي قام بها مركز نماء للبحوث والدراسات، يتيح الكتاب للقارئ العربي الوصول إلى هذه الفلسفة المعقدة بطريقة سلسة ومفهومة، مما يسهم في إثراء المكتبة الفكرية بمادة تعليمية وتحليلية ذات قيمة فلسفية عميقة.
ويعد “فلسفة التواصل” إضافة قيمة إلى مجال الفلسفة، حيث يفتح الباب أمام الباحثين والمهتمين بالتواصل لاستكشاف عوالم جديدة في هذا المجال المعقد والمثير للاهتمام.