“فلاشباك: رواية”، للكاتب مايكل بالمر، تعد واحدة من تلك الأعمال الأدبية التي تترك في ذهن القارئ أثرا عميقا بفضل قصتها المشوقة والمثيرة للتفكير. تروي الرواية قصة طوبي، الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات، الذي خضع لعملية جراحية روتينية. وبالرغم من أن العملية كانت ناجحة، إلا أن طوبي يعود إلى منزله ليواجه الرعب والفزع. تمر الأشهر دون أن يختفي الرعب من حياة طوبي، فهو ما زال ينفجر في نوبات من الصراخ الممزوج بالألم والرعب. يتذكر طوبي كل لحظة من العملية الجراحية، كل الصدمات وكل الألم، حيث يعيش من جديد تفاصيل هذه العملية الرهيبة أثناء ساعاته اليقظة. والآن، يتوجب على شخص ما أن يكشف الحقيقة المرعبة عن هذا المستشفى، قبل أن يفارق طفل بريء الحياة. ولن يكون هذا الطفل الأخير، فالضحية التالية تُدفع الآن نحو غرفة الجراحة.
تأخذنا الرواية في رحلة مثيرة لاكتشاف الحقيقة وراء هذه الظواهر الغامضة والمخيفة، حيث يتعين على الشخصيات التحقيق بعمق لكشف الأسرار المظلمة التي تختبئ وراء جدران المستشفى. تتناول الرواية موضوعات هامة مثل الخيانة، والتضحية، والبحث عن العدالة، وتجربة الشعور بالوحدة والعزلة. كما تسلط الضوء على تأثير الأحداث النفسية الصادمة على حياة الأفراد وعلى علاقاتهم ببعضهم البعض.
“فلاشباك: رواية” تمتاز بأسلوب سردي ممتع ومشوق، حيث يجسد الكاتب الشخصيات بعمق وتعقيد، مما يجعل القارئ يشعر بتفاعل قوي مع أحداث الرواية ومعانيها العميقة. كما تقدم الرواية رؤية ناضجة للطفولة ولتجارب الألم والمعاناة التي قد تواجه الأطفال، وكيف يمكن للقوة الإرادية والصلابة أن تساعدهم في التغلب على التحديات.
صدرت “فلاشباك: رواية” عن دار النشر بانتام بوكس في أبريل عام 1995، وقد لاقت استحسانا وإعجابا كبيرين من قبل القراء والنقاد على حد سواء. تعتبر هذه الرواية إضافة قيمة إلى مكتبة الأدب العالمي، حيث تجمع بين الإثارة والتشويق مع العمق الفلسفي والنفسي الذي يثري تجربة القراءة ويفتح آفاقا جديدة للتأمل والتفكير.